هل سننجح في إغلاق المحلات مبكرا؟

13/07/2016 6
خالد الشنيبر

رفعت وزارة العمل مجددا قرار إغلاق المحلات التجارية عند الساعة 9 ليلا بعد دراسته في إشارة إلى تطبيقه لمساهمته في توفير فرص العمل لعدد أكبر من الأيدي العاملة السعودية، وأقامت الوزارة ورش عمل بالمناطق الرئيسية مع القطاع الخاص لإجراء مزيد من الدراسة حول القرار.

كتبت سابقا عن هذا المقترح في أكثر من مقال، وهناك جدل كبير حول هذا القرار والذي يهدف لتنظيم سوق العمل وحاجات المجتمع، والقرار بالتأكيد سيكون له تأثيرات إيجابية وسلبية في نفس الوقت، ونجد أن من يقف ضد تطبيقه هم بالأغلب أصحاب المحلات، وفي الجانب الآخر من يؤيده بالأغلب هم من لا يمتلكون محلات تجارية ولن يكون هناك تأثير عليهم حال تم أو لم يتم تطبيقه.

العديد من الاقتصاديين ذكروا أن القرار سيكون له تأثير إيجابي في دعم سعودة العديد من الوظائف خصوصا في قطاع التجزئة بما أن ساعات العمل الحالية تعد من أهم العوائق في توظيف السعوديين في هذه الأنشطة، وهناك تساؤلات مهمة قبل تطبيق هذا القرار، فهل إذا تم تطبيقه سيتمكن العاملون فيه من الأيدي العاملة المحلية من التسوق؟ وهل هناك دراسات أثبتت أن تلك المنشآت هي طموح للباحثين عن العمل فيها بما أنها تكميلية وليست تطويرية بالشكل المأمول؟ وهل هناك دراسات تبين من خلالها حجم الدوران الوظيفي وعدم الاستقرار للعمالة السعوديين في تلك المنشآت؟.

هناك حقيقة يجب أن لا نجامل أنفسنا حولها، وهي أن العاملين غير السعوديين يعملون بشبه تفرغ تام في هذه المحلات بخلاف العامل السعودي الذي تختلف ظروفه الاجتماعية عن العديد من العاملين غير السعوديين، وبما أن القرار لم يتم الإعلان عن تفاصيله حتى الآن فمن الأفضل التطرق أكثر لهذه النقطة بعد الإعلان عنه، وأختلف مع من يقارن تطبيق هذا القرار بدول عديدة نجحت في تطبيقه لاختلافات عديدة بيننا وبينهم.

إستراتيجية توسيع القاعدة الوظيفية في المملكة ما زالت ضعيفة، وهناك مبادرات تعمل عليها وزارة العمل إن تم تطبيقها فستكون بمثابة نقلة نوعية كبيرة في هذا التوجه، ومن وجهة نظري الشخصية هناك توجهان مهمان ينبغي أن نبدأ فيهما وهما «تخفيض ساعات العمل» و«توحيد نظام العمل بين القطاع الحكومي والخاص»، ومن المهم أيضا التفرقة بين الوظائف التكميلية والوظائف التطويرية والعمل على كل مسار على حدة.

أحد أهم إيجابيات هذا القرار تتركز في بعض الأنشطة وخصوصا التي تتعلق بالمستلزمات النسائية لأنه سيكون العامل الرئيسي في معالجة أحد أهم المشاكل التي تواجه العنصر النسائي العامل من حيث ساعات العمل ومراعاة طبيعة عمل المرأة، ونتائج ذلك ستكون في تخفيض معدلات بطالتهن بالمملكة، وإضافة لذلك سيكون داعما وبشكل أقل في توفير فرص «العمل الجزئي» والتي لم نستغلها بالشكل المأمول في القطاع الخاص.

هناك نقطتان مهمتان تكاثر فيهما الجدل عند تطبيق هذا القرار، النقطة الأولى تتعلق بمساهمة القرار في تخفيف الضغط على البنية التحتية والتقليل من استهلاك الطاقة وتوفير الجهود الأمنية وتقليل التلوث والازدحام المروري والتي أرى من وجهة نظري الشخصية أن تأثيره لن يكون بذاك الحد لأن ارتباط تلك العوامل لا ينحصر فقط على إغلاق المحلات مبكرا، أما النقطة الثانية وهي التي تتعلق بارتفاع التكاليف والتي ستنعكس على أسعار الخدمات والمنتجات مما سيكون له تأثير في ارتفاع نسب التضخم بشكل ملحوظ خلال الفترة التي تلي تطبيق القرار، فهل يضمن هؤلاء عدم ارتفاع الأسعار حال تطبيق القرار؟

ختاما: القرار سينجح في بعض المدن أكثر من نجاحه في مدن أخرى بسبب اختلاف ثقافة المجتمع من مدينة لمدينة، وتفعيله تدريجيا على بعض الأنشطة هو المهم، والمهم هل تطبيق هذا القرار سيتبعه قرار يتعلق بإغلاق المحلات التجارية أثناء فترة الصلاة؟

نقلا عن اليوم