سوق العقار السعودي يتغيّر هيكلياً، والخطوات الأهم حتى الآن نتجت عن إصدار أنظمة وقرارات تتعلق بصلب أنشطة القطاع العقاري.
تقليدياً، العقار لدينا كان تحت يد تجار الأراضي. لكن تلك كانت مرحلة وسيطة، فقبلها كانت الأرض متاحة لمن يرغب البناء، كل ما عليه أن يذهب للبلدية ويشتري قطعة أرض.
كان سعر المتر بريال وربما أقل، ما أذكره أننا عندما انتقلنا من منزل الوالد -رحمة الله عليه- في الرفعة (وسط الهفوف) إلى حي الملك فيصل، كانت الأراضي في تلك النواحي تشترى من البلدية، بمساحة في حدود 400 متر مربع للقطعة.
في تلك الفترة، لم يكن النقص في الأرض بل في التمويل، فأنشئ صندوق التنمية العقارية.
فكان المواطن يذهب للبلدية فيشتري أرضاً (المتر بريال) ثم يقدم طلباً لصندوق التنمية العقارية ليحصل على قرض لبناء مسكن.
وكان سائداً أن يسكن المالك في الدور الأرضي، ويؤجر الشقتين العلويتين، وبذلك ليس فقط أنه لا يدفع إيجاراً، بل أصبح مالكاً يُحصل إيجاراً لشقتين، إيجار إحداهما يذهب لسداد قرض صندوق التنمية العقارية، والآخر يدخره المالك أو «يكشت» به!
كان الحل مثاليا، كونه بسيطا وفعالا ومتكاملا؛ فصيغته لا تعقيد فيها، «جب أرض وخذ قرض»، و «جياب» الأرض كان متيسراً وفي المتناول، وكذلك الحصول على قرض كان يُقرّ دون تأخير، ويدفع على دفعات تتماشى مع إنجاز البناء.
وكان فعالاً، فقد قضى على نقص السكن في ذلك الوقت، والحاجة للتوسع الحضري، وكان متكاملاً باعتبار أنه حل المشكلة من جانبيها؛ فالحكومة عندئذ وضعت حلاً ناجعاً لنقص السكن وارتفاع الإيجارات، وفي المواطن أصبح مالكاً لمنزله دون تكلف.
منذ تلك الأيام حتى الآن انقضت أربعة عقود أو نحوها، تآكلت خلالها بساطة الحل وفاعليته وتكامله، فأصبح ذكرى جميلة نتحدث عنها، والسبب عدم مواكبة الحل للتطورات التي حدثت والتي ليس أقلها نمو السكان؛ فقد أخذ عدد الأسر يتنامى في حين أن الأراضي تشح فيرتفع سعرها وموارد الصندوق تقل وتضمحل.
الآن، يكابد المجتمع وصولاً لحل جديد، بعد أن دفعنا جميعاً ثمناً باهظاً نتيجة لتركنا للحل البسيط الفعال المتكامل يموت صَبراً!
تركناه فأصبحت الأراضي ليست في متناول متوسط الدخل، وحتى إن تمكن بطريقة أو بأخرى من امتلاك أرض فالصندوق العقاري لن يقدم له قرضاً، بل سيقول له: تعال بعد عشر سنوات ونشوف! فتراكمت الطلبات فوق الطلبات وأصبحنا أمام ظاهرة تدني امتلاك السعوديين لمساكنهم!
نحن بحاجة إلى حل من شقين: الشق الأول، على الحل أن يتعامل مع الطلب (المُحبَط والمكبوت) المتراكم لسنوات (suppressed demand). وببساطة فـ «الطلب المكبوت» هو أشبه ما يكون بالحالة عندما تحبس الماء خَلفَ سَدّ ثم تطلقه. لحظة انطلاقه سيحدث أشبه ما يكون بالاندفاع، لكن ذلك لن يستمر طويلاً، بل ما يلبث أن يعود الماء لتدفقه المعتاد.
وهكذا، فالشق الأول من الحل عليه أن يستوعب ويلبي «الطلب المكبوت»، من خلال توفير سِعَة كبيرة تتاح مباشرة وتوضع في متناول المواطن بما يمكنه من الحصول على سكن ببساطة وفاعلية وتكامل.
أما الشق الثاني، فهو إيجاد حل مستقر. ويبدأ العمل به بعد تلبية الطلب المتراكم، من خلال توفير سعة تلبي التنامي الطبيعي للطلب على السكن من قبل المواطنين الراغبين والمستحقين.
