ارتفعت أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي، حيث ارتفع خام برنت بالقرب من أعلى مستوياته في هذا العام إلى 56.86 دولارا، وارتفع خام نايمكس فوق حاجز الخمسين دولارا عند 50.66 دولارا. صعود الأسعار جاء بالرغم من ارتفاع مخزونات الخام الأميركية للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ارتفعت بنحو 4.6 ملايين برميل إلى 472.83 مليون برميل.
هذا ولم يؤثر صعود الدولار أمام سلة العملات الأخرى على أسعار النفط وفقا للعلاقة العكسية بينهما، حيث بات من الواضح تحسن معنويات وأساسيات الأسواق بفضل السحب الهائل من فائض المخزونات العالمية من النفط ومشتقاته مما يعكس التأثير الفعال لخفض إنتاج «أوپيك» ونسبة الامتثال العالية! وارتفع الفرق بين خام برنت وخام نايمكس (غرب تكساس) مرة اخرى إلى 6.20 دولارات، مما يفترض أن يحفز صادرات النفط الأميركية، بعد عودة النشاط لساحل خليج المكسيك وإعادة فتح الموانئ وتهيئة البنية التحتية اللوجستية وتشغيلها، ولكن الدلائل تشير إلى ان ارتفاع سعر خام نايمكس فوق 50 دولارا للبرميل لم يحفز نشاط الحفر للنفط الصخري، حيث تشير البيانات إلى أن نشاطات التنقيب قد انخفضت في جميع مناطق الصخري الرئيسية والتي تشكل نحو 75% من جميع عمليات التنقيب عن النفط في أميركا، لأول مرة منذ مارس 2016.
ومع افتراض أن يعزز صعود خام نايمكس فوق حاجز 50 دولارا للبرميل القدرات الإنتاجية لشركات النفط الصخري والتي نجحت في وقت سابق في خفض تكاليف الإنتاج على نحو واسع، حيث وصل الكثير منها إلى نقطة التعادل عند مستويات أقل من 40 دولارا للبرميل بحساسية أقل إزاء التقلبات السعرية، وذلك لوجود الآبار المحفورة ولكن غير المكتملة والتي خففت من تأثير الأسعار بشكل واضح على أنشطة الحفر، حيث يتعين على الشركات أن تنفق أقل خلال فترة من التدفقات النقدية الضيقة لتحقيق الإنتاج الجديد.
ولكننا نرى مؤخرا خلاف ذلك تماما عندما انخفض عدد الحفارات مؤخرا إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، بينما انخفض عدد الحفارات في تكساس الى أدنى مستوى له منذ أربعة اشهر، بعد ان تعطلت منطقة إيغل فورد في تكساس اثر إعصار هارفي الذي أدى إلى خمول أنشطة الحفر وخفض توقعات الإنتاج من 1.39 مليون برميل يوميا إلى 1.28 مليون، وبالتالي ضعف انتعاش النفط الصخري وحامت الشكوك في قدرته على الصمود، لأن الإيرادات بالكاد تغطي التكاليف التشغيلية ناهيك عن سداد الديون المتراكمة، ولذلك انخفضت توقعات الإنتاج بوتيرة أبطأ.
وفي حالة استدامة الأسعار فوق الخمسين دولارا، فمن المرجح أن يقفز المنتجون الأميركيون إلى تحوطات جديدة بأذرع مفتوحة للعقود الآجلة لعام 2018 للمرة الأولى منذ أشهر، مما سيدعم أسعار النفط بإذن الله. لذلك فإن تحركات الأسعار في الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى استدامة نمو إنتاج النفط الصخري!
نقلا عن الانباء