اللافت في قائمة الموقوفين على ذمة قضايا الفساد وغسيل الأموال، أن فيهم من كنا نشكو له الفساد ونستنجد به ليحاربه فإذا به الخصم والحكم، وفيهم من من تبوأ موقع المسؤولية لسنوات وسنوات نأتمنه على حاضرنا ومستقبلنا فإذا به الذئب الغادر بفرائسه، وفيهم من كنا نعتبرهم نماذج الكفاح والعصامية وبناء الذات فإذا به كفاح الزوايا المظلمة وعصامية الصفقات الملوثة وبناء الثروات المشبوهة!
ما جرى أول البارحة لم يكن عاصفة بقدر ما كان إنجلاء عاصفة، لتصفو الرؤية ويتعرف المجتمع على بعض خصومه الذين تسلقوا على أكتافه وامتصوا طاقته وعطلوا تنميته، في الحقيقة كثيرون كانوا يعرفون من هم خصوم الوطن، فلم تفاجئهم بعض الأسماء لكن فاجأتهم الجرأة على مواجهتهم وإسقاط الحصانة التي ظنوا أنهم يمتلكونها بفضل وجاهة اعتبارية أو اجتماعية أو مالية!
عندما قيل لنا ذات يوم إن القانون سيقتص للوطن من الفساد وأهله «كائنا من كان»، ظننا أن المقصود كائن من «كان» المدينة، لأن القانون وإن جابه الفساد والفاسدين إلا أنه لم يقتص منهم ولم يقطع الطريق على دروبهم !
اليوم وحسب أستطيع أن أصدق أن «كائنا من كان» لن ينجو من العدالة والمحاسبة، وسيحصل الوطن أخيرا على فرصته للاقتصاص ممن تسلقوا على أكتافه وامتصوا رحيق الحياة من أزهاره !
قلتها وأكررها لا يمكن أن تتحقق رؤية ٢٠٣٠ دون مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، واليوم نحن أكثر أملا وثقة بالمستقبل وأهلا لرؤيته !