نجد في ثقافتنا العربية، ومورثنا الشعري، وأمثالنا السائرة، جانباً كبيراً يحض على الظلم والاعتداء مع الأسف، فالذئب له في الذاكرة العربية احترام، مع أنه يعتدي ويأكل أموال الناس، وثروة العرب قديماً هي الحلال والكثير منه أغنام، وهي الطبق المفضل للذئاب، ومع ذلك احترم كثيرٌ من العرب الذئب رغم أنه يسرق أموالهم، ويأكل حلالهم، حتى قالوا في أمثالهم : (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) وكثيراً مايحض الأب ابنه (خلك ذيب!) وهذا دليل أصيل على أن الإسلام الحنيف يقتصر لدى كثير من العرب على العبادات لا السلوك، فحتى اللصوص و(الحنشل) يؤدون الصلاة، والمثل يقول: (مطوّع الحنشل منهم) مع أن الإسلام عبادات ومعاملات وتشريع كامل عادل غلّظ عقوبات أكل أموال الناس بالباطل، وبيّن أنها تُبطل كل العبادات، والرسول صلى الله عليه وسلم (ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟).. وبهذا مرّ دهور على العرب والمسلمين وكثير منهم يأكل قويُّهم ضعيفهم، فينهب بعضهم المال العام والخاص بالرشوة والتحايل وتكوين (شبكة فساد) كأنّ أصحابها قطيعٌ من الذئاب تنهش الأجساد وتغتصب الأراضي وتنهب الأموال وتعيث في الأرض فساداً، والله لايحب المفسدين.. وانضم فريق من أهل التمثيل لترسيخ قاعدة أن (المخلص مهمَل والفاسد السارق مهم) وكان من الآثار البشعة لتلك الثقافة الكريهة ضعف العدالة الاجتماعية، وسوء توزيع الثروة، وتفشّي (المحسوبية والبطالة) وانتشار الفساد المالي والإداري والذي ما انتشر في مجتمع إلّا جعله كالرميم، أثراً بعد عين..
كثير من العرب يفخرون بأنهم ذئاب وقد فخر الفرزدق بصحبة الذئب فقال:
فَلَمّا دَنَا قُلتُ: ادْنُ دونَكَ، إنّني
وَإيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ
فَبِتُّ أسَوّي الزّادَ بَيْني وبَيْنَهُ
على ضَوْءِ نَارٍ، مَرّةً، وَدُخَانِ)
والشواهد كثيرة، وهي نتيجة تفشّي الفساد في عقول كثير من العرب، وسيادة قانون الغاب بشكل خفي وظاهر، وتبارى الفاسدون في ابتكار الحيل، والدوران حول الأنظمة لاختراقها، وسرقة الأراضي والأموال وكسوتها بقشرة النظام..
.إن المواطنين ابتهجوا بالأمر الملكي الكريم القاضي بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير الشجاع محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لحصر قضايا الفساد ومعاقبة الفاسدين كائناً من كانوا، واستعادة ماثبت نهبه من أموال الدولة وأراضيها، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وإن المواطنين ليلهجوا بالدعاء لهما ويقف الجميع ضد الفساد والمفسدين، لتكون المملكة قدوة في محاربة الفساد وتحقيق العدل ودولة القانون.
نقلا عن الرياض
من الغريبة عند كثير من العرب اهم يفتخرون بالذئب ويحترمونه وهو يأكل أغنامهم ويحتقرون الكلب الذي يحرس الأغنام هناك خلل ما في الثقافة العربية
الخلل يا عزيزي ليس في الثقافة العربية الخلل في عقول البشر فعنترة العبسي "يغض طرفه عن جارته" قبل الإسلام بينما التحرش اليوم و الإغتصاب و و بعد الإسلام و معاذ الله ان يكون سببآ.عقولنا مائعة و كذلك اخلاقنا.