أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على تراجع طفيف بلغ 17 نقطة فقط، وذلك بعد التقليص الكبير للخسائر الأسبوعية خلال جلسة الخميس الماضي، ويبدو من خلال الأداء الأسبوعي أن القوة النسبية للمسار الصاعد بدأت بالضعف واعتقد أن هذا الأمر طبيعي بعد 7 أسابيع من الصعود المتواصل، خاصةً أن ذلك الأمر تزامن مع الوصول لقمة تاريخية عند 7560 نقطة وهي المنطقة التي فشل المؤشر العام من الاستقرار فوقها منذ أكثر من عامين.
أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت حوالي 14.6 مليار ريال مقارنة بنحو 17.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التراجع في السيولة يشير إلى أن السوق بدأ يفقد قوته الشرائية ويعطي انطباعًا بأن المؤشر لن يتجاوز القمة التاريخية حاليًا إلا إذا ارتفعت السيولة من جديد هذا الأسبوع أو سيدخل السوق في مسار تصحيحي، لكن بشكل عام اعتقد أن المؤشر لم يعط أي إشارة حتى الآن بانتهاء المسار الصاعد الرئيس، وأن أي تصحيح محتمل سيكون ضمن سياق المسار الإيجابي.
التحليل الفني
مما لا شك فيه أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في موضع حرج وأن وصوله إلى القمة بهذه السرعة قد يكون سلاحا ذا حدين، فإما أن يكوّن قمة هابطة ويبدأ بالنزول وهذا قد يثير مخاوف المضاربين لكنه لن يقلق المستثمرين، وإما أن يواصل صعوده حتى مشارف 7700 نقطة وهي أول مقاومة قوية للفترة الراهنة وهذا يحتاج إلى سيولة عالية بكل تأكيد، لكن المهم في جميع الأحوال أن يبقى السوق فوق دعم 7250 نقطة مهما كانت التحركات القادمة.
أما من حيث القطاعات فأجد ان القطاع البنكي قد دخل مسارا عرضيا بالفعل خلال الأسبوع الماضي، لكنه ما زال محافظًا على معدلات السيولة الأسبوعية، وهذا الأمر يفسح المجال أمام مزيد من الصعود حتى مقاومة 6000 نقطة، لكن لا شك أن المؤشرات الفنية متضخمة جدا، وأن التصحيح بات أمرا لا مفر منه حتى لو صعد قليلا.
أيضا أجد أن قطاع المواد الأساسية أصبح على مرمى حجر من المقاومة الأصعب عند 5350 نقطة، التي ستكون عقبة قوية أمام القطاع لذا أصبح تضافر جهود الشركات مهمًا لتجاوز هذه المعضلة واعتقد أن هذا القطاع القيادي سيكون تحت الأنظار الفترة الحالية نظرا لصعوبة المرحلة.
من جهة أخرى، أجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات مازال يحترم دعم 4350 نقطة وهذا أمر يبعث على التفاؤل، لكن أيضا لا بد من اختراق مقاومة 4600 نقطة أو أن هذا الاحترام لا قيمة له، وفي حال كسر القطاع الدعم المذكور آنفًا فإنه لن يبتعد أكثر من 4150 نقطة لأنه في جميع الأحوال عند مناطق قوية للغاية.
أسواق السلع العالمية
بعد فترة من استعصاء مستوى 70 دولارا على خام برنت إلا أنه تمكن خلال الأسبوع الماضي من اختراقها والاغلاق فوقها للمرة الأولى منذ نوفمبر 2014، وهذا التحول المهم يأتي بعد استقرار الأوضاع في السوق النفطية وبعد الاتفاقات المهمة بين المنتجين من داخل وخارج أوبك، خاصة بين المملكة وروسيا، وبما أن هذه العوامل مازالت قائمة فإنه من المتوقع أن تستمر الأسعار بالارتفاع لكن لا أتوقع أن تذهب بعيدا لأن مؤشر الدولار أصبح بالقرب من مناطق دعم تاريخية وقد يكون له ارتداد صاعد قوي يعصف بأسعار النفط.
وما ينطبق على خام برنت ينطبق على خام نايمكس، لذا من المتوقع ان تكون منطقة 69 دولارا للبرميل مقاومة قوية لا أتوقع أن يتجاوزها وهذا يتزامن مع التحرك المتوقع للدولار.
نقلا عن اليوم