كيف يتمكن التمويل من تتبع «إير بي إن بي» و«اكسبيديا»؟

23/11/2015 0
محمد عبد الله العريان

الجمع بين التغير التكنولوجي السريع وأذواق المستهلكين التي تخضع للتغيير يمثل تحديا أساسيا لعدد متزايد من الشركات.

وهذا ينطبق على كل من «المتمردين» الوافدين الجدد والشركات الأكثر رسوخا، والتي يجب أن تُحدِث التكامل بشكل مربح بين المحتوى المبتكر والمحتوى التحويلي إلى منصات الكبيرة القائمة.

بعض القطاعات، مثل تجارة التجزئة، أحرزت تقدما كبيرا في الاستفادة من هذه التغييرات:

لاحظ النمو الملحوظ للأمازون والطريق الذي تستمر فيه، من خلال إحداث الاضطراب الذاتي لأعمالها نفسها، في إعادة تعريف نماذج الأعمال للمنافسين القدامى والجدد.

قطاعات أخرى، مثل التمويل، لا تزال في المراحل المبكرة جدا من الانتقال.

الوافدون، الذين يحملون نماذج تعطيل مُحدِثة للاضطراب المبتكر، يقاتلون بصعوبة من أجل الحصول على موطئ قدم كبير بما فيه الكفاية، في حين تناضل المنصات الراسخة من أجل دمج المحتوى التحويلي الجديد، مثل إقراض النظير للنظير، ورؤى شخصية مالية ونهج الحلول الشاملة التي تتضمن التقدم في تكنولوجيا تفاعل العملاء والعلوم السلوكية.

ما يقع بين هذين النقيضين هو أعمال أماكن الإقامة المؤقتة (أثناء السفر) في المناطق الحضرية، التي خضعت مؤخرا لأخذ ورد مثير.

تجربة هذا المجال قد تكون مؤشرا جيدا لما يمكن أن يحدث في أي مكان آخر، لا سيما في مجال الخدمات المالية.

قطاع الإقامة والضيافة، الذي كانت تهيمن عليه سلاسل الفنادق الكبيرة، مثل هيلتون وستاروود، والفنادق المتخصصة الراقية، تعرض الآن للتعطيل المبتكر بسبب الدخول غير المتوقع لإير بي إن بي Airbnb.

كان هذا شيئا يشبه التعطيل من عالم آخر.

توسعت شركة إير بي إن بي لتصبح من أهم شركات التزويد للـ «غرف».

وقد اعتمدت في ذلك على أدوات ومفاهيم وعقليات كانت غريبة جدا على هذه الصناعة في البداية - وهي مفاهيم وأدوات قائمة على الابتكار التكنولوجي، والقدرة على التنقل، وفهم أذواق المستهلكين المتطورة المدفوعة سلوكيا، وطموح لتوفير قدر أكبر من التمكين الذاتي للزبائن.

وفي غضون ست سنوات فقط، تجاوز مخزونها مخزون هيلتون، وقد حققت هذا الانجاز دون الحاجة إلى بناء أو إدارة حتى مبنى واحد كبير.

في هذا الصيف وحده، قدم إير بي إن بي الإقامة إلى عدد مذهل من الناس، بلغ 17 مليون شخص.

بعد أن أصيبت منصات الضيافة والتنقل المعروفة بالصدمة وأُخِذت على حين غرة، بدأت برد الفعل. بصورة غير متوقعة إلى حد ما، هي الآن تجبر إير بي إن بي على التكيف وإدراج بعض الممارسات القديمة المتبعة في الشركات العريقة.

وكما ورد في صحيفة فاينانشال تايمز، دفع موقع اكسبيديا تقريبا 4 مليارات دولار في وقت سابق هذا الشهر ليكون أشبه بإير بي إن بي - بمعنى أنه استحوذ على HomeAway هوم أواي، الشركة التي تقدم للعملاء إيجارات أثناء العطلات.

وهناك شركة تجميع أخرى لغرف الفنادق، وهي شركة برايس لاين Priceline، أرادت ألا تفوت هذه الموجة، وهي تحاول أن تقدم قفزات مماثلة من خلال توسيع العلاقة مع موقع Booking.com (المخصص للحجوزات).

إير بي إن بي الذي يواجه الآن منافسة أكبر - وأكثر قدرة على التكيف، مطالب أيضا بالتفكير بشكل مختلف قليلا لأنه لم يعد بإمكانه الاعتماد حصرا على استخدامه التحويلي للتكنولوجيا والقدرة على التنقل وواجهة العملاء، من أجل ميزة مستدامة.

وفي اقتباس من قواعد من برايس لاين وغيرها، أعلنت الشركة الأسبوع الماضي أنها سوف تتبنى ممارسات «التسعير المتغير» التي تعمل بصورة ديناميكية على تعديل الأسعار بحسب ظروف العرض والطلب المتغيرة.

هذا أبعد ما يكون عن كونه أول مثال حول التقارب الجزئي بين المحتوى المبتكر والمنصات الثابتة.

خذ مثلا الطريقة التي كانت فيها سيارات الأجرة وخدمات الليموزين في بعض المدن، بما في ذلك نيويورك، على استعداد للعمل مع أوبر بعد بعض المقاومة المبدئية.

هذه العلاقة الديناميكية أيضا يرجح لها أن تتكشف في مجالات أخرى، مثل تقديم الخدمات المالية.

في التمويل، معظم الوافدين الجدد العاملين بالتعطيل المبتكر، والمنصات التقليدية، لا يرجح لهم أن يكونوا قادرين على النمو بصورة سريعة ومربحة بدون المزيد من التفاعل فيما بينهم.

سوف تحدث عملية الالتقاء بثلاث طرق:

الأولى هي من خلال المزيد من الاستعداد والقدرة على تبني ممارسات الطرف الآخر، وتفكيك بعض الجدران الداخلية والأفكار المتزمتة التي تعطل هذا النوع من الحركة النشطة؛ والثانية هي من خلال استيعاب الوافدين الجدد من قبل المنصات القائمة، وفي الوقت نفسه احترام ورعاية ميزة المبتكرين؛ والثالث، وهي أكثرها أهمية، من خلال استهداف الشراكات الاستراتيجية التي تتصدى لحالات معينة من الفشل في السوق (على سبيل المثال، أن يتعاون الوافدون الجدد مع البنوك في عرض حلول أفضل لقطاع العملاء الذي يعاني من مشكلة مزمنة في تقديم الخدمات، مثل تقديم قروض استهلاكية لجماعات الدخل المتدني والخدمات المالية للنساء).

بالنسبة للمستهلكين، ليس هناك نبأ أفضل من ذلك (شريطة أن تواكب الأجهزة التنظيمية هذه التطورات).

سواء في مجال الخدمات المالية، أو الضيافة والإقامة أثناء السفر، أو التجزئة أو النقل في المدن، فإن الجمع الذكي بين المحتوى والمنصات يعطي المستهلكين إمكانية الحصول على مستوى متفوق من الخدمة مقابل سعر مناسب.

نقلا عن اليوم