أشرنا في المقال السابق إلى أننا في المجتمع الخليجي رضينا بالدعة والسكون واكتفينا بانتظار ما يصنعه الآخر لنركبه وما يخيطه لنلبسه وما يزرعه لنجنيه وما يطبخه لنأكله وما يبدعه لنستمتع به، بل استخدمنا منتجاتهم استخداماً جائراً واستهلاكاً ترفياً ليس من ديننا في شيء .
ولم نرض بالأعمال الخدمية أو ما نسميها بالوضيعة ولم نرق للأعمال المهنية والإبداعية.
فلم نخدم أنفسنا ولم نساهم في خدمة البشرية. والأخطر في الأمر أن اعتمادنا على الآخر يزداد يوماً بعد يوم في كل مناحي حياتنا.
لك أن تتصور سيناريو لحياتنا عندما تتخلّى الطبقة العاملة عنا يوماً ما وتعود لبلادها لظروف اقتصادية هنا أو هنا أو لغيرها من الظروف. ثياب بالية وشعور طويلة ومبان مهترية وطرق متهالكة….إلخ لم نبن أي خبرة مهنية.
وقلنا إن ذلك يعود في معظمه للمفاهيم الاجتماعية وتربية النشء ولحياة الترف التي يعيشها المجتمع.
لأنه لا يمكن أن يدعي مدع بأننا لا نستطيع تعلم حياكة الملبس أو حلاقة الرأس من جانب أو التفرغ للبحث والدراسة في مختبرات لأمرض السرطان أو السكري أو السمنة أو غيرها من أمراض العصر التي فتكت بمجتمعنا من جانب آخر.
يبدو أن المفاهيم الاجتماعية الخاطئة هي المسؤول الرئيس وراء عدم قبولنا في الأعمال الخدمية.
عندما كان ابني فيصل في المرحلة المتوسطة سعيت له في إيجاد عمل (ليس وظيفة) - في إجازة الصيف - في سوبرماركت بالقرب من المنزل، أملاً في تدريبه وتعليمة قيمة العمل وكسب الرزق.
وكانت مهمته ترتيب وصف الخضار في ثلاجة المبيعات، بل تنظيفها قبل صفها.
في أحد الأيام التالية لحق بي أحد الجيران قائلاً: سلامات أبا فيصل!!!
فاستغربت السؤال وسألته عن الأمر قال إنه رأى الابن يعمل بعمل وضيع!!! يا لها من مفاهيم خاطئة تتناقض مع الدين والحضارة والفطرة.
من المعروف أن الأعمال تنقسم في مجملها إلى ثلاثة مستويات أو مجموعات: الأعمال الأولية أو الخدمية (servicess) والأعمال الفنية (technical) والأعمال المهنية أو الاحترافية (professional).
الملاحظ أننا في المجتمع الخليجي والسعودي بوجه خاص لم نبدع في أي من المجالات الثلاث (هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم وجود استثناءات ولكنها محدودة).
يبدو أن اتجاهنا كمجتمع يتركز على المجموعة الثالثة (الأخيرة) وهو أمر محمود أن نجحنا فيه. حان الوقت للحد من حياة الترف التي يعيشها المجتمع، وقد جاء في الأثر «اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم» لا بد من الوقوف على الموضوع وبحثه من كافة جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والشرعية….إلخ هي مجرد دعوة لوزارات التربية والاقتصاد والتخطيط والشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني لدراسة الموضوع بشكل موضوعي مهني ووضع التصور المناسب لتعزير روح العمل والإنتاج والإبداع ومقت حياة الترف والدعة لدى أفراد المجتمع وصولاً لتحقيق حياة اجتماعية كريمة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
نقلا عن الجزيرة
وحوالي 805 مليون شخص يعانون سوء التغذيه فى العالم http://alphabeta.argaam.com/article/detail/96654
من يقود الجتمع ومن يوجه الجماهير ارجو ان لاتضع العربة قبل الحصان
مع نفسك
الى ما قبل الطفرة في الاولى اي قبل 40 عام فقط كان لا يوجد في قريتي الا اجنبي واحد هو طبيب الوحدة الصحية و زوجته اما بقية الاعمال في كل المهن بما فيها الحمالين فكانوا من ابناء القرية اما حيث اعيش في جدة في تلك الفترة وقبلها فكانت العمالة خليط من المواطنين والوافدين من دول مجاورة فلم نكن نسمع حتى بكوريا والفلبين كان سوق الخضار واللحوم بباب مكة كله سعوديين وكان فراشين اي عمال النظافة في دوائر الحكومة والمدارس من ابناء البادية خصوصا المحيطة بجدة وبالمناسبة اثنين منهما اصبحا من هوامير العقار. لا تنسى على سبيل المثال بدايات الرواجح والعليان و وزير البترول وغيرهم كثيرون لذا فالعمل الشريف ليس عيباً في اساس ثقافتنا انما للاسف مفهوم توزيع الثروة طبق بطريقة خاطئة ادت الى الركون الى الدعة وهنا اتمنى الاقتداء بتجربة سلطنة عمان في هذا المجال حيث تنفق ثروة البلاد على تطوير البنية الاساسية فلا توجد عندهم اي ازمات في هذا المجال فلن تجد مشكلة في الحصول على موعد في مستشفى او جامعة او ازدحام في المدارس او مدارس مستأجرة اما المواطن فلازم يعتمد على نفسه فوجدت ان عاملة النظافة في فندقي مواطنه وكذلك مضيفة المطعم و موظف الاستقبال والسائق والبائعين والمزارعين الخ.