اقتربوا يا هيئة سوق المال

13/02/2017 6
ناصر العبدان

أشادت مورجان ستانلي كابيتال انترناشيونال مؤخراً بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها هيئة سوق المال وشركة السوق المالية ( تداول ) مضيفة أن هذه الإصلاحات من شأنها أن تسهم في انطباق معايير الأسواق الناشئة على السوق السعودي قريبا وهو ما تستهدفه هيئة سوق المال ولا أخفيكم أن هيئة سوق المال السعودية دأبت منذ عام 2006 على إجراء العديد من الإصلاحات المستمرة وإن كان أغلبها يتم بطريقة من الواضح أنها ممنهجة ومبرمجة مسبقا ويجري من حين إلى آخر استطلاع رأي بشأن البعض منها وإن كنت أعتقد أن القرار متخذ مسبقا والاستطلاع لذر الرماد في العيون ، ولكن ملاحظتي اليوم وهي محور كلمتي هي أن هيئة سوق المال وشركة السوق المالية ( تداول ) تجري من وقت لآخر ورش عمل وندوات توعوية ومؤتمرات وأغلبها يتم في المدن الكبرى والدعوات ( غالبا ) تكون موجهة لذوي الاختصاص والنخبة وبذلك يكون المؤتمر محصوراً للعارفين مسبقا بالإجراء الجديد ومدركين لأبعاده وربما مميزاته وعيوبه والسؤال هنا أين العامة من الشعب والمتداولين البسطاء؟ وهم الأغلبية ومن يهمهم هذا القرار أو الإجراء وكذلك كيفية توصيل تفاصيل ورشة العمل والنقاشات والمداخلات للمقيمين في مدن أخرى غير تلك المقام فيها المؤتمر.

لماذا لا تتعامل الهيئة وتداول مع الأحداث هذه باحترافية إعلامية توصل المطلوب بأفضل من طريقة خاصة ونحن في زمن انتهاء المطويات والأساليب التقليدية في زمن وجود شركات إعلامية متخصصة .. أين القنوات التلفزيونية ومتابعتها للحدث لحظة بلحظة والنقل المباشر خاصة أن لدينا العديد من القنوات ومنها المتخصص بالاقتصاد ونقل جميع وقائع المؤتمر بكافة تفاصيله ومداخلات الحضور وأيضا جعل هناك منصة جانبية في أوقات الاستراحات يجري فيها حوارات مع المختصين والكتاب الاقتصاديين ويتم خلالها مناقشة بعض التفاصيل وشرحها للمتلقي وإبداء ملاحظات المختصين لمزيد من الفهم والأفضل أن يتم عمل ندوات وحوارات مع المختصين إعلاميا قبل عمل أي استطلاع للرأي حتى يكون المشارك بالاستطلاع مدركا له ويستطيع المشاركة الفعالة فيه وبالتالي التعامل مع كل إجراء جديد بمفهومه الحقيقي وعدم الركون للاجتهادات الشخصية أو الإشاعات ولا ننس أن كل ذلك يمس مدخراتهم البسيطة وكما يقول المثل ( عض يدي ولا تعض رغيفي ) دعوة لهيئة سوق المال للاقتراب من المتداولين حتى نشعر أنكم معنا وأنكم تقودون الدفة بأمان.

والله من وراء القصد.

نقلا عن الجزيرة