تعتبر الاوليفينات (مثل الايثيلين والبروبيلين) والميثانول من أهم المواد الاساسية للصناعات البتروكيماوية.
وسوف يشهد العالم طفرة كبيرة قادمة من الصين وامريكا الشمالية بانتاج هذه المواد الاستراتيجية.
تقوم الصين حالياً ببناء مجمعات صناعية عملاقة لتحويل الفحم إلى ميثانول ومن ثم إلى ايثيلين وبروبيلين.
واما امريكا فتقوم بتحويل الغاز الطبيعي وسوائله المنتجة من المصادر الصخرية غير التقليدية إلى مواد بتروكيماوية. وفي نفس السياق تمضي امريكا قدماً لتصبح اكبر مصدر لغاز البترول المسال في العالم.
فلقد صدرت امريكا في عام 2015م حوالي مليون برميل من هذه السوائل (بروبان وبيوتان) ويتوقع ان ترفع امريكا قدرتها إلى تصدير حوالي 2-3 ملايين برميل باليوم بعد 6 سنوات.
وهذا يعد تحولا مفصليا وتاريخيا للصناعات البتروكيماوية.
لقد غير الارتفاع الكبير بانتاج المواد الهيدروكربونية من الصخور (الزيت الصخري والغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعى) بأمريكا عالم الطاقة إلى الابد.
فلقد نتج عن رفع انتاج امريكا للنفط الخام والغاز من الصخور بكميات كبيرة إلى انخفاض اسعار النفط. حيث يعود احد اهم اسباب الانخفاض الحالي لاسعار النفط العالمية إلى تقليص استيراد امريكا لنفط اوبك من حوالي 10 ملايين برميل باليوم إلى اقل من خمسة ملايين برميل باليوم مما اوجد فائضاً كبيراً بالاسواق العالمية ادى إلى انهيار الاسعار.
واما الغاز الطبيعي فبعد ان كانت عيون منتجي الغاز الطبيعي كقطر واستراليا والجزائر متجهة إلى الاسواق الامريكية، احدثت طفرة الغاز الصخري فائضاً هائلاً مما ادى إلى انهيار الاسعار إلى اقل من 2 دولار للمليون وحدة حرارية حالياً وهذا ما عزز صناعة تسييل الغاز بامريكا.
واصبحت امريكا قريبة من تصدير حوالي 50-60 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال اي ستصبح قريباً ثالث اكبر مصدر بعد قطر واستراليا بعد أن كانت مرشحة لتكون احد اهم مستهلكي ومستوردي هذه المادة.
وهذا بالاضافة إلى انهيار اسعار النفط سيؤدي إلى تغيرات جوهرية في صناعة الغاز العالمية وقد نشهد انخفاضاً كبيرا باسعار الغاز المسال كما يحصل حالياً لاسعار النفط.
باختصار ادت ثورة الغاز الصخري بامريكا إلى ثلاثة متغيرات رئيسية بعضها ظهرت اثاره والباقي يحتاج لبعض الوقت لظهور الاعراض، وهذه المتغيرات هي:
ارتفاع انتاج النفط والتأثير السلبي على اسعاره العالمية، والارتفاع الكبير في انتاج الغاز الطبيعي وغاز البترول المسال، ولكن من اجل ان يصل تأثير هذا التغيير إلى باقي دول العالم لابد من تصدير الغاز الطبيعي المسال والذي يتم العمل بجهد للانتهاء من تشييد مصانعه.
واما التغير الثالث فسيكون استخدام الغاز الطبيعي وسوائل الغاز الرخيصة المنتجة حالياً بكميات كبيرة في امريكا كلقائم للصناعات البتروكيماوية مثل تحويل الغاز الطبيعي إلى ميثانول ويوريا وتحويل الايثان إلى ايثيلين وتحويل البروبان إلى بروبيلين.
ومن اجل ذلك تم الاعلان عن استثمارات تزيد على 100 مليار دولار لاقامة مشاريع بتروكيماوية من شركات امريكية كداو كميكال واكسون وشيفرون وشركات عالمية مثل شل وليونيديل باسل وساسول وفرموزا التايوانية وبراسيكيم البرازيلية.
وستزيد هذه الشركات طاقة انتاج امريكا للايثيلين بحوالي 13 مليون طن اضافية بالسنة بعد حوالي اربع سنوات. وكما يعرض الشكل فان طاقة العالم الحالية لانتاج الايثيلين تقدر بحوالي 145 مليون طن سنوياً وسترتفع هذه الطاقة إلى حوالي 200 مليون طن بعد اقل من خمسة اعوام بسبب الارتفاع الكبير من امريكا الشمالية والصين.
