تختلف وجهات النظر الى زيادة إنتاج وتصدير البترول الصخري الأميركي إلى دول آسيا وتأثيره على مستقبل بترول دول الخليج حسب المصالح ومقدار ونوعية وعُمق معرفة صاحب وجهة النظر لنظام وآليات وخبايا السوق العالمي للبترول.
لقد درج معظم -وليس جميع- الكتاب الغربيين أن يقنعوننا بأن البترول الصخري الأميركي هو المنافس الخطير لبترول دول الخليج في أسواق الدول الآسيوية (لا سيما الصين) التي أصبحت المستهلك وبالتالي المستورد الأكبر للبترول في العالم.
وفي نفس الوقت درج القليلون -لكنهم لحسن حظنا يتزايدون- من كتابنا المخلصين أن يقنعوننا بأن قدوم البترول الصخري هو الوضع الطبيعي لمسيرة دورة الحياة الاقتصادية لأن النمو المتزايد على استهلاك واستيراد البترول في الدول الآسيوية الناهضة صناعيا لا يستطيع إنتاج بترول دول الخليج الناضب أن يلبي كامل احتياجاتهم المتزايدة للبترول.
السبب الأساس في اختلاف وجهات النظر -كما قلنا في السطرين الأولين أعلاه في افتتاحية هذا المقال- هو المصالح الشخصية وتفاوت مقدار معرفة أصحاب وجهات النظر لخصائص أسواق البترول (وهو ناضب من صُنع الله) التي تختلف اختلافا كليا عن خصائص أسواق السلع التي يصنعها الإنسان حسب احتياجاته، وهي لا تنضب بالاستهلاك.
السؤال الجوهري الذي يجب أن نعرف جوابه الصحيح هو: ما هو الدافع الحقيقي وراء زيادة إنتاج وتصدير البترول الصخري الأميركي الآن؟ والجواب الصحيح -بعيدا عن عواطفنا- بكل بساطة هو: لأن العالم الآن في حاجة ماسة إلى زيادة عرض البترول الى مستويات لا تستطيع دول الخليج وحدها -وهي التي يعوّل على بترولها العالم- تلبية هذا الطلب العالمي المتزايد على البترول مما سيؤدي حتما الى ارتفاع أسعار البترول الى مستويات عالية غير مسبوقة وبالتالي إعادة توزيع ثروات العالم -كما يُردّدُ الاعلام العالمي- من الدول الصناعية الى صالح الدول الريعية التي حباها الله باحتياطيات كبيرة من نعمة البترول.
الجديد في الموضوع هو أن معظم المسؤولين في دول الخليج أصبحوا الآن مقتنعين -اقتناعا شبه التام- بأن البترول الأميركي لا ينافسهم. بل هو ضروري لتخفيف الضغوط عليهم بمطالبتهم بزيادة إنتاج بترولهم الناضب.
كمثال حي: التصريح المنسوب لسعادة رئيس أرامكو أمين الناصر الوارد في الخمسة أسطر الأخيرة من التقرير المنشور على موقع (CNBC) بتاريخ 9 فبراير 2018 (قبل 10 أيام) وعنوانه: "تصاعد صادرات البترول الأميركي إلى الصين يُغيّرُ مراكز القوة للعبة البترول العالمية". حيث قال سعادته بالنص:
"نحن لا يقلقنا -بأي حال- ارتفاع إنتاج وصادرات البترول الصخري الأميركي لأننا المصدر الموثوق الثاني حيث لا يوجد قبلنا مصدر أوّل (second to none) ونملك القاعدة الأكبر من الزبائن باتفاقيات للمبيعات بعقود مضمونة طويلة الأجل".
نقلا عن الرياض
لكن نسيت ان البترول تتخطاه التقنية وسيقل استهلاكه في زمن ليس بالبعيد فالطاقة المتجددة والكهرباء والذرة والشمس مصادر ستحل محله في زمن قريب
أخي الكريم جست تراي هذا هو الذي يقوله جميع الذين لا يعرفون ان البترول مورد طبيعي ناضب ومعدل (سرعة نضوبه) أعلى (أسرع) من معدل تطوير واحلال البدائل عالعموم مشكور وحاول ان تفهم مفهوم النضوب