فروقات التسعيرة الشهرية لأرامكو السعودية للخام العربي المتوسط والخام العربي الثقيل لشحنات شهر أغسطس 2017 أو حتى الشهور الأخرى ليس لها أي علاقة بتخفيضات منظمة أوبك، كما يدعي الإعلام النفطي الغربي، ولا بإرتفاع معدلات استهلاك النفط المستخدم لتوليد الكهرباء في الصيف (Crude Burning)، لأن النفط المستخدم هو الخام العربي الخفيف وليس الخام العربي الثقيل! وهذا خطأ فادح من الإعلام النفطي الغربي المغرض الذي يجهل أبجديات اسواق النفط ويركز في تقلبات أسعار النفط على عوامل لا علاقة لها بأساسيات السوق!
هذه الدورة التسعيرية تأتي بآليات مدروسة شهريا للعوامل المؤثرة في أسواق النفط التي من أهمها قياس معنويات السوق (Market Sentiment)، حيث ان فروقات أسعار النفط الخام الشهرية لا تتغير اعتباطا وإنما هي انعكاس لأحداث تغير تلك المعنويات المؤثرة في توازن العرض والطلب. ومن أهم العوامل المؤثرة في معنويات السوق هي الموسمية (Seasonality)، حيث يأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية الموسمية، وذلك لأن المناخ يؤثر بقوة في معدلات استهلاك منتجات معينة وتغيير مخزوناتها وبالتالي في إجمالي طلب النفط ومنتجاته.
تسعيرة أرامكو السعودية الأخيرة للخام العربي المتوسط والخام العربي الثقيل جاءت نتيجة للتغيير في هوامش اقتصاديات مصافي التكرير، وبالتالي التغيير في فروقات التسعيرة يأتي بعد دراسة مستفيضة وعمليات حسابية دقيقة للهوامش الربحية لإقتصاديات مصافي التكرير المتطورة الآسيوية والتي تعاني حاليا من نقص شديد في النفوط المتوسطة والثقيلة مقابل تخمة شديدة في النفوط الخفيفة. وهذا ينطبق حتى مع النفوط المتوسطة والثقيلة الأخرى المتداولة في آسيا وليس النفط الخام السعودي فقط!
وجاء ذلك تباعا في نفس الوقت مع انخفاض أسعار النفوط الخفيفة وذلك بسبب زيادة النفوط الخفيفه ذات نسبة الكبريت القليلة (Light Sweet crudes) وهي النفوط المرتبطة بمزيج خام برنت من بحر الشمال، ونفوط غرب أفريقيا وايضا النفوط المرتبطة بخام نايمكس من نيويورك من النفط الصخري الأمريكي والتي اصبحت متوافرة بكميات كبيرة غير مباعة سببت تخمة في المعروض إلى درجة تم تعبأتها بكميات كبيرة في المخزونات العائمة (الناقلات الضخمة)، ووصلت إلى مستويات قياسية هي الأعلى من سبع سنوات! وفي المقابل كونت نقص كبير في النفوط المتوسطة والثقيلة مما جعلها أكثر جاذبية للمشترين.
وهذا ترويج خاطئ من الاعلام النفطي الغربي المغرض لتقويض جهود منظمة أوبك والتقليل من قدراتها في توازن أسواق النفط بعد النجاح التاريخي لإتفاقية خفض الإنتاج من أعضاء أوبك والمنتجين خارجها بتخفيض 1.8 مليون برميل يوميا من يناير 2017 إلى مارس 2018 ، حيث يوجه الإعلام الغربي المغرض جهوده لكبح جماح أي زيادة في أسعار النفط مع ان أساسيات اسواق النفط قوية جدا ولا تعكس الانخفاض الأخير في الأسعار دون الخمسين دولار للبرميل!
هذه التسعيرة الشهرية المعلنة من أرامكو السعودية تعتبر مرتكز لضبط فروقات أسعار النفط كل شهر تماشيا مع اقتصاديات مصافي التكرير، حيث يتم اعتمادها فور الإعلان عنها من قبل "أرامكو السعودية" في أول كل شهر ميلادي (Official Sales Price) أو OSP "سعر البيع الرسمي".
وقد أخطأت وكالة رويترز خطأ فادحا بالإيعاز بأن فروقات التسعيرة الشهرية للنفط العربي المتوسط والثقيل تأثرت بسبب قطع الامدادات لشهر اغسطس بسبب خفض إنتاج أوبك والطلب الصيفي لتوليد الطاقة، لأن لاعلاقة بتخفيضات منظمة أوبك بهذه التسعيرة، والطلب المحلي على النفط لمولدات الكهرباء يستخدم فيه الخام العربي الخفيف وليس الخام العربي الثقيل كما ذكرت رويترز.
وهذا الترويج نجح لأن الإعلام الغربي يركز في تحركات اسعار النفط على انتاج النفط الصخري وتحركات المخزونات الأمريكية متجاهلا معنويات اسواق النفط القوية وأساسياتها في الأسواق الآسيوية!
خاص_الفابيتا
هذا خطأ فادح من الإعلام النفطي الغربي المغرض الذي يجهل أبجديات اسواق النفط!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