«تمكين وابتكار» كان شعارا لملتقى أقامته «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات» الأسبوع الماضي، الملتقى معني بالتجارة الالكترونية، وكان هناك عدة متحدثين وجلسات حوار أثرت وأثارت موضوع التجارة الالكترونية، تقدمهم الأستاذ عادل بوحيمد المتحدث الرسمي للهيئة، وافتتحها محافظ الهيئة الدكتور عبدالعزيز الرويس وبقية المشاركين والمتحدثين، عن ماذا تحدثوا؟ إنها الفرص التي نستطيع من خلالها منافسة دول العالم المتقدمة، تحدثوا عن التمكين والعناصر الأساسية للبناء والعوامل والعزيمة والابتكارات والتحديات، الفضاء واسع ويتسع للجميع.
تحدثنا وتحدث الجميع، استشهدنا واستشهد الجميع بمبيعات «متجر علي بابا الالكتروني» خلال الأسبوع الماضي في يوم العروض بمناسبة «يوم العزاب» والذي يوافق تاريخ 11 نوفمبر من كل سنة. الجميع مذهول من مبيعات «متجر علي بابا» بهذه المناسبة في ذلك اليوم والتي تخطت 25 مليار دولار، ولمعرفة حجم هذه المبيعات فإنها تعادل مبيعات السعودية للنفط لشهر كامل عندما كان سعر النفط 100 دولار.
تخيل مبيعات يوم واحد 25 مليار دولار تمت ضمن 1.5 مليار عملية شرائية بمعدل 17 دولارا للعملية الواحدة. تخيل «مليون عملية شرائية بالدقيقة» ولمدة 24 ساعة متواصلة في يوم واحد. «علي بابا» مجرد «فكرة» وسيط بين بائع ومشتر وبرامج مساندة. هذا تقدم تاريخي في عالم التجارة العالمية.
التجارة الالكترونية لا تحتاج إلى مصانع وأصول ملموسة، بل فكر وتسويق ونظام متكامل ونظام لوجستي لسلسلة الإمدادات، فالفرصة متاحة في جميع دول العالم، والمجال متاح للجميع والقوي قوي بالفكر وبمزايا التنافس.
يجب أن نكون على قناعة بأن المبيعات والتسوق في المستقبل سيكون غالبهما عن طريق الانترنت، فما زلنا في البدايات.
في المملكة العربية السعودية 8 ملايين شخص اشتروا عن طريق الانترنت، ففي عام 2016 كان حجم المبيعات عن طريق الانترنت بالسعودية 30 مليار ريال، أي أكثر من 82 مليون ريال يوميا، وهناك دراسات تثبت أن البعض في المملكة لم يعتد التسوق الالكتروني، وهناك مخاوف من استخدام الانترنت للتسوق، وهذا متوقع أن يزول قريبا.
من أهم التحديات التي تواجه البيع عن طريق الانترنت في المملكة هي طرق الدفع الآمنة، واعتياد الزبائن عليها، وثقة المستهلك، والتحدي الآخر هو طرق التخزين والتوصيل. لا يزال هناك دفع «نقدا» ولا يزال هناك طرق توصيل تقليدية، ولكن خلال السنتين الأخيرتين حصل تطور كبير في هذا الشأن، وأصبح الغالبية يستخدمون طرق الدفع الآمنة، والأكثر أريحية مع تطور طرق التخزين والتوصيل.
دعونا نعود لمبيعات «متجر علي بابا الالكتروني» التاريخية في ذلك اليوم «يوم العزاب»، وعادة في المناسبات يكون هناك تخفيضات وعروض، فالسؤال كم مناسبة عندنا بالمملكة؟ عيد الفطر، وعيد الأضحى، وشهر رمضان، وأيام الزكاة، ومناسبة الحج، وبداية الدراسة، وأيضا المناسبات اليومية، المواليد، والزواجات، وغيرها الكثير، طبعا بالإضافة للأيام العادية.
التجارة الالكترونية ليست فقط سلعا وأكلا وملابس وأجهزة، بل كتب وتعلم وعلاج ونصائح واستشارات ومساعدات ومسؤولية اجتماعية وتكافل اجتماعي، بالإضافة إلى الخدمات العامة الحكومية والخاصة.
الاستثمار في التجارة الالكترونية أرض خصبة وواعدة، فالحكومة سهلت المهام، وأوجدت العناصر والعوامل، حيث توجد منصات للمساعدة والاستشارات، وطرق الدعم المالي والدراسات، بقي علينا الفكر والعمل كمواطنين ورجال أعمال وشركات، فنحن في مفترق طرق إما سنبيع لبعضنا ونتبادل التجارة ونصدر للخارج، أو نتكاسل ونجد أنفسنا نشتري من بعضنا عن طريق منصة تجارة الكترونية صينية أو أمريكية أو حتى خليجية، وهي أيضا من ينسق طرق الدفع بيننا، وطرق التوصيل، وإن كان البائع في مدينتك.
نقلا عن صحيفة مكة
عزيزي ، أنا أبغى أشحن بضائع خارج السعودية عبر متجري الالكتروني لأوروبا وأمريكا ، تكاليف التصدير والشحن و المعاملات أغلى وأعقد من الشحن من أمريكا وأوروبا للسعودية!!!!؟؟؟ تخيل! كيف تبغونا نشتغل!؟!؟!