يقوم التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى على الرسالة والرؤية والأهداف وتحليل البيئة القريبة والبعيدة لمعرفة الفرص والتحديات في البيئة الخارجية ولمعرفة الضعف والقوة الداخلية للشركات، وذلك لتشكيل الخطط والاستراتيجيات لتنفيذ ما يحقق الرسالة والرؤية والأهداف.
ويتطلب تنفيذ الخطة الاستراتيجية القياس المستمر للأداء والرقابة والتحكم لتوجيهها نحو الأهداف. ويجب تقييم النتائج الكمية والنوعية بين حين وآخر؛ للتأكد من سلامة الأداء.
إذا مرحلة التنفيذ والأداء في الخطة الإستراتيجية أكثر المراحل صعوبة.
الرؤية 2030 طموحة وهادفة وشجاعة وتشير إلى الحرص على مستقبل المملكة بتنويع مصادر الدخل لأن النفط سينضب ومصادر الدخل محدودة والنمو السكاني يزيد بنسبة عالية، حيث تعد المملكة من أعلى نسب النمو السكاني في العالم.
إن اعتماد المملكة على ايرادات النفط جعلها تواجه تقلبات مالية تجاوزتها في السابق بحكمة وقوة واقتدار، لكن الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية مختلفة اليوم عما كانت عليه في السابق، لذلك من الأهمية العمل على إيجاد الخيارات الإستراتيجية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية المحتملة.
إن استيعاب القيادة السياسية السعودية لمشكلة احادية مصدر الدخل أساسي لمواجهتها بحزم وثبات والتزام بالحلول الناجحة، وذلك لتنويع مصادر الدخل إن شاء الله.
إن الالتزام من جهة القيادة بتنفيذ الإستراتيجية نحو التحول في 2020 والرؤية في 2030 شرط لنجاحها بالإضافة إلى أسباب أخرى سأتطرق لها في هذا المقال.
وبما أن الأطراف المعنية بالرؤية كثيرة فإن على الحكومة أو بالمعنى الأكثر دقة «هيئة الرؤية» التنسيق الكامل بين الوزارات والإدارات والهيئات؛ لتسهيل تنفيذها بفاعلية وكفاءة ولتذليل العقبات المحتملة في مرحلة التنفيذ التي تعد من أصعب مراحل الخطة الإستراتيجية.
وقد اشارت الدراسات الإستراتيجية إلى أن حوالي 50-90% من الخطط تفشل في مرحلة التنفيذ لأسباب كثيرة منها مقاومة التغيير من قبل الموظفين وعدم واقعية الخطة وعدم التزام الإدارة العليا بالخطة.
إن الدعم القيادي الحكومي غير المحدود المعنوي والمالي للرؤية 2030 حافز قوي لتنفيذ الرؤية بنجاح إن شاء الله. وهذا ما سيذلل العقبات ويلهم المنفذين للرؤية في جميع المستويات الحكومية.
أسباب نجاح تنفيذ الخطة تبدأ بواقعيتها وامكانية تحقيقها ووضوحها ومشاركة جميع من لهم علاقة بها في مرحلة التنفيذ برغبة وحماس وقدرات ذهنية وجسدية ومهارات عالية ومعرفة بالأهداف.
ولابد ان تكون الأهداف محددة وواضحة ومحفزة لتنمية الذات وقابلة للتحقيق والقياس في مدة زمنية محددة.
وبالنسبة لخطتي التحول الوطني 2020 والرؤية 2030 فإن المدة الزمنية لكل منهما محددة.
القياس الدوري الدقيق للنتائج يساعد على تحديد الإنحراف المحتمل لأداء الخطة، وذلك لعمل التصحيح المناسب في الوقت المناسب بالوسائل المناسبة قبل تفاقمه.
وفي الختام علينا ان نهتم بالقطاع الخاص ليكون مكملا للقطاع الحكومي، وان ندرك اهمية مرحلة التنفيذ للرؤية لأنها اكثر مراحل التخطيط الإستراتيجي صعوبة من حيث التوجيه والتحكم وقياس الأداء وتقييمه وتنظيم الموارد البشرية والمالية وغيرها نحو الأهداف المخطط لها.
نقلا عن اليوم