مع الأسف لايكاد يوجد في مجتمعنا إلا القليل من البحوث الميدانية العلمية التي تقيس مدى الوعي الاجتماعي والاقتصادي لدى المواطنين، مع أن تلك البحوث مهمة جداً، ويُبنى عليها قرارات تمس التعليم والإعلام والإنفاق الحكومي والقرارات التي تبدأ بالأهم فالمهم، والأنظمة ذات التأثير القوي في صناعة الوعي، اذا أتمت صياغتها بدقة ووضوح ولامست حياة الناس وجرى تطبيقها على الجميع، إن الانظمة تُعيد صياغة الفكر الاجتماعي وتُعدل السلوك نحو الأفضل، إذا كانت نتيجة أبحاث ميدانية تثبت الحاجة لصدور مثل تلك الأنظمة متضمنة الثواب والعقاب..
وبما أننا لم نظفر ببحوث شاملة عن مدى الوعي لدينا، فلا أقل من إن نقيسه بما نراه ونعايشه، فقيادة السيارات في شوارعنا تنم عن غياب الوعي والمسؤولية لدى كثير من السائقين، ورؤية ماتحتويه سلال المهملات الكبيرة حول المنازل تدل على الإسراف غير العقلاني، فهي تمتلئ يومياً ببقايا هائلة من الطعام وخلافة بما فيه الملابس والأثاث.. وكذلك الاستهانة بالماء والكهرباء والوقود، وكثرة هدرها بلا طائل..
كما أن سوق الأسهم لدينا لا يزال بعيداً عن الكفاءة التي تُعطي سهم كل شركة سعره العادل أو القريب من العادل .. بل تعتمد سوقنا كثيراً على المضاربة المبنية على قلة أسهم الشركة ممايدل على ضعف الوعي الاقتصادي، وروح المغامرة التي تبحث عن الربح السريع السهل، مما أحدث تشوهات أثناء مقارنة أسعار أسهم الشركات مع عوائدها.
نقلا عن الرياض
الوعي لدينا ضعيف بشكل عام وسيد جدا في قيادة السيارات