درسنا في كتب التاريخ حضارات شعوبٍ عديدة وحفظنا أسماء قادة نسيناهم مع الوقت.
وتجولنا في كتب الجغرافيا في مختلف البقاع والقارات ولطالما مرت على مسامعنا كلمات «خط الاستواء»، و«الخليج العربي»،و«أميركا أوروبا»، و«العالم الثالث والعالم المتحضر».
أتساءل إذا كان التاريخ يُقرأ ويُكتب بناءً على حقب مضت فلا يمكن ان يحرف ويبدل، فهل يعقل ان تتغير مواقع بلدانٍ على خريطة العالم؟ وعلى أي أساسٍ تحدد خطوط الجغرافيا وتُرسم الحدود؟ لطالما كانت النظرة العامة عن البلاد العربية أنها متراجعة وتفتقر إلى مقومات الحضارة والتطور.
وفي ظل كل هذه التساؤلات تفرض كلمة «دبي» ذاتها في الجغرافيا والتاريخ.
عندما ترشح إمارة عربية لاستضافة معرض «إكسبو 2020»، أعتقد أنها قطعت أشواطاً كبيرة في مسيرتها نحو العالمية.
فاستضافة دبي لهذا المعرض الدولي الذي يعتبر أضخم حدث عالمي تلتقي فيه ثقافات العالم وتجتمع إبداعاته،سيشكل أول ظهور له في منطقة شاسعة تضم الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
لماذا دبي؟ لأنها ذات موقع استراتيجي يمكن الوصول إليه عبر رحلاتٍ جوية مدتها أربع ساعات من ثلث دول العالم وثماني ساعات من ثلثي دول العالم.
لماذا دبي؟ لأنها تمتاز بقدرات كبيرة في مجالي البنى التحتية والنقل والإمداد، فمطاراتها متطورة ويحتل مطارها المرتبة الثالثة عالمياً لجهة عدد المسافرين، ففي 2012 وصل عدد المسافرين عبر مطاراتها إلى 58 مليون مسافر.
لماذا دبي؟ لأنها مجتمع أعمال عالمي، إذ يستضيف مركز دبي المالي العالمي مقرات لـ 18 من أبرز 25 مصرفاً عالمياً و6 من أهم 10 شركات المحاماة العالمية و6 من أكبر شركات التأمين في العالم.
لماذا دبي؟ لأنها وجهة عالمية رائدة للسياحة، فقد استقبل «دبي مول»، وهو أكبر مول في العالم، عام 2012 ما يزيد على 65 مليون زائر.
لماذا دبي؟ لأنها مجتمع آمن متعدد الثقافات وتعيش جميع فئاته بإلفة ووئام من دون أي خلافات.
لماذا دبي؟ لأن القيادة تدرك أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومع بقية بلدان العالم لدعم نمو الاقتصاد العالمي وتطور المجتمع الدولي، وستعمل على إبرام شراكات عالمية ذات مزايا طويلة الأمد.
لماذا دبي؟ لأنها بوابة إلى الأسواق الناشئة وتعد أضخم سوق لإعادة التصدير في العالم وتشغل أكثر من 9 موانئ بحرية.
لماذا دبي؟ لأنها مركز لأضخم المناسبات العالمية وتبلغ حصة دبي من قطاع المؤتمرات والمعارض 50 في المئة من سوق الشرق الأوسط البالغة قيمتها 1.3 بليون دولار.
لماذا دبي؟ لأنها منشئة أعلى برج وأطول شبكة مترو من دون سائق في العالم.
لماذا دبي؟ لأنها أثبتت بفضل قـــيادتها أنها قادرة على مواجهة الأزمات والمضي قدماً.
وهنا استشهد بقول لنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها».
مواقع البلدان تتغير على خريطة العالم وحدودها ترسم من خلال حكمة إنجازاتها.
ان صفة العالمية زينت دبي وفوزها بمعرض «إكسبو 2020» سيكون إضافةً لمنظمي المعرض وعدم فوزها لن يؤثر في ذلك الحلم الذي يعيشه الجميع في دبي فـ «حلم دبي» هو حلم الريادة والتفوق الدائم وتجربة «إكسبو 2020» هي تجربة يومية نختبرها على مدار السنة.
ان فازت دبي باستضافة معرض «إكسبو 2020» أو لم تفز ستبقى إمارة عربية بمعايير عالمية.
نقلا عن جريددة الحياة