استمر الانتعاش الذي يشهده النفط الخام والمنتجات المرتبطة به مما ساعد على موازنة الخسائر الأسبوعية في المعادن الصناعية والثمينة تاركاً مؤشر بلومبيرج للسلع ثابتاً خلال الأسبوع.
ساعدت البيانات الإقتصادية دون التوقعات حول العالم على فرض نغمةٍ سلبية للمعادن الثمينة خصوصاً النحاس والألمنيوم.
بينما ساعد ارتفاع المخاطر الجيوسياسية على تحويل التركيز من تخمة النفط الحالية وبالتالي تقديم الدعم إلى النفط الخام.
خيمت علاقة السلع مع تحركات الدولار على التوقعات المستقبلية على المدى القريب. وبعد انتعاشه المبهر منذ يونيو الماضي، استمر الدولار في استقراره ضمن مجال محدد، خصوصاً مقابل اليورو حيث يستمر المجال من 1.05 إلى 1.10 في التحسن.
يجد المتداولون والمستثمرون الذي يملكون موقفاً طويلاً شديد الامتداد في الدولار صعوبة بالغة في تحديد الموضوع الذي يجب التركيز عليه. هل أن احتمال ضعف الدولار المرتبط بالبيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة، أم أن التيسير الكمي السلبي لليورو في أوروبا قد أدى إلى هبوط معدلات الفائدة إلى رقم قياسي؟
الذهب يبحث عن اتجاهه
استطاعت الأخبار المتضاربة التي نشهدها في هذه الآونة إبقاء الذهب حبيس المجال عند 1.148-1.209 دولار للأونصة خلال الشهر الماضي.
مع استمرار البيانات الاقتصادية الأمريكية في فرض مفاجأة غير سارة مما خيم على النظرة المستقبلية بالنظر إلى التوقيت الذي ستقوم فيه اللجنة المالية الفيدرالية الأمريكية المفتوحة بضرب أدنى مستوى للمعدلات.
وفي نفس الوقت، تراجع الخطر المرتبط باليونان بطريقة أو بأخرى والذي ترك رفقة الدولار، الذي ما يزال حبيس المجال، المتداولين والمستثمرين حائرين حول موقفهم الحالي.
حدثت طبيعة انحباس الذهب في مجال معين خلال فترة من الإجراءات الهامشية في الدولار وبالتالي من الممكن أن يساعد اختراق محتمل لذلك المجال المعدن الأصفر على إيجاد التوجه الذي يحتاجه في هذه الفترة.
بعد فشله في الاستجابة لصالح الأخبار الداعمة للذهب خلال الأسبوع الماضي، يقبع حالياً خطر متزايد بأن حركة الذهب القادمة ستكون بالاتجاه الهبوطي.
تركت الأخبار حول إعراب وزراء المال في منطقة اليورو من استيائهم من وزير المالية اليوناني في اجتماع عقد يوم الجمعة الباب مفتوحاً على مصراعيه لإحراز تقدم في مفاوضات الديون التي تتعلق بقشة.
يحمل أي تدهور في المفاوضات خطر تضرر اليورو من خلال موازنة تدفقات الملاذ الآمن المحتملة بالذهب. وعلى ذلك الأساس، فإن أفضل طريقة للتعبير عن نظرة متفائلة بشأن الذهب فيما يتعلق بالمخاوف التي تكتنف الوضع اليوناني من خلال الذهب مقابل اليورو.
الوضع الجيوسياسي يتغلب على تخمة العرض
شهد النفط الخام أسبوعاً قوياً آخر مع وصول أرباح خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يقارب 40% منذ مستويات مارس المنخفضة مع بدء المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالعلميات العسكرية السعودية في اليمن في إضافة علاوة المخاطرة إلى سعر النفط.
أعطت هذه التطورات رفقة المؤشرات المستمرة ببطء انتاج النفط الأمريكي في الانحسار زخماً كافياً للسوق للارتفاع خلال الشهر الماضي.
عادت صناديق التحوط إبان إيمان المشترين برؤية نقطة منخفضة في أسعار النفط وبالتالي خفضت التركيز على زيادة الطلب المستمرة مع ارتفاع النظرة المستقبلية بخصوص الطلب.
حسبما يبين الرسم البياني أدناه، شكلت صناديق التحوط ومدراء المال مشترين مستمرين لخام برنت منذ سبتمبر الماضي بينما كان الارتفاع في مشتريات خام غرب تكساس الوسيط خلال الشهر الماضي في معظم الأحيان.