ما الذي حققناه حتى الآن مهم لكنه غير كاف، فقد صدرت أنظمة غاية في الأهمية لكن أثرها لم يتبين كاملاً حتى الآن؛ فما تأثير التمويل العقاري من خلال تفعيل آليات الرهن وتمويله؟ ما زال التمويل شحيحاً ومكلفاً، وما زالت الأرض ليست في المتناول.
تذكروا أننا نتحدث عن حل «بسيط وفعال ومتكامل»، وما زالت سوقنا المالية خارج نشاط التمويل العقاري، وما زالت البنوك التجارية هي من يُمارس التمويل العقاري، وما زال نشاط التطوير العقاري لا يحظى بدعم لزيادة سعته على توفير المساكن، وما زلنا نتحدث عن المسكن الاقتصادي وأهمية زيادة المعروض من وحداته لكننا حتى كتابة هذه الأسطر –فيما أعلم- لم نوفر منها ما يحقق تقابلاً بين العرض والطلب.
هناك جهود حثيثة وجادة، لكن لا يبدو أنها ضمن إطارٍ محدد وسياقٍ واحد يؤديان إلى حلٍ بسيطٍ وفعالٍ ومتكامل يتعامل مع الطلب المكبوت ابتداء وبعدها مع وتيرة الطلب المستقر بعد ذلك.
ولذا، تجدنا حالياً نتجادل عند كل منعطف يتصل بالإسكان؛ حول الأرض، وحول القرض، وحول الرهن، وحول التمويل، وحول الدفعة الأولى، وحول دور البنوك ودور السوق ودور المطورين العقاريين، بل وحتى حول القرض المُعجل وأن تكون قيمة القرض متغيرة تبعاً لحال المُقترض. لن يوقف هذا الجدل إلا حل بسيط وفعال ومتكامل. عطونا إياه، جعل أبوكم في الجنة.
نقلا عن اليوم
براي الحل ان ترجع البلدية لبيع الأراضي على المواطنين بالتكلفة لمن لا يملك ارض
قبل ثلاثين سنة نجح البرنامج الاول للاسكان وبالذات بالعاصمة الرياض فتم انشاء اسكان الجزيرة واسكان طريق الخرج واسكان الدخل المحدود وتوسع الناس ثم جاء شيطان الى الشؤن البلدية بعد ضم الاسكان لها واقنع اصحاب القرار بمنح الاراضي فنهبها الكبار وتوقفت عجلة الاسكان لغلاء الاراضي بينما الذي نهب الارض بنى عليها قصرا ثم حرم الصغار ورفع الاسعار حتى عجز ثمانين بالمئة من الشعب امتلاك منازل في وطنهم
انا مافهمت وش الحل اللي كان يقصده الكاتب ؟؟
اتفق معك استاذ في اغلب المحاور ولكن اتوقع ان المشكله بالتحديد في نقص الاراضي والمخططات وليس في التمويل .. بوجهة نظري الاغلب يريد ان يبني بنفسه ولكن اعطه ارض
** «الحل البسط والفعال والمتكامل» لكارثة الاسكان ونهب وهدر الاراضي سهل وميسر جدا ، يبدأ من سرعة اقامة كل مشاريع الاسكان على اراضي الدولة بشركات عالمية مشهود لها بالالتزام والجودة واقل الاسعار مباشرة دون وسيط او وكيل او عقود باطن وسعودة مصطنعة . *هذا ما طالب كل الوطن به منذ سنوات ، ولكن الوزير ووزارته يتكلمون ويتصرفون بــ«فكر» ما يسمون «مطور وممول سعودي» يسعون لضمان تسويق منتاجتهم ! ، متناسين ان وزارة الاسكان الاخيرة اسست في 20-4-1432هـ ، لبناء نصف مليون وحدة سكنية ((لذوي الدخل المحدود)) في 5سنوات ، وقد حجزت الاراضي ورصد(250 مليار من الملك عبدالله + 20 مليار من الملك سلمان لإيصال الكهرباء والمياه للمشاريع = 270 مليار) ، وانتهىت المدة ولم ينفذ ، ولاتزال الوزارة في تكرار للتخبط والتسويف والمماطلة ، وقرارات جوفاء متعارضة تزيد الكارثة عمقا واستمرارا . منذ 70عاماً اهملت فيها قضية الاسكان والاحتكار ونهب وهدر الاراضي ، مما زاد في تفاقمها وخطورتها ، وطن غني بثرواته ومساحته 2,149,690 كم2 ولا يوجد