تلقيت الأسبوع الماضي رسالة أبوية من المهندس عثمان الخويطر.. أوضح فيها الكثير من المعلومات العلمية حول النفط الصخري وصناعة النفط بالإضافة لرأيه حول مستقبل الطاقة وختم الرسالة بنظرة مختلفة عن الكثيرين حول مستقبل النفط الصخري. وكما هو معروف فالمهندس عثمان عمل لعقود في أرامكو في مجال الحفر والتنقيب بل هو من جيل الروّاد متعه الله بالصحة والعافية.
الرسالة (استمتعتُ بقراءة مقالك الجميل، وعز علي إلا أن أوضح لك حقيقة ما يسمى بالنفط الصخري، وهي ترجمة غير دقيقة. ويسمونه في أميركا Tight oil أو shale oil وترجمتها نفط السجيل).
وهو لا يختلف عن بترولنا إلا في كونه يوجد داخل مسام صخور ميكروسكوبية مغلقة. بينما حال بترولنا تكون مسام الصخور التي يوجد فيها متواصلة مع بعضها. فيتطلب إنتاج "الصخري" ما يسمى بعملية التكسير. وهي فعلاً عملية تحدث شقوقاً في الصخور لتسمح له بالجريان في اتجاه البئر. والعملية تتطلب ضخ خمسة ملايين جالون ماء مع قليل من الرمل ومواد كيميائية تحت ضغط 15000 وحدة ضغط. وتأثير التكسير محدود جداً لا يتعدى عشرات الأمتار حول محيط البئر.. ولذلك فإن إنتاج البئر الصخرية ينخفض 70 % خلال السنة الأولى وينتهي عمرها الاقتصادي بعد أربع سنوات. ومعدل إنتاج البئر الصخرية لا يزيد على مئتين إلى ثلاث مئة برميل في اليوم، وأغلبها أقل. بينما معدل إنتاج آبارنا الحالي خمسة آلاف برميل، ويظل الإنتاج عشرات السنين، مقابل عمر الصخري القصير. مما يضطر المنتجين إلى حفر وإضافة ثلث الإنتاج سنوياً للمحافظة على مستوى الإنتاج ومنعه من النزول. فالبئر الواحدة من بترولنا يقابلها أكثر من عشرين بئراً صخرية.
ولو طرأ تحسن بسيط في عميات الحفر والتكسير فليس هناك تكنولوجيا تحل طبيعة الجيولوجيا التي تعوق إنتاجه وترفع التكلفة، واستطاعوا المحافظة على مستوى الإنتاج خلال الثلاث سنوات الماضية لأنهم تحولوا إلى مناطق يسمونها sweet spots معروفة عندهم بجودة الإنتاج وهي اليوم على وشك النضوب. ويعودون إلى المناطق المكلفة.
نعم، أميركا لديها إمكانات هائلة لا يملكها أي بلد آخر. لديهم آلاف الحفارات العاطلة والمعدات المساندة والأيدي البشرية المدربة وسهولة الحفر. لأنهم حفروا حتى الآن مليون ونصف المليون بئر، ويعرفون أرضهم شبراً شبراً. وهذا لا يتوفر لأي جهة خارجية. وخارج أميركا يحتاجون ضعف السعر الحالي ليكون إنتاجهم اقتصادياً. وحتى لو أنتجوا، مثل روسيا والصين وأستراليا، فسيكون مكلفاً وقليلاً جداً، فليس لديهم إمكانية تشغيل ألف حفار مثل أميركا، يكون إنتاجهم عشرات أو مئات الألوف من البراميل، وتتميز أميركا أيضاً بالدعاية والمبالغة غير الطبيعية. روسيا رفعت إنتاجها أربعة ملايين خلال سنوات ولم يتحدث عنها الإعلام الأميركي. وكندا تنتج مليوني برميل من الرمل النفطي لا تسمع عنه من الإعلام الأميركي مع أنه شبيه بالصخري.
ما يسمى بالصخري مستقبله محدود حتى بعد ارتفاع الأسعار، ومن غير المنطق أن نعتبره يهدد بترولنا. فهل يمكن قبول أن إنساناً كبيراً في السن يتعكز على عصوين أنه يهدد فتوة شباب مفتول العضلات؟ غير منطقي.
