معضلة المصارف الإسلامية

28/03/2013 18
عبدالله الجعيثن

نعيش في عالم يديره غيرنا تقريباً، بما في ذلك المال الذي هو عصب الحياة، وبالتالي عمل القائمون على (المصارف الإسلامية) بتقليد نموذج العمل الغربي مع تغيير في الشكل فقط أما الجوهر فلم يتغير إلاّ للأسوأ إذ نجد - في أرض الواقع - أن التي تسمي نفسها (مصارف إسلامية) تحصل على فوائد أعلى من الأخرى وتكيف وسيلة الحصول بما تعتقد أنه يقارب تعاليم الدين، وهو تكييف شكلي فهدف المصارف واحد والنية معروفة (وإنما الأعمال بالنيات)..

وعطلت المصارف الإسلامية (المضاربة) وهي من أسس الاقتصاد الإسلامي، بل هي أهمها، و(المضاربة) تعني مشاركة البنك بالمال والمقترض بالعمل (مشاركة في الربح أو الخسارة) وهذا يقتضي أن يقوم البنك الإسلامي بدراسة المشاريع والمصانع والمشاركة في إدارتها ومتابعة سير العمل.. كما تعني الدخول في مشاريع تنفع الناس وتزيد العرض مثل بناء المساكن بشكل كبير وبيعها بربح معقول.. هذا يحقق أهداف الدين في نفع الناس وعمارة الأرض وبناء الاقتصاد.. أما مجرد الإقراض بواسطة (التورق) أو ( التأجير المنتهي بالتملَك) ونحو هذا من الصيغ المكيفة بنية الحصول على عائد شبه مضمون من الأموال فلا يختلف عن البنوك الأخرى إلا في الصورة لا الأصل (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم...).

إن الإسلام الحنيف لا يحمّل كل ما سمي به، وان معضلة المصارف الإسلامية تقليد المصارف الأخرى بطرق مختلفة وأكثر استغلالاً..