ليس ثمة شيء أخطر على الإنجاز والعمل والسعي في طلب الرزق مثل الترف الاجتماعي. كتبت في السابق عدة مقالات عن الاستهلاك الترفي وأثره السلبي على الاقتصاد والمجتمع.
وقد وردني ردود فعل إيجابية توحي بأن معظمنا يمقت الترف لأنه يتعارض مع شرعنا ولأنه يفضي إلى الدعة والسكون والكسل والاعتمادية.
لا يحتاج المرء لكبير جهد ليلاحظ أن شعوب الخليج لا تملك الرغبة ولا القدرة لخدمة انفسها في الأمور الأساسية للحياة الكريمة.
فنحن في دول الخليج نعتمد كليا على الغير في أكلنا ومشربنا ومركبنا وصيانة اجهزتنا بل وفي معظم حاجاتنا الشخصية.
لنا أن نتصور مجتمع يعتمد على الآخر في بناء مسكنه، في صيانته، في صيانة ما يقتنيه من أجهزة، في غذائه وجني ثمار مزرعته، في رغيف الخبز الذي يأكله صباح مساء، في أكله وشربه، في ملبسه، حتى في حلاقة رأسه....الخ كيف نرضى لأنفسنا بأن ننتظر ما يخيطه الآخر لنا لنلبسه وما يزرعه لنجنيه وما يطبخه لنأكله وما يصنعه لنركبه وما يبنيه لنسكنه.
قد يقول قائل إن هناك شعوب متحضرة أيضا تعتمد على خدمة الغير اعتمادا شبيها بمجتمعنا.
الحقيقة قد يكون ذلك صحيحا بعض الشيء ولكن أعضاء تلك المجتمعات متفرغون لأعمال أكثر أهمية وأكثر قيمة في بناء الحياة الاجتماعية الكريمة فهم يبدعون هنا وهناك ويخترعون ويبحثون وينجزون.
أي أنهم تفرغو للدراسة والبحث والإبداع وخدمة البشرية.
أما نحن فلم نرض بالأعمال الخدمية أو ما نسميها بالوضيعة ولم نرق للأعمال المهنية والإبداعية. فلم نخدم أنفسنا ولم نساهم في خدمة البشرية. ورضينا بالدعة والسكون واكتفينا بانتظار ما يصنعه الآخر لنركبه وما يخيطه لنلبسه وما يزرعه لنأكله وما يبدعه لنستمتع به.
بل واستخدمنا منتجاتهم استخداما جائرا واستهلاكا ترفيا ليس من ديننا في شيء. ماهي مشكلتنا؟ في تقديري أن المعضلة تتعلق بالمفاهيم الاجتماعية بشكل عام. عظمنا الترف على حساب الإنجاز. قدمنا قيمة الثراء على قيمة االعمل.
أصبح المجتمع يبجل الثري والمترف أكثر من تقديره للعامل والمنجز والمبدع. أصلنا مفهوم الوظيفة بصيغة السعودة أوغيرها على حساب العمل. نبجل المترف ونزدري العامل المنتج. نقدم الغني على العالم.
نتباهى بالترف والعالم يتفاخر بالإبداع والإنجاز وخدمة البشرية. نتنافس في ضخامة المباني التجارية وارتفاعها وشكلها والعالم يبدع ويخدم البشرية من ورش عمل نشأت في كراجات السيارات!!!
نهتم بمزاين الإبل وسعة صحون الأكل ومظاهر الحفلات والأعراس وسياحة الترف بينما العالم يعكف على دراسات وبحوث لعلاج أمراض السكري والسرطان وفيروسات العصر القاتلة وما يمكن أن تقدمه التقنية للبشرية من خدمات.
هي بالفعل اختلاف في المفاهيم. يبدو أن معايير القيمه لدينا تختلف عنها في المجتمعات المتحضرة!!!
للحديث بقية إن شاء الله،،
نقلا عن الجزيرة
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
النقد والتنظير سهل ! ... السؤال ماهو العلاج وكيف الخلاص ؟! ... الخليج انعم الله عليهم بنعم عظيمه ولديهم فوائض أموال ضخمه تجعلهم يتبحبحون في النعمة ... وعدد السكان قليل جدا مقابل هذه الفوائض الضخمه من الأموال ... في الزمن القديم كان الناس في الخليج يعملون بكل المهن والحرف اليدويه وليس هناك اجانب يخدمونهم ! لانه ببساطه ليس هناك أموال تدفع للاجانب وتغريهم للقدوم الى هذه المناطق المقفره للعمل وطلب للرزق ! ... لتبسيط المسأله لو دخلت في مكان ووجدت سفرة عامره بما لذ وطاب من اكل وشرب .. هل ستتركها وتأكل خبزه جافه تغطها بالماء ؟! ... وعلى العكس لو كنت جائعا جدا ولم تجد الا خبزه جافه هل ستأكلها ام تقول لا سوف أبقى صائما لانه اكل لا احبه ؟! ... هذا المثال الأخير يلخص المسأله برمتها .
كلوا واشربوا ولا تسرفو هو الحل .. المقال رائع ويعكس الواقع
نبي الله ابراهيم طلب من الله ان يرزقنا من الطيبات والله سبحانه تعالى استجاب لطلبه الحمدلله ولكن الله أمرنا بالتمتع في الحياة من غير إسراف . وعلمنا بأن أحب الأكل هو الحلال ومن عمل اليد وان علينا ان نتقن العمل وان النظافه من الإيمان وحق الجار ورعاية اليتيم والمحتاج والوالدين وشتبي اكثر من من ذلك الى الحمد والشكر او ستزول النعمه لامحاله .