لاحظت خلال زيارتي معرض عالم الاتصالات Mobile World Congress في برشلونة، وهو أكبر حدث في عالم الاتصالات حول العالم، التنافس الشديد بين الدول والشركات حول المنتجات والخدمات، والأغلبية العظمى منها متجهة نحو ما يسمى الثورة الصناعية الرابعة: تقنيات الجيل الخامس، والواقع الافتراضي، والمدن الذكية، والبرمجيات، والذكاء الصناعي، وغيرها كثير من التقنيات التي كانت خيالا وأصبحت اليوم حقيقة، وهي الآن عصب وارتكاز الاقتصاد الجديد، فمن يملك ويستطيع أن ينافس مستقبلا سيملك حصة من الاقتصاد العالمي خلال العقود القادمة.
المحزن في الموضوع الغياب التام للسعودية في هذا المحفل ما عدا شركة اتصالات، ومقارنة بدول أخرى يعد وجود السعودية ضعيفا ولا يمثل حجم الاقتصاد أبدا، عندما أشاهد حضور الأردن الشقيقة وعدد الشركات الممتازة والمنتجات التي تقدمها في التقنية أستغرب أننا ما زلنا بعيدين عن وضع خطوات عملية وقوية في الاتجاه المستقبلي للاقتصاد، ومن ناحية أخرى تشاهد كيف استطاعت تركيا التقدم بسرعة في هذا المجال حتى أصبح لديها منتجاتها الخاصة من الهواتف الذكية والبرامج الخاصة بالمدن الذكية وغيرها، وجناحها في المعرض كبير جدا رغم تقارب حجم الناتج المحلي بين البلدين (طبعا هذا ليس وحده مقياسا أبدا)، وهذا يدل على الاهتمام المبكر بهذا التوجه؛ فهو ليس حصيلة عمل يوم وليلة، بل منذ سنين تم التوجه نحو هذه القطاعات المستقبلية.
نملك في السعودية كل عوامل النجاح لننافس في الثورة الصناعية الرابعة، فنحن نملك رأس المال، والقيادة، والأهم الشباب، وهنا نحتاج إلى استغلال هذه الطاقات الشبابية الهائلة التي مع الأسف كثير منها مهدر، واستغلالهم يتم عبر تأهيلهم وتعليمهم بشكل يتناسب مع متطلبات المستقبل خاصة مع متطلبات المنافسة في الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد أكثر شيء على العقول والملكيات الفكرية والاختراع والابتكار.
تأهيل هؤلاء الشباب يبدأ من مقاعد الدراسة والمناهج ووصولا إلى مراكز التدريب المتخصصة لتخرج شبابا محترفين في البرمجيات وهي طبعا الأرضية لكل الثورة الصناعية الرابعة، ومحترفين في الصناعات المرتبطة بها، فمن دون شباب مؤهل لن نستطيع التنافس. اليوم لم أر إلى الآن أي خطة وطنية شاملة تغطي وتؤسس للمستقبل من هذه الناحية، حيث لا يمكن لجهة واحدة تناول هذا الموضوع أبدا بل يجب أن تكون خطة وطنية شاملة من أعلى سلطة تؤسس لعمل كل القطاعات المرتبطة نحو تحقيق هدف واضح خلال السنوات القادمة.
من الجميل أننا سمعنا عن مدينة نيوم والاهتمام بالتقنية وارتكازها على الثورة الصناعية الرابعة بكل تفاصيلها، وأتمنى أن يعد شبابنا من اليوم لعمل البنية التحتية لأغلب التقنية الموجودة هناك (طبعا بالشراكة مع الخبرات الأجنبية) ستكون تجربة ممتازة لهم تؤسس لجيل سيملك الخبرة الواقعية وينقلها للأجيال التي تليه عبر التدريب والتطوير.
في مدينة المستقبل "نيوم". يجب أن يتم استغلال كل ريال وكل تجربة وتطبيق بنقل المعرفة ومشاركة الشاب السعودي في كل زاوية منها لأن ما سيطبق في "نيوم" سيكون سابقة عالمية وستكرر تجربة "نيوم" في عدة دول حول العالم. إذن، وبما أننا سنكون سبّاقين، يجب أن نحرص لتكون السعودية وشبابها مطلبا لتكرار التجربة، وبذلك نحقق أكثر من هدف من "نيوم".
ختاما لدينا الكثير والكثير من القوى والموارد التي لم تستغل حتى الآن بالشكل الأمثل، ومع كل ما يتم في السعودية ومع كل التحول والقيادة المتطلعة إلى المستقبل بحرص، أجد نفسي متفائلا بتطور مستقبلي للسعودية، والأهم لشبابها الذي ينقصه التوجيه والاهتمام والتعليم الجيد "المناسب" للمستقبل، حيث يجب الاتجاه في التخصصات الجامعية إلى الوظائف التي ترتكز عليها الثورة الصناعية الرابعة ومن أهمها البرمجة، والذكاء الصناعي، وتحليل البيانات، والتصميم وغيرها، وكذلك تأسيس مزيد من مراكز الأبحاث المتخصصة وبما يتوافق مع الخطط الوطنية للمملكة.