واما انتاج الميثانول فلقد اشعل انخفاض اسعار الغاز الطبيعي بامريكا ثورة حقيقية بانتاج الميثانول بامريكا وبعد ان كانت امريكا تستورد الميثانول، سترفع طاقتها الانتاجية بحوالي 13 مليون طن سنوياً بحلول عام 2018م.
ويمكن ان ترتفع طاقة امريكا لانتاج الميثانول إلى حوالي 23 مليون طن سنوياً فيما لو مضت بعض الشركات الصينية بالمشاريع المعلنة.
وبالرجوع إلى الشكل نجد ان العالم قد يضاعف طاقته الانتاجية للميثانول بعد حوالي خمسة اعوام وذلك بزيادة حوالي 20 مليون طن من امريكا وحوالي 40-50 مليون طن من الصين بالاضافة إلى زيادات قادمة من ايران بعد رفع الحظر عليها.
وحالياً لا تتعدى اسعار الميثانول في العالم 255 دولارا للطن، يا ترى كم سيكون سعر الطن عندما تكتفي الصين بالميثانول المنتج على اراضيها من الفحم او عندما تصدر امريكا وغيرها الكميات الجديدة من الميثانول؟.
واما مادة البروبيلين فلها وضع مختلف لان احد اهم نتائج تحول امريكا من تكسير النافثا إلى تكسير الايثان هو نقص انتاج مادة البروبيلين وستعوض امريكا نقص البروبيلين بالتحويل المباشر لمادة البروبان إلى بروبيلين بواسطة مصانع نزع الهيدروجين.
ولقد دفع توفر لقيم البروبان باسعار منافسة كلا من شركة داو كميكال وشركة فرموزا التايوانية للاعلان عن اقامة مشروعين لانتاج البروبيلين من لقيم البروبان بطاقة اجمالية تقدر بحوالي 5 ملايين طن بالسنة.
وبالرجوع إلى الشكل نجد ان العالم سيرفع طاقته الانتاجية لمادة البروبيلين من حوالي 100 مليون طن سنوياً إلى حوالي 140 مليون طن بعد اقل من خمسة اعوام.
وستأتي هذه الطاقات الجديدة من امريكا الشمالية ومن الصين التي تقوم بتحويل الميثانول المنتج من الفحم إلى بروبيلين.
لاشك ان تغير طبيعة اللقيم من الغازات المصاحبة لانتاج النفط إلى الغاز الصخري وسوائل الغاز الطبيعي المستخرجة من المصادر الصخرية بالاضافة إلى استخدام الفحم في الصين قد غير معادلة الصناعات البتروكيماوية إلى الابد.
تقدر احتياطيات الصين من المواد الهيدروكربونية بحوالي 2% نفط و3% غاز طبيعي و95% فحم حجري ولذلك تقوم الصين حالياً بتحويل الفحم الحجري إلى بتروكيماويات وتقوم الولايات المتحدة بتحويل الغاز الصخري إلى بتروكيماويات رغم المخاطر البيئية.
بحسب Platts انتجت الصين في عام 2014م حوالي 90% من الايثيلين والبروبيلين من النافثا وزيت الغاز (تحويل النفط بطريقة غير مباشر إلى بتروكيماويات).
وسترفع الصين انتاجها للايثيلين إلى حوالي 18 مليون طن وحوالي 12.3 مليون طن من البروبيلين سنوياً بحلول 2024م. ولكن المفاجاءة تكمن في ان معظم الزيادات في انتاج الاولفينات سيكون مصدرها الفحم الصيني وهذا يعني تقليل الاعتماد على النفط في صناعة البتروكيماويات الصينية وقد يعني خفضا لطلب الصين على نفط اوبك.
وفي الختام لاشك ان اسعار البتروكيماويات في العالم ترتبط باسعار النفط بشكل وثيق فعندما وصلت اسعار النافثا في عام 2014م إلى 900 دولار للطن كانت اسعار البولي ايثيلين حوالي 1700 دولار للطن.
والان ومع انخفاض اسعار النافثا إلى حوالي 400 دولار للطن، انخفضت اسعار البولي ايثيلين إلى معدل 1000 دولار للطن ولكن لا تزال كثير من الشركات تحقق أرباحاً بسبب انخفاض قيمة التكلفة النقدية لانتاج طن بولي ايثيلين في الخليج وامريكا إلى حوالي 500 دولار بحسب اللقيم المستخدم.
