تشجيع التقاعد بالإنصاف

05/10/2016 5
خالد الشنيبر

وفقاً للأنظمة الحالية في المملكة يبلغ سن التقاعد ٦٠ سنة هجرية والذي يعادل تقريباً ٥٨ سنة ميلادية، وبعد القرارات الأخيرة بالتوجه لاعتماد التاريخ الميلادي بدلاً من الهجري ووفقاً للظروف المالية الحالية، يتضح أن قرار رفع سن التقاعد توجه سيتم تطبيقه خصوصاً بعد تداول هذا الخبر إعلامياً في كثير من المناسبات، وتوقعي الشخصي أن التعديلات لن تكون فقط برفع سن التقاعد، وسيرافقها تعديلات في الاستحقاقات والاستقطاعات.

هناك عجز واضح في نظامي التأمينات والتقاعد، وهذا العجز شكل خللا بين المصروفات والاشتراكات مما تسبب في تحديات مستقبلية، وأحد الأسباب لذلك تأخرنا في تدارك الوضع أو حتى التنبؤ فيه بشكل مبكر، ولذلك ينبغي وجود إجراءات تصحيحية ترافقها امتيازات أكثر اذا كان التوجه برفع سن التقاعد.

أحياناً نضطر إلى اختيار القرار «غير المناسب» مُجبرين عليه، وهذا لا يعني أننا نختار الخيار «الخطأ»، ولكن الأوضاع المحيطة لها تأثير كبير في اتخاذ هذا القرار، والتأثير سيكون واضح الملامح على المدى القريب، مع أملي بأن يكون هناك تفكير خارج الصندوق لتشجيعه بطريقة أكثر إنصافاً.

من وجهة نظري الشخصية أرى أن تشجيع التقاعد أصبح من الضروريات وذلك لأسباب عديدة من أهمها دفع «دماء جديدة» لديها القدرة على التغيير تماشياً مع «رؤية المملكة 2030»، وبالإضافة لذلك تطبيقه سيساهم في توفير فرص عمل خصوصاً في «عز تجمد التوظيف» الحالي في القطاعين العام والخاص.

محاولات رفع سن التقاعد أسبابه مادية بحتة، وفي ظل الظروف التي نمر فيها اقتصاياً فإننا مضطرون إلى اختيار القرار «غير المناسب» والذي يتعلق برفع سن التقاعد، وبالرغم من أني لا أتفق مع الرفع ومتمسك بخفض سن التقاعد وذلك لأسباب عديدة من أهمها أن المرحلة المقبلة تعتبر مرحلة تحتاج إلى مزيج يجمع بين الخبرة والقيادة الشابة، إلا أن لكل ظروف ومرحلة قرارات تختلف عن غيرها.

الغريب في مناقشات هذا القرار أن البعض يتحجج بأن خفض سن التقاعد سيتسبب في خروج العديد من الكفاءات أصحاب الخبرات مما يترتب عليه انحدار في الإنتاجية والخدمات المقدمة، وهذه الحجج هي حجج المدارس القديمة التي لم نستفد منها طوال السنوات السابقة، فالمرحلة القادمة مرحلة مهمة لتجهيز الصفوف الثانية والثالثة من الكفاءات السعودية الشابة، لأنها مرحلة تحتاج إلى معدل استدامة قيادي مرتفع إلى أن نصل لختام رؤية المملكة بنجاح بإذن الله.

ختاماً: تخفيض سن التقاعد ليس الخيار الوحيد، ولكنه يعتبر قرارا مهما له تأثير في العديد من التوجهات المستقبلية وأحد الحلول الجذرية الفعالة، وتشجيع التقاعد لا يحتاج إلى «شيك ذهبي»، ولكن يحتاج إلى «برنامج ذهبي»، ولذلك بالضروف الحالية التوجه لربطه مع أحد المنتجات الجاهزة التي لا تحتاج لضخ مالي جديد من ميزانية الدولة كمثال «الأولوية في تملك المسكن» سيكون مغريا للعديد.

التأمينات الاجتماعية.. المؤسسة العامة للتقاعد.. لا نريد أن نكرر الماضي ونريد صفحة جديدة مليئة بالإنجازات.

نقلا عن اليوم