ونعود إلى المنطق، وقليلون الذين يهضمون المنطق، لم يكن الصخري في يوم ما إلا حليفاً مباركاً لنا ولإنتاجنا. لو لم يبدأ إنتاج الصخري قبل عشرة أعوام، لكنا اضطررنا حينها إلى رفع إنتاجنا إلى 13 مليون برميل. وتلك كارثة علينا وعلى حقولنا لو حدثت. الإنتاج الحالي أعلى من المستوى المثالي. ما كان يجب أن يتعدى إنتاجنا ثمانية ملايين، وكثيرة. هذه ثروة ناضبة والإسراف في استنزافها -ونحن لا نزال أمة غير منتجة- يقضي عليها مبكراً، ونجد أنفسنا بدون دخل وسط هذه الصحراء القاحلة. والأصوات التي تقول بالاستغناء عن البترول وهو أهم مصدر للصناعات العصرية واهمة. ليس هناك مثيل للبترول، مهما تحدثوا عن الاختراعات، ما هي إلا أفكار مضللة كنا نسمعها منذ ستينات القرن الماضي. والصخري من أهم العوامل التي تساعد على استقرار السوق البترولية ونعتبره من روافد بترولنا وليس منافساً لنا. هل سمعتم مسؤولاً لدينا تحدث ضد الصخري؟ أبداً، لم يحدث من أي مسؤول.
ادعوا للصخري بطول العمر والازدهار على مسؤوليتي.. انتهت الرسالة..
الحقيقة لقد أضافت لي رسالته الكثير لذلك أحببت إشراككم بها، وعندما وصلتني تذكرت صديقي وائل مهدي: "عثمان الخويطر يعطيك دائماً الشعور بالتفاؤل والخير وأن العمر لا يضع حداً للمشاركة والتفكير، فشباب الإنسان في عقله، فأبو نبيل.. نبيل في عطائه وصدره المفتوح دائماً للنقاش..
نقلا عن الرياض
مقال جميل ..وشكرا على المشاركة
يارجل اسعار النفط لم ولن تعود لمستويات 2014 و ما قبل. النفط الصخري هو سبب كل ما نفعله الان لتنويع مصادر الدخل و ما الى ذلك. لو كانت اسعار النفط قريبة من مستويات 2014 في هذه الايام, لما رايت احد يتحدث عن تنويع مصادر الدخل و اننا بحاجه ماسه لتقليل الاعتماد عليه. نحن بأنفسنا اغرقنا السوق في صيف 2014 لاخراج المنتجين الصخريين حين كانت الاسعار بين 80 و 100 دولار للبرميل وقتها , و كنا نظن اننا سائرون في الطريق الصحيح لان تكاليف الاستخراج كانت وقتها عاليه و هوامشهم ضعيفه , و لكن كا نوا يربحون على اية حال. المفاجأه ان المنتجين الصخريين تمكنو من خفض تكاليف الاستخراج بشكل كبير ,خلال الفتره التي اغرقنا فيها سوق النفط. ألان بامكانهم ان يربحو في سوق لا يتعدى سعر البرميل فيه 30 دولار فقط. و هنا تبدأ مشكلتنا, فكل زيادة في الاسعار سيقابلها زياده في الانتاج من قبلهم و نتيجه لذلك ستظل الاسعار تحوم حول مستويات متدنيه و في نفس الوقت تضمن لهم هوامش ربح . و لن نرى المستويات السابقه ابدااا التي تعودنا شخصيا , اظن اننا حتى هذه اللحظه ندفع ثمن قرار اغراق السوق في صيف 2014
اتفق تماما مع المهندس عثمان الخويطر في كل حرف, صحيح زيادة الانتاج فيها زيادة دخل, لكن وجود البترول تحت ارضك مثل تخزين الذهب في البنوك المركزيه , فليس من المنطقي انك تبيع كل الذهب فعندها تصبح لا شيئ , لابد من وجود كميات هائلة لتفرض سيادتك على العالم ويكون لك قميه ماديه قبل المعنويه , وبما ان هذه الماده ناضبه اي لايتم خلقها مره اخرى فحتما سيزداد سعرها مستقبلا باذن الله بما فيه صالح لنا , شوف الان اسعار الذهب حوالي 1350 دولار اذا اردنا مثل هذا السعر فلننتظر نضوبه في العالم عندها سنصبح امة ثرية , ولكن هذا لا يمنع من تنويع مصادر الدخل ,وبالله التوفيق
المهندس عثمان حمد الخويطر لا شك أنه هامة و قامة بين من يتكلم عن أمور النفط. لكنني أرى الحديث بنغمة واحدة و قديمة. الغرب يعمل منذ حظر النفط 1973 على تحييد استخدام النفط كسلاح سياسي بل أنهم يعملون على جعلة سلعة عادية مثل الحفاظات او البسكويت او غيره. في عام 1978 انشأ الرئيس جيمي كارتر قوة دلتا Delta Force و الهدف احتلال منابعه. العيب فينا. 85 سنة و لم نتمكن من توطين صناعة النفط بمعنى اتمنى ارى حفار سعودي 100% و ليس سعودة في الدول المجاورة و أن ارى تصنيع الخزانات و المعدات و المواد الكيميائية بدل إستيرادها و ينطبق الحال على الكهرباء و تحلية المياه. النفط و التحلية و الكهرباء لنا الريادة المطلقة في استخدامها لكن لم نوطن صناعتها. للحديث بقية.