ثمة أمور كثيرة قد لا تتبادر لذهن الزائر لمدينة الطائف السعودية، لعل منها أن سوق عكاظ الذي اشتهرت به منذ أيام الجاهلية ما يزال قائماً حتى الآن، بالإضافة لكون الرواية الدينية التي تتحدث عن كروم عنبها وخضرتها الغنّاء ستكون ماثلة أمام الزائر بمجرد أن يلِجها.
ما يزال مهرجان الزهور يُقام سنوياً في مدينة الطائف، عدا عن توافر المحاصيل التي تذكّر بتلك الموجودة في دول الشام على وجه التحديد، بالإضافة لجغرافيتها وطقسها المعتدل صيفاً والبارد في الشتاء. كل ما في الطائف فريد من نوعه على النطاق السعودي المحيط.
بمجرد أن علمت أن ثمة فرصة سانحة لتأسيس فرع لشركتي التكنولوجية في مدينة الطائف، بحثت عن رحلات إلى السعودية، واستطلعت إمكانية الوصول لتلك المدينة بطريقة مباشرة؛ اختصاراً للوقت والجهد والتكلفة.
بعيداً عن أجواء العمل، كنت قد استكشفت المدينة، لأجد فيها مواقعاً لافتة تستحق الزيارة، منها قصر شبرا التاريخي، الذي يحمل هيكلية القلاع والحصون القديمة بأسوارها العالية وحدائقها الغنّاء.
كذلك وجدت المتنزهات اللافتة خضرتها ومزروعاتها، والتي تعكس الطبيعة الخلابة للمدينة مع الإمكانيات المتوفرة لدى القائمين عليها، والتي أفضت لتلك المسطحات الخضراء الشاسعة التي يراها الزائر ماثلة أمامه حتى في أكثر شهور العام قيظاً، عدا عن الثورة الحيوانية المتوفرة والتي يلمحها الزائر على هيئتها البرية هنا وهناك مع أسراب الطيور المهاجرة التي تحطّ رحالها إلى جانب البحيرات الصناعية في الحدائق الشاسعة.
هناك مواقع تاريخية أخرى مثل أم السباع والبركة والشفا، وكلها مبانٍ تاريخية طاعنة في القدم، كما تتوافر السدود المدهشة مثل سد سيسد وسد عكرمة وسد تربة الذي يعدّ السد الجوفي الوحيد في السعودية برمّتها.
في المدينة أيضاً عربات التلفريك، والأسواق الشعبية والمجمعات التجارية التي تتوخّى الطراز المعماري الشرقي والغربي معاً، بالإضافة للطيف الواسع من المنشآت الفندقية المتاحة للزائر، بميزانياته على تنوّعها.
للطائف بُعد ديني كذلك الأمر، لذا ستجد هناك مساجداً كثيرة كمسجد حليمة السعدية وعبد الله بن العباس، كما ستكون العمارة الإسلامية بمقرنصاتها وواجهات الأرابيسك الشهيرة بها جليّة أمامك هناك.
الطائف، واحدة من المدن العربية التي ستعود لها حتماً بمجرد أن تتاح لك الفرصة مجدداً.