نعم أعلم يقينا ما يتردد في أذهانكم، وربما أجيب عليه لاحقا في السطور التالية أو قد لا أجيب فبعضها يبقى معلقا رغما عنا جميعا، لكنني لم أستطع كبح جماح نفسي من الكتابة في هذا الموضوع بعد طول انتظار ونحن تقريبا في منتصف الطريق بين عام مضى تقريبا بعد الإعلان عن الطرح وعام آخر ننتظره أو أكثر قليلا لعمل الاكتتاب فعليا.
منذ عام وأنا أتردد في الكتابة عنه لحساسيته الشديدة وصعوبة تناوله في أسطر، فـ"أرامكو" درة التاج والدجاجة التي تبيض كل "النفائس" وليس الذهب وحده، وقد تناولتها أقلام كثيرة من زوايا كثيرة واتجاهات متعددة، لكنني مع مرور الوقت ازداد يقينا أنها تستحق مزيدا من البحث والدراسة والتنقيب، والأهم "التمهل".
"أرامكو" متفردة بالفعل، وربما لا تجد نظيرا لمثلها، فهي شركة تقدر قيمتها بما يفوق حجم اقتصاد البلد الذي يحتضنها بأكثر من الضعف وربما ثلاثة أضعاف، شركة قد تكون أكبر خامس أو سادس اقتصاد عالمي حال التعامل معها كأنها دولة، وهي كذلك بالفعل رغم أنها غير ذات سيادة مطلقة.
شركة تنتج تقريبا برميلا من بين كل ثمانية براميل من النفط ينتجها العالم، فكيف لا تكون هامة ومهمة وهي أهم مصادر الدخل للإيرادات السعودية؟
وسأحاول تلخيص بعض النقاط التي تتعلق بالشركة سريعا:
-حالة الانقسام بين مؤيد للإكتتاب ومعارض له صحية، فمن الصعب التوافق في موضوع بهذه الأهمية بين عشية وضحاها وهو ما يعني ببساطة الحاجة لمزيد من الوقت لدراسته مجتمعيا وعلى كافة الأصعدة حيث يمثل مستقبل شعب.
-ربما يبرر النقطة السابقة التقرير الذي نشرته "رويترز" عن الشكل الذي ستكون عليه "الشركة" وقت طرحها، وهل ستكون مجموعة ضخمة تشمل أنشطة متعددة بجانب النفط والغاز، أم سيتم فصل الأنشطة غير الأساسية في كيان منفصل، هذا أمر جوهري يعزز ضرورة التريث.
-ويرتبط بذلك سؤال هام عن الدور المجتمعي المثمر الذي تقوم به "أرامكو" ومدى تأثره بعد إكتتابها.
-تمكن الشركة من تطوير "شفافيتها" كأحد مبررات الطرح ليست بالضرورة نقطة حاسمة، ففي دولة المؤسسات القوية تكون الشفافية حتمية ومؤكدة بنسبة كبيرة، ووجود جهاز محاسبي إداري "فاعل" يحسم الأمر.
-هنا سؤال يطرح نفسه لماذا لم تكن هناك خطوة استباقية من الجهات المسؤولة بتوضيح الصورة "بشفافية" قبل الاهتمام بشفافية "أرامكو" لكافة الطوائف بدلا من التكهنات وما يتبعها من قلق أو تخوف أو عدم وضوح الصورة بشكل تام.
-الجدال الدائر حول امكانية تعرض الشركة للتقاضي من أطراف أجنبية خارج المملكة حال حدوث أى عارض نقطة غاية في الأهمية، ويجب ألا نكون مثاليين هنا، ولا يحدثني أحدكم عن التغاضي عن نظرية المؤامرة، وإلا فهل نسينا "جاستا" ولمن صيغ هذا التشريع؟
-الحجة التي يسوقها البعض عن تقديم جزء من أرامكو كـ"مبرر" لإبعاد المملكة عن صراعات "الفوضى" التي تضرب المنطقة أعتقد لا تستحق الحديث عنها فهي "حجة" محسومة تماما بالنفي.
-هل ستقدم "أرامكو" على عمل اكتتابها في بورصة نيويورك؟ في بلد يرى رئيسه أن السعودية يجب أن تدفع "أتاوات" هي ودول الخليج نظير حمايتها؟ أم ستتجه للبورصات الآسيوية، فيما تعد آسيا أهم سوق نفطي لا سيما الصين والهند؟
-تساؤل آخر هام..هل ستكتفي الشركة بطرح 5% فقط من أسهمها...أم سيتبع ذلك مستقبلا حصص أخرى بعد الشائعات التي جرى تداولها عن طرح 49%؟
-ماذا عن الضرائب التي تدفعها "أرامكو" ولا أقول الأتاوة ومحاولات الصحافة الأجنبية في الضغط من "الآن" لخفض هذه الضرائب التي تدفعها للدولة لحصولها على امتياز استغلال حقول النفط، وهي مصدر هام للدخل وماذا عن الحوار عنها بعد عملية الطرح؟
-لي تجربة شخصية مع "أرامكو" لاحظت من خلالها "الحذر البالغ" في التعامل مع الصحافة، ورغم إلتماس العذر لمسؤولي الشركة في ذلك إذا كان الأمر يتعلق بأمور لا يجب الخوض فيها، لكن عندما يكون المطلوب توضيح الصورة "محليا" خصوصا في هذا الوقت فيجب أن تكون هناك مساحة "حرية" متاحة حتى لا يزداد الأمر إلتباساً أمام الصحافة ذاتها أو الإعلام ومن خلفه عامة الناس.