ويبقى السؤال:
اذا ما استمرت اسعار النفط واسعار لقيم النافثا بالانخفاض وتم الانتهاء من تشييد المصانع الامريكية والصينية لانتاج ملايين الاطنان الجديدة من البتروكيماويات فهل ستنهار اسعار البتروكيماويات العالمية بسبب زيادة المعروض كما تنهار اسعار النفط حالياً؟.
نقلا عن اليوم
هذا ما توقعه وستعانى شركات البتروكيميكالز السعودية اشد المعاناة وقد يغلق بعضها ابوابه
أحد اسباب نزول الأسعار الحالية للمواد الأولية هو ضعف الطلب الناتج من دورة إقتصادية طبيعية .. الدورة الإقتصادية ستنتهي ووقتها سيعود الطلب للإرتفاع مما سيؤدي لإرتفاع الأسعار من جديد ولذلك نشاهد ( مليارات الدولارات ) كما تفضل الدكتور بسردها لنا ... وهي تقوم بالإستثمار في هذا القطاع هل أمريكا والصين وغيرهم بالإضافة لأرامكو ... لديهم قصر في النظرة الإستثمارية بحيث يتم ضخ مئات المليارات كاستثمارات في قطاعات ستنهار أسعار منتجاتها !؟ مالكم كيف تحكمون =)
هذا مع استمرار التدفق الرئسمالى في صناعة الطاقة . حيث انخفض 20 %في 2014 20% في 2015 كما ان الصين اغلقت الاف مناجم الفحم بسبب تدني اسعار القحم والتلوث. ارقام 2020 ستتغير بناء على استقرار في انتاج البترول في 2016, طفرة البترول الصخرى كاي طفرة تمر في مرحلة تصحيح ثم اسقرار ,ولا يمكن البناء على الا في مرحلىة الاستقرار .
تحية للاخ كبير 1998 من كان يتوقع ان تنخفض اسعار النفط من 115 الى اقل من 30 دولار . واسعار الغاز الطبيعى المسال من 20 دولار الى 6 دولار للمليون وحدة خلال سنة ونصف. وهذا ما تسبب بالضرر للاستثمارات الكبيرة التى انفقت فى قطاع الزيت الصخرى بامريكا. لذلك المقصود هو ارتفاع انتاج البتروكيماويات بسبب لقيم الغاز الصخرى الامريكى والفحم الصينى قد يتسبب بانخفاض اسعارها. وسيكون المنتجون فى اوروبا واليابان اول المتضررين لارتفاع كلفة الانتاج لديهم. وهذا كله مجرد رأى قد يصيب وقد يخطئ.
اشك في الصين بانها لن تسطيع تحويل الفحم إلى ميثانول ومن ثم إلى ايثيلين وبروبيلين. بالكميات والجودة والنقاوة المطلوبه وان استطاعت ستكون المواد المصنعة رديئة ولن تجد الاسواق المستهلكة...وستكرس الصين المقولة صيني ردييء....على الدول العربية النفطيه تطوير صناعتها والدخول بقوة في صناعة السيارات والقطارات وغيرها وضرب الصناعة الصينية الرديئة واي دولة تنهج هذا النهج ستصف مع الدول الصناعية المتقدمة وتوفر فرص عمل لشعوبها وغير ذلك ارى مصية وكارثة ستحل على هذه الشعوب والله اعلم
(لقد نتج عن رفع انتاج امريكا للنفط الخام والغاز من الصخور بكميات كبيرة إلى انخفاض اسعار النفط. حيث يعود احد اهم اسباب الانخفاض الحالي لاسعار النفط العالمية إلى تقليص استيراد امريكا لنفط اوبك من حوالي 10 ملايين برميل باليوم إلى اقل من خمسة ملايين برميل باليوم مما اوجد فائضاً كبيراً بالاسواق العالمية ادى إلى انهيار الاسعار).. في حالة نجاح قرار تجميد النفط عند مستويات يناير.. النتيجة هي ارتفاع أسعار النفط.. ولكن في هذه الحالة سنعود مرة أخرى الى مضمون الفقرة المقتبسة من مقال الدكتور.. يعني ستعاود الولايات المتحدة إنتاج النفط الخام بكميات كبيرة مما سيساهم مرة أخرى في إنخفاض الأسعار.. وربما تصل الى نقطة التعادل وتثبت الأسعار عندها وهي النقطة التي توازن بين العرض والطلب.. طبعا بإستثناء العوامل السياسية التي تربك ألية السوق..
خلال السنوات القادمة ستقل مميزات دول النفط ومعها شركات البتروكيماويات التي تعتمد عىل اللقيم الرخيص