عندما يتخرج طبيب أو طبيبة الأسنان ولا تجد عملاً في بلدٍ معظم من يمارس طب الأسنان فيه وافدون، فتلك علامة استفهام، وعلامة استفهام أخرى لتوظيف بعض أطباء الأسنان بأجور زهيدة تقارب الأتوات التي تدفعها بعض منشآت القطاع الخاص لمن تتخاذل معهم في اتفاقات «السعودة الوهمية».
هناك 26 كلية طب أسنان في المملكة، تخرج أكثر من 2000 طبيب، وحاجة القطاع الحكومي حوالي خُمس ذلك العدد. وفي المقابل يزيد عدد ممارسي طب الأسنان عن عشرة آلاف، لا يتجاوز عدد المواطنين نحو الربع.
حسنا فعلَ القائمون على برنامج الثامنة في بحث البطالة بين أطباء الأسنان في المملكة، وقبلها بحثوا البطالة بين الطيارين، وهناك بطالة بين الجامعيين والجامعيات، بل إن معظم العاطلات عن عمل من حملة البكالوريوس مواطنات! هذا أمر سببه خلل لا مناص عن إصلاحه.
بداية، لابد من إدراك أن اقتصادنا يعاني بطالة بين السعوديين قدرها 11.5 بالمائة، وفي نفس الوقت فوتيرة الاستقدام لم تزل على أشدها، والحديث قديم عن التشوهات الهيكلية في سوق العمل السعودية، وهنا لا أقول: عدم مواءمة مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل، فهذه –في تقديري- مجرد «كليشيه» تردد دون أن ترتكز إلى حقائق، وقد كتبت في ذلك مطولاً من قبل ولن أكرر، بل أقول: إن سوق العمل السعودية لا تحافظ على الفرص التي يولدها الاقتصاد فتذهب تلك الفرص على طبق من «ألم» للاستقدام!
إذا هي عدم مواءمة سياسة الاستقدام لمخرجات التعليم، وإلا كيف يتخرج طبيب أو مهندس أو محاسب أو فني في أي مجال ثم لا يجد عملاً؟!
هذا أمر ليس بوسع وزارة بعينها الإجابة عنه لكنه شأن يشمل سياسة توظيف الموارد البشرية السعودية، وهو أمر يتطلب ربط العرض بالطلب، وهذا أمر لم يحدث حتى كتابة هذه السطور، كل منهما (العرض والطلب في سوق العمل السعودية) يسبح في فلك مستقل!
ولذا نجد التباعد والتباين، بما يؤدي إلى بطالة بين صفوف خريجين في مجالات نحن في أمس الحاجة لها! وبطالة هؤلاء خسارة وطنية كبيرة، فكل يوم يبقى فيه الشباب والفتيات معطلات هو يوم نهدر فيه رأس مالنا البشري، إذ إن قرابة العاطلين عن العمل هم من حملة الشهادات الجامعية فما فوق!
ومن أسباب «طيران» فرص العمل التي يولدها اقتصادنا، وضع سياسة الاحلال (إحلال المواطن المؤهل محل الوافد) عملياً على الرف، رغم أنها سياسة أساسية؛ فنحن لا نعرف كم وظيفة يستعيدها الاحلال كل عام وما هي تلك الوظائف.
وقد كانت سياسة الاحلال هي العلامة الفارقة في القرار الأكثر تأثيراً في تاريخ السعودة، ألا وهو قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 50 للعام 1415هـ، والذي تناول نسب الاحلال.
وصلة الاحلال بما نتناوله هنا تتجسد في مقولة تقليدية مفادها أن كل الوظائف التي يشغلها وافدون متاحة للمواطن المؤهل، السؤال: لكن كيف يشغل المواطن المؤهل إحدى تلك الوظائف؟ لابد من آلية لتحقيق ذلك، وكان مجلس الوزراء الموقر قد أصدر مؤخراً (قبل نحو ثلاث سنوات) قراراً أشار فيه للقرار 50 وإلى تعديل نسب السعودة لتزداد سنوياً.
وهذا هو منطلق مهم، ومهمٌ كذلك لتحقيق إحلال منهجي وهو العودة بصرامة وحماس لبرامج «التدرج والملازمة»، فالجميع يُدرك أن طبيب الأسنان حديث التخرج لن يستطيع الحلول محل طبيب متمرس إلا بعد مرور سنوات طويلة لاكتساب الخبرة، وهذا ينطبق على كل المهن والحرف، ولذا فالقول بالإحلال لا يعني أن تُحل –خبط عشواء- سعودي محل وافد، بل تدرج السعودي ليصبح مؤهلاً من خلال العمل مع ممارس خبير، يلازمه ليكتسب منه المهارة ويعمل تحت توجيهه، وهذا أمر متبع عالمياً، بل إن تعبيراً يستخدم لوصف أنواع من الملازمة عن كثب وهي «الملاصقة» (tag on) تماماً كما في مباريات كرة القدم.
