يبدو أن صحافتنا المحلية أصبحت مهووسة بعدم تخطّي الخطوط الحمراء، وعدم إغضاب الرقيب، بحيث إنها أصبحت تسمح بما هو دون ذلك، حتى ولو كان مدعاة للضحك، أو الاستهزاء، أو التهكم، وقبل أن أشرح ما أعنيه،اسمحوا لي أن أتطرق إلى موضوع يتعلق بالتحدي الذي تواجهه الصحافة الورقية بشكل عام، ومعها سلسلة المكتبات التي تتخصص ببيع الكتب.
سأبدأ بموضوع المكتبات، حيث كانت شركة Barnes الجزيرة Nobels، تفتخر بتسمية نفسها أكبر متجر كتب في العالم، وقد أفلست مؤخراً، ومثلها شركة Borders، وكلاهما أمريكيتان، واليوم أكبر شركتين بريطانيتين لبيع الكتب (Foyles و Water Stone) تصارعان للبقاء، كل ذلك بسبب المنافسة من المكتبات الإلكترونية.
ذات الوضع ينطبق على الصحافة الورقية، ومؤخراً بدأ عدد من الجرائد الورقية، بإلغاء نسختها الورقية، والاكتفاء بنسختها الإلكترونية، علّها تستطيع الاستمرار.
وهنا أنبّه أن جيلنا الذي ما زال يفضل الورق، هو جيل غير مؤثر، لأن جيل الشباب هو الأهم، وهم من يبحث عنهم المعلنون، وهم من يستخدم المواقع الإلكترونية، أكثر من استخدامهم للورق.
كل تلك المقدمة الطويلة هي لغرض العودة إلى صحافتنا المحلية، وتنبيه المسؤولين عنها، بأن أمامهم تحدٍ نابع من الثقافة الإلكترونية، مثلما هو الحال في كل العالم، ولكن أمام صحافتنا تحدٍ ثاني في المدى القصير، هو احتمالية فقدانها مصداقيتها، بسبب حرصها الشديد على مراعاة الرقيب، إلى درجة أنها أصبحت تتساهل تجاه أي قضية أخرى، طالما أنها لا تغضب الرقيب، وهنا سأستشهد بخبر ذكر في أكثر من صحيفة محلية، ويقول الخبر أن مدينة الطائف تكافح سرطان القولون بالسليق؟! وتفاصيل الخبر هو أن طبيباً ما؟! لم تفصح الجريدة عن اسمه، ذكر أن نسبة سرطان القولون في الطائف هو أقل من المعدل العالمي، وأوعز الطبيب ذلك إلى إكثار أهل الطائف من أكل السليق!!
هنا أتساءل: ألم يطلب المسؤول عن إجازة ذلك الخبر في الجريدة، وهم كثر في صحافتنا، من محرر ذلك الخبر أن يذهب بتقريره، قبل النشر، إلى وزارة الصحة، ويطلب التأكد من الخبر؟؟ أو أن يكون لدى الجريدة مستشار طبي لفلترة هذه الأخبار؟! هذا أقل ما تتطلبه المهنية الصحفية! وماذا لو أن أحد المراكز الطبية العالمية، التي تجهد،وهي تجري أبحاثاً لعلاج مرض السرطان، اتصلت بإحدى تلك الجرائد، أو بمطابخ السليق، للتعرف على قدرات،ومكونات وجبة السليق في علاج ذلك المرض، ماذا سيقال لهم؟!
يبدو وكما ذكرت في بداية المقال، إن من يعمل في قطاع صحافتنا المحلية أصبح مهووساً بالخطوط الحمراء،بحيث إنه لم يعد مهتماً بإيقاف تلك الأخبار المضحكة، والمبكية في ذات الوقت، طالما أنها لا تجذب انتباه الرقيب!! وبالتأكيد لا تغضبه!!
صحافتنا المحلية: انتبهوا لأنفسكم، فأنتم مهددون من العالم الإلكتروني، وفي ذات الوقت أنتم مهددون بفقدان مصداقيتكم، وقد يأتي يوم لا يبقى لقراء جرائدكم الورقية، إلا أصحاب مطابخ السليق!!
هي مفلسة اخلاقيا ومهنيا وعلميا ببساطة لأن القائمين عليها شلة من المنافيقن والأخويا
صحيح ولكن المسألة ما لها علاقة بالرقيب...المسألة تعود إلى ضعف المهنية و"رخص" الصحفيين. كما لا أتفق معك بخصوص الصحافة الورقية، بل ستبقى لسنوات طويلة.
عمرك شفت يا استاذ سليمان ديناصور معه آيباد ؟ بعض رؤساء التحرير عايش في محمية يخاف يطلع منها تصيده وحوش أخرى !
:))))
فعلا الاخبار اونلاين فعلا لم يعد لها مصداقية. فلا تعرف مصدر الخبر الأصلي ولا تعرف هل هناك تدليس وكذب متعمد ام لا. هذا ايطالي كتب كذبات في تويتر اصبحت بنشرات الأخبار الرسمية بتشيلي!http://www.alarabiya.net/articles/2013/01/06/258936.html
أستاذ سليمان,, في الصميم,, لكنك تجاهلت شيء استثنائي بصحافتنا فقط( ويمكن في صحف بعض دول الخليج) وهو التكسب من الموتى ومن حالات الشحاذه,, فأنت في بداية مقالتك تطرقت لما حصل او يحصل في مكتبات او صحف غربيه( وهي اللي لا تتكسب من حالات الموت او من حالات الشحاذه) لكن صحفنا موت أي شخصيه كبيرره ( سواء رسميه او كبير عائله او قبيله) كاف لجلب ارباح كبيره للصحف تعجز ان تحققه اي صحيفه مشابهه في دوله اوربيه او امريكيه,, لازالت بعض الصحف تحقق اكثر من 150 مليون ريال, انها صحف تمنو من موت فرد او من شحاذة فرد آخر