-ما طرحه المهندس عابد السويلم وهو المتخصص في تقييم الاحتياطيات النفطية في "شيفرون"عن "تشدد" بورصة مثل نيويورك في التفرقة بين الإحتياطي المؤكد الممكن انتاجه بتقنيات متاحة، ونظيره المستكشف وغير الممكن انتاجه اقتصاديا ومتابعة مدى تأثيره على تقييم الإحتياطي النفطي ككل ومن ثم تقييم الشركة نقطة هامة يجب أن تكون هناك شفافية بصددها.
-ماذا عن دور السعودية كمنتج مرجح بعد طرح جزء من "أرامكو" ومن ثم مستقبل "أوبك" ذاتها ككيان ودورها في قيادة سوق النفط على اعتبار أن معظم دول المنظمة تقريبا يتحكم في الجزء الأكبر من انتاجها شركات تابعة للحكومات.
-تبقى الإشارة للتأكيد على ضرورة "التمهل" في دراسة الطرح ونسبته والأهم مدى امكانية تحقق المستهدف منه وما المدى الزمني "الحقيقي" للوصول لذلك، حتى لا تكون الخطوة بمثابة مسمار جحا الذي لا يمكن نزعه، ولا تجنب ما سيخلف "تواجده" من مشاكل.
خاص_الفابيتا
أستاذ خالد الامر يتعلق ( بتقييم لصندوق الاستثمارات العامه بأن يكون أكبر صندوق سيادي في العالم) وسيتحقى ذلك من طرح جزء من أرامكو , ولو كان ذلك سيتحقق من خلال ادراج شركه آخرى غير أرامكو لتم عمل ذلك , ولكن الواقع انه لو طرح خمسين شركه مثل( الكهرباء والمياه والخطوط الجويه والحديديه والصوامع والبريد الخ) لن تقيم بعشر قيمة أرامكو , اضافه لميزتها ( العالميه واهميتها للاعلام العالمي),, سابقا كان احمد زكي يماني ومانع العتيبه اشر شخصين بالخليج ( ليس بسبب تميزهما انما بسبب وظائفهما )
أتفهم ما تقصده أخي الكريم وسأحاول الرد عليه أو جزء منه عما قريب ان شاء الله
مقال أكثر من رائع ، وأوافقك الرأي أن الموضوع لم يأخذ حقة من الدراسة المتأنية ، أضيف إلى الاعتبارات التي تفضلت بسردها أن أرامكو وما تملكه من احتياطيات هي ميراث الأجيال في جزيرة العرب القاحلة.
بالفعل أخي الفاضل يستحق التمهل ..وشكرا لمتابعتك
متفق معك في جميع النقاط لكن ماذا ارامكو اتقسمت لاكثر من شركه وتم تقيم الاسهم على شركاتها الفرعيه سواء داخل السعودية او خارجها؟
الأهم أخى العزيز أن يتفق على مبدأ الطرح أولا من عدمه...أرامكو ليست شركة عادية انها المورد الرئيسي للميزانية
مقال عقلاني ولكنني احترت بين ضرورة التأجيل وبين ضرورة الطرح العاجل خوفاً من مؤمرات مثل جاستا وغيرها !! وكذلك أهمية المعارضة لبيع أرامكو أنها ليست وجهة نظر فقط !!! هي في حقيقتها تخوف من ضمان إستثمارها بصورة صحيحة !! فصندوق الاستثمارات العامة لغز من الالغاز التي يجب فكها أولاً كي لا توضع الاموال التي تخرج من أرامكو فيها لحمايتها من جاستا وغيرها ثم تطيح الفاس في الرأس ونخسر كل ما في الصندوق نتيجة مؤامرة أخرى لم نحسب حسابها ما دام القوم يخططون ونحن نخط في النوم !!! ولا نعلم كذلك عن كفائة الاستثمارات التي ينوي الصندوق الدخول فيها فجأة بهذا المبلغ الضخم الذي لا نعلم أين يودع أولاً وقد تظهر قوانين أخرى في الدول التي يودع فيها لمنع الاموال من مغادرتها بسهولة أو وضع رسوم عالية عليها !!! الخلاصة أن بيع جزء من أرامكو ليس المشكلة وإنما المشكلة تماثل من باع بيته الذي يؤويه هو وأهله ليغامر بمبلغه في سوق الاسهم أو العملات !!!!
للأسف أخي ما توقعته وجدته ..وتقرير بلومبرج الذي صدر قبل ساعات أكد ما ذكرته عن الحملة التي بدأتها الصحافة الأجنبية عن الضرائب التي تدفعها الشركة للحكومة السعودية..أعتقد هذا يجعلك لا تردد وتحسم "حيرتك" لصالح التمهل ثم التمهل
أسئلة يجب ان تكتب بماء الذهب لاختصارها مايدور في اذهان جميع المتابعين حتى من عامة الشعب /////// الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة والمزيد المزيد من الشفافية
شكرا لحضرتك أستاذ ناصر ..بالفعل والمقصود المصلحة العامة وعلى وجهها الصحيح ولا شيء غير ذلك
مسمار جحا يا "أرامكو"