وصلت المواقف الطويلة في خام برنت إلى رقم قياسي جديد عند 264 مليون برميل بينما لا يزال خام غرب تكساس الوسيط يعاني نسبياً وسط المخزونات المرتفعة التي وصلت إلى 232 مليون برميل مقتربة بذلك من متوسط خمس سنوات.
في الوقت الذي كان فيه المضاربون مشغولين بشراء الواجهة الأمامية من منحنى العقود المستقبلية، هرع منتجو النفط والأطراف الأخرى في السوق الفعلي إلى تثبيت الأسعار من خلال بيع النفط الخام بعقود مستقبلية.
حيث يمتلكون حالياً مواقف قصيرة قياسية في خام برنت لأكثر من 500 مليون برميل بزيادة قدرها 80 مليون برميل خلال الشهر الماضي.
ظهرت نتائج هذه القوى المعارضة في خام برنت بالإضافة إلى خام غرب تكساس الوسيط، مع استواء المنحنيات المستقبلية.
إن هذه النتائج مثيرة للاهتمام بشكل خاص في الولايات المتحدة تزامناً مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط مما قد يؤدي إلى انخفاض دون المتوقع في انتاج النفط الصخري مع رؤية بعض المنتجين وصول السعر تقريباً إلى مستويات يمكن فيها الحفاظ على التحوط وبالتالي الإنتاج أو ربما زيادتهما.
مستثمرو الصناديق المتداولة في البورصة يقللون المواقف الطويلة جراء استنزاف فخ التأجيل للأرباح
في الوقت الذي عادت فيه صناديق التحوط إلى النفط الخام، شهدنا المستثمرين يستخدمون الصناديق المتداولة في البورصة التي بدأت في الخروج.
شهد قطاع الطاقة تدفقاً بقيمة 6 مليار دولار في الصناديق المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة إلى شهر مضى ولكن ومنذ ذلك الوقت تم سحب 1.4 مليار دولار منها.
فرض التأجيل، لا سيما في خام غرب تكساس الوسيط، بعض الرياح العكسية بالنسبة لمستثمري الصناديق المتداولة في البورصة مع وقاية مزودي الصناديق المتداولة في البورصة أنفسهم من خلال العقود المستقبلية.
تمخض عن التموج الشهري من العقود المستقبلية ذات الأسعار المنخفضة في أول الشهر إلى العقود الآجلة ذات الأسعار المرتفعة تحصيل عائد أقل مقارنة بالأداء المتوقع عندما تتم معاينة الطريقة التي تحرك بها خام غرب تكساس الوسيط.
يقبع سعر خام غرب تكساس الوسيط أعلى بنسبة 8% لغاية هذا الوقت من السنة بينما يظهر أكبر صندوق متداول في البورصة، صندوق النفط الأمريكي، خسارة بنسبة 2.5%.
ومع الاتجاه محدودية الصعودي من هذه النفطة، ربما تكون التكلفة الشهرية بنسبة 2.5% لامتلاك موقف طويل في خام غرب تكساس الوسيط-الفجوة بين العقود المستقبلية لشهري يونيو ويوليو-مقنعة لبعض المستثمرين للحصول على أي ربح يستطيعون الحصول عليه.
حظي صندوق آخر متداول في البورصة، فيلوسيتي شيرز تريبل لونج (UWTI) بفترة أسوأ وهو الآن منخفض بنسبة 30% في مثل هذا الوقت من السنة وكنتيجة لذلك شهد هذا الصندوق لوحده أكثر من سحباً بقيمة 500 مليون دولار في الشهر الماضي.
النظرة المستقبلية على المدى القصير
مع إيجاد الزخم الإيجابي الحالي للدعم من إضافة علاوة مخاطرة الاحداث الجيوسياسية، حظي البائعون بنجاح محدود لعدة أسابيع. وطالما بقي خام غرب تكساس الوسيط فوق 54 دولار للبرميل وخام برنت فوق 60 دولار للبرميل، تبقى احتمالية الحصول على المزيد من الأرباح بالاتجاه الصعودي سليمة.
وعلى الرغم من ذلك، لا نزال مشككين حول قدرة السوق على المضي قدماً في هذه المرحلة خاصة مع استمرار منحنى العقود المستقبلية في التعبير عن سوق ذي عرض فائض.