نقلا عن الاقتصادية
المحزن في الموضوع الغياب التام للسعودية في هذا المحفل ما عدا شركة اتصالات، ومقارنة بدول أخرى يعد وجود السعودية ضعيفا ولا يمثل حجم الاقتصاد أبدا، عندما أشاهد حضور الأردن الشقيقة وعدد الشركات الممتازة والمنتجات التي تقدمها في التقنية أستغرب أننا ما زلنا بعيدين عن وضع خطوات عملية وقوية في الاتجاه المستقبلي للاقتصاد، ومن ناحية أخرى تشاهد كيف استطاعت تركيا التقدم بسرعة في هذا المجال حتى أصبح لديها منتجاتها الخاصة من الهواتف الذكية والبرامج الخاصة بالمدن الذكية وغيرها، وجناحها في المعرض كبير جدا رغم تقارب حجم الناتج المحلي بين البلدين (طبعا هذا ليس وحده مقياسا أبدا)، وهذا يدل على الاهتمام المبكر بهذا التوجه؛ فهو ليس حصيلة عمل يوم وليلة، بل منذ سنين تم التوجه نحو هذه القطاعات المستقبلية.
نملك في السعودية كل عوامل النجاح لننافس في الثورة الصناعية الرابعة، فنحن نملك رأس المال، والقيادة، والأهم الشباب، وهنا نحتاج إلى استغلال هذه الطاقات الشبابية الهائلة التي مع الأسف كثير منها مهدر، واستغلالهم يتم عبر تأهيلهم وتعليمهم بشكل يتناسب مع متطلبات المستقبل خاصة مع متطلبات المنافسة في الثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد أكثر شيء على العقول والملكيات الفكرية والاختراع والابتكار.
تأهيل هؤلاء الشباب يبدأ من مقاعد الدراسة والمناهج ووصولا إلى مراكز التدريب المتخصصة لتخرج شبابا محترفين في البرمجيات وهي طبعا الأرضية لكل الثورة الصناعية الرابعة، ومحترفين في الصناعات المرتبطة بها، فمن دون شباب مؤهل لن نستطيع التنافس. اليوم لم أر إلى الآن أي خطة وطنية شاملة تغطي وتؤسس للمستقبل من هذه الناحية، حيث لا يمكن لجهة واحدة تناول هذا الموضوع أبدا بل يجب أن تكون خطة وطنية شاملة من أعلى سلطة تؤسس لعمل كل القطاعات المرتبطة نحو تحقيق هدف واضح خلال السنوات القادمة.
من الجميل أننا سمعنا عن مدينة نيوم والاهتمام بالتقنية وارتكازها على الثورة الصناعية الرابعة بكل تفاصيلها، وأتمنى أن يعد شبابنا من اليوم لعمل البنية التحتية لأغلب التقنية الموجودة هناك (طبعا بالشراكة مع الخبرات الأجنبية) ستكون تجربة ممتازة لهم تؤسس لجيل سيملك الخبرة الواقعية وينقلها للأجيال التي تليه عبر التدريب والتطوير.
في مدينة المستقبل "نيوم". يجب أن يتم استغلال كل ريال وكل تجربة وتطبيق بنقل المعرفة ومشاركة الشاب السعودي في كل زاوية منها لأن ما سيطبق في "نيوم" سيكون سابقة عالمية وستكرر تجربة "نيوم" في عدة دول حول العالم. إذن، وبما أننا سنكون سبّاقين، يجب أن نحرص لتكون السعودية وشبابها مطلبا لتكرار التجربة، وبذلك نحقق أكثر من هدف من "نيوم".
ختاما لدينا الكثير والكثير من القوى والموارد التي لم تستغل حتى الآن بالشكل الأمثل، ومع كل ما يتم في السعودية ومع كل التحول والقيادة المتطلعة إلى المستقبل بحرص، أجد نفسي متفائلا بتطور مستقبلي للسعودية، والأهم لشبابها الذي ينقصه التوجيه والاهتمام والتعليم الجيد "المناسب" للمستقبل، حيث يجب الاتجاه في التخصصات الجامعية إلى الوظائف التي ترتكز عليها الثورة الصناعية الرابعة ومن أهمها البرمجة، والذكاء الصناعي، وتحليل البيانات، والتصميم وغيرها، وكذلك تأسيس مزيد من مراكز الأبحاث المتخصصة وبما يتوافق مع الخطط الوطنية للمملكة.
نقلا عن الاقتصادية