اراضي لبناء مشاريع الاسكان ، ومعظم المواطنين من ((ذوي الدخل المحدود)) غير موظفين فقراء بمهنة متسبب ولا يملكون السكن ولا يستطيعون الوفاء بمتطلبات التمويل القاسية ، وجلهم شباب وفتيات مؤهلين ومعطلين ، والموظفين اغلبهم مساكين لا تكفيهم رواتبهم ، كثرت العنوسة وتفكك المجتمع وانتشرت الامراض والجرائم والمخدرات .. ، والوزير يتكلم في عالم اخر عن الــ«فكر» http://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/373917 *«الفكر» الذي استفز به الوزير الحقيل كل الوطن وأنه السبب في مشكلة الإسكان ، وكرره 56 مرة خلال 15 دقيقة فقط! ، متجاهلا سبب الكارثة الحقيقي في (نهب وهدر وتشبيك واحتكار الاراضي ، ومطور وممول فاشل فاسد جشع ، منحوا مشاريع وضمنوا شراء منتجاتهم) . نعم يجب اصلاح الـ«فكر» لمحاربة الفساد المستشري في التعيين للمسؤولين غير المؤهلين ، ووقف ومحاكمة لصوص الاراضي الذين نهبوا وشبكوا كل الاراضي بمنح خاصة وصكوك مشبوهة ومشاريع وهمية .. دون وجه حق ، ولم يعمروها ويحتكرونها ويتحكمون في الوقت والسعر الذي يريدون ، دون خوف من الله او رادع من قانون ، وضيّق على المواطنين واصابهم الضرر الشديد ، واستغلت وشوهة صورة الوطن . *الوطن يطالبه تغيير «الفكر» وخلع عباءة «رافال» وشكر الله ان منح حكومة شابة فرصة تحقيق طموحات الوطن في سكن آمن واسعار مستقرة للاراضي والعقار ، واستعادة ما نهب واهدر بشتى الصور ، وسرعة تنفيذ الاسكان . *الكل يدري ان ما يسمى «مطورين عقاريين سعوديين» ولصوص الاراضي ومن تواطأ معهم سبب الكارثة وعرقلة وتاخير التنفيذ والهدر المالي والمبالغة في التكاليف وفساد المشاريع وعقود الباطن وبكل المقاييس هم «كبري» وغير مؤهلين بحق لتنفيذ اي مشروع ، هذا يزيد كارثة الاسكان ونهب الاراضي تعقيد واستفحالا واستمرارا . *الحل سهل لكارثة الاسكان ونهب وهدر الاراضي ، قرار من خادم الحرمين «حازم عازم للظفر» بالدارين لتنفيذ مايلي: 1- استرداد الاراضي المنهوبة منذ 45عاما والى الان (منح خاصة ، تشبيك ، صكوك مشبوهة ، مشاريع وهمية .. ، فــ(الحقوق لا تسقط بالتقادم او البيع او التوريث او التبرع..) . 2- الزكاة الشرعية ، والرسوم التصاعدية على كل الاراضي داخل وخارج النطاق العمراني دون تمييز . 3-توزيع 5مليون قطعة ارض معدة للبناء ومليون وحدة سكنية بصورة عاجلة . 5-منع تملك الاجانب . 6-اقامة مدن جديدة متكاملة في الضواحي والقرى . 6ـتنفيذ المشاريع على اراضي الدولة بشركات عالمية مباشرة دون عقود باطن او مطور او وكيل او سعودة مصطنعة . 7- قيادات وكوادر مؤهلة ، تمنح الصلاحيات كاملة ، ويتابع عملها اول باول بكل حزم واستمرار 8- -تطبيق الانظمة بعدل ومساواة على الجميع كائنا من كان ، واحالة لصوص الاراضي والفاسدين ومن تواطأ معهم للمحاكم العامة . 9- جهاز رقابي مستقل قوي وشفاف مرتبط بالوزير المختص ((المسؤولية لا تفوض ابدا)) .. .. .. .. .. .. .. .. . جعلنا الله وإياكم والمسلمين .. من الذين قال الله تعالى فيهم : [فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ] . نسأل الله العلي العظيم ان يقيض للوطن من يخافه ويتقيه في العباد والبلاد .. والله المستعان http://www.argaam.com/ar/article/articledetail/id/412720