عندما تتحدث مع أي شخص زار أو يعرف البرازيل فسوف تجده يتحدث عن شعب عاشق للحياة وللعب الساحرة المستديرة (كرة القدم) ففي كل شارع تمارس هذه اللعبة، في سنوات الركود الاقتصادي للبرازيل كانت أخبار الفريق القومي أهم بكثير من أخبار الدولة ورئيسها وذلك بسبب خيبات الأمل التي توالت على البلاد وفضائح الفساد برغم غنى البرازيل بالمواد الطبيعية من أهم المعادن والمسطحات الزراعية لأهم المحاصيل والمراعي الحيوانية بالإضافة امتلاك البرازيل لتنوع جغرافي أكسبها تنوعا مناخيا وكذلك دستورا سياسيا يضاهي الدستور الأمريكي ويكافئه بالحقوق ورغم ذلك لا تعد البرازيل أكثر من دولة نامية.
أمريكا اللاتينية في تاريخها السياسي كانت تدور بين تيارين الأول إقطاعي ويرى أنه الأكثر في الواقعية السياسية وأنه قادر على تحقيق الإصلاح الاقتصادي ولكن كل ذلك تحطم بعد الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالأرجنتين والمكسيك عام 1999 ميلادياً، هناك تيار آخر في أمريكا اللاتينية وهو عبارة عن تيار ثوري عقدة هذا التيار أنه يقاوم الفساد لكنه لا يستطيع علاج الفساد، هذا التيار منذ بداية الزمن الإقطاعي في أمريكا اللاتينية وبالتحديد منذ اتفاقية (منرو) في القرن التاسع عشر الميلادي، كان يتهم بأنه معارض يفتقد الواقعية والفكر التنموي حتى جاء حزب العمال (الحزب الحاكم الحالي) بقيادة الرئيس السابق (لولا) وخليفته الرئيسة الحالية (دلما روسف) ونجحوا في تغيير الصورة عن فكرهم وحزبهم.
الرئيس السابق عصامي وسبق أن عمل في وظائف متواضعة والرئيسة (دلما) شاركت في أعمال بطولية لحزبها وسبق أن سجنت، لكن برغم التاريخ المشرف لقادة الحزب والنجاح المتواصل إلا أن الحزب يعود ليصطدم مرة أخرى بمفهوم أنه لا يستطيع حل مشكلة الفساد، ضرائب الشعب البرازيلي تشكل 35% من الناتج المحلي و94% من الدخل الحكومي ومع ذلك يشتكي الشعب كثيراً من سوء الخدمات وبعض مظاهر الفساد.
هل ممكن أن تنهار البرازيل اقتصادياً، الجواب هو لا بالطبع، صحيح ان النمو الاقتصادي انخفض إلى 0.6% للربع الأول والتضخم وصل إلى 6.5% والبلاد دخلت حالة العجز التجاري وهناك اعتماد واضح على النمو المحلي برغم أن الاستهلاك لا يشكل أكثر من 19% إلا أن انخفاض الطلب العالمي هو السبب أكثر من تزايد الطلب المحلي للاستيراد وسوف تتجاوز ذلك البرازيل ببساطة فور تحسن الطلب العالمي والذي يتضح تحسنه بالتدريج نسبياً،البرازيل مهزومة واحد صفر لكن المباراة لم تنتهِ.
نقلا عن جريدة الرياض
مقال جميل جدا
يعطيك العافيه اخوي مازن ..