إذاً، الأمر يتجاوز البطالة بين أطباء وطبيبات الأسنان حديثي التخرج، إلى تعديل سياسة الاستقدام لتصبح متوائمة مع سياسة الاحلال التي عبر عنها القرار 50 لمجلس الوزراء الموقر.
إذ يمكن القول إن تطبيق القرار تطبيقاً منهجياً سيؤدي –بتوفيق الله- لزيادة المتاح من وظائف للمواطنين والمواطنات بما يمكنهم من شغل وظائف ولدها الاقتصاد حديثاً ووظائف ولدها الاقتصاد من قبل فشغلها وافد لعدم توافر مواطن آنئذ، وجزء من هذه الوظائف يمكن شغلها الآن بمواطنين باحثين عن عمل.
وتجدر الإشارة الى أنه في مقابلته لمجلة الإيكونيميست النافذة، ذكر سمو الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية: «10 ملايين وظيفة يشغلها أجانب نستطيع أن نلجأ إليها في أي وقتٍ نختاره، لكن لا نريد أن نضغط على القطاع الخاص إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير», وفي هذا السياق، فلعل اهتمام الهيئة العامة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة بالإحلال سيفتح أبواباً واسعة لتوظيف المواطنين، في وظائف «قيمة» نحد من خلالها من هدر مواردنا البشرية من جهة، ونرتقي بالإنتاجية من جهة أخرى، ونحد من «تصدير» الوظائف التي يولدها الاقتصاد بتكلفة عالية ولذا فمجرد تصدير تلك الوظائف يمثل خسارة كبيرة ويفوت أحد أهم أسباب الاهتمام بنمو الاقتصاد؛ فنحن نفرح لتحقيق الاقتصاد نمواً، حتى يولد وظائف، حتى تذهب لمواطنين، حتى لا يكون هناك بطالة.
فإذا لم تذهب الوظائف التي يولدها الاقتصاد لمواطنين «تلخبطت» الرَصة! وهذا «بلى أبوك يا عقاب»!
نقلا عن اليوم
هذا أمر ليس بوسع وزارة بعينها الإجابة عنه لكنه شأن يشمل سياسة توظيف الموارد البشرية السعودية،،،، الموضوع ١٠٠٪ سياسي ، متى ما أعطيت الوزارات الضوء الأخضر فستقوم بالإحلال ، اما حالياً فلازال الأجنبي له الأفضلية، والله يوفق الجميع يارب
رغم وجود اكثر من 20000 ( عشرون الف صيدلي اجنبي ) ومنهم حوالى 10000 صيدلي يعملون بشركات الادوية المحلية والعربية والاجنبية الا ان البطالة بدأت تزحف الى الصيادلة حديثي التخرج نظرا للافتتاح العشوائى للكثير من كليات الصيدلة في المملكة ما رفع اعداد الخريجين بطريقة سريعة جدا و لرفض شركات الادوية والتي يديرها العرب توظيفهم وتفضيلهم توظيف مواطنيهم ومع ذلك مازالت وزارة العمل تمنح تأشيرات استقدام للصيادلة الاجانب تحت مسميات مختلفة واهمها مسمى أخصائي تسويق . ما يحدث هو استهتار وتصرفات غير مسؤولة من الجميع سواء وزارة العمل او من المسؤولين في الشركات . وهذا الامر يحتاج تدخل من اعلى سلطة لا يقاف هذا العبث اللا مسؤول
اما النسبة ل ا طباء الاسنان فالمشكلة اكثر تعقيدا لان طبيب الاسنان يحتاج عيادة مجهزة وايضا يحتاج الى خبرة وبحتاج الى بناء اسم وسمعة ويحتاج الى تدريب وتعليم مستمر وللأسف هذه الامور لا تأتى بين ليلة وضحاها لذلك يجب على الجهات المعنية وضع خطط عاجلة لحل هذه المشكلة قبل ان تتفاقم ونرى اطباء الاسنان يعملون معقبين هذا اذا كانت وظائف التعقيب مازال لها سوق انا لااعتقد بأنه سيكون لدينا بطالة قريبا في جميع التخصصات ماعدا الطب البشرى وبعض تخصصات الهندسة والمحاسبة والسبب يرجع الى الرواتب الحكومية المرتفعة مقارنة بما يمنحه القطاع الخاص من اجور تعود على منحها للأجانب ( طبيب اسنان ب 3000 ريال ؟؟؟ الله يلعن ابوها من شغلة هذا راب شغالة من إندونيسيا حسب نظامهم الجديد والذى اشترط 900 دولار كأجر للشغالة ) وطبعا سياسة الاغراق التى تطبقها وزارة العمل بمنح تأشيرات استقدتم واقامة لاى طبيب اسنان
مقال رائع جداً ولكنه طويل شويه والحل هو أن يعمل الخريج ثلاث الى خمس سنوات ممارس للمهنه التى تخرج منها واذا أثبت جدارته حل محله وحصل على الخبره واذا العكس فنحن ليس بحاجته وقد تخرج لأجل الشهاده فنقول له ضعها تحت وسادتك وأن شئت علقها في منزلك