في الوقت الذي تقوم فيه سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بمعالجة ما يزيد عن 300 جواز سفر يوميا في سفارتها وقنصلياتها المتواجدة في المملكة وأيضا بالنظر إلى الاعداد التي تزور الولايات المتحدة الأمريكية خلال مواسم الإجازات، وأيضا عدد الطلاب السعوديين المبتعثين هناك والذين تجاوزوا 140 ألف مبتعث، حيث أسهم المبتعثون في إثارة فضول الأمريكيين والشعوب الأخرى التي تعاملوا معها خلال دراستهم في تلك الدول لمعرفة الحضارة والثقافة التي قدم منها هؤلاء الطلبة باختلاف طباعهم وعاداتهم, إلا أن المفاجأة كانت غريبة عندما اشتكى السفير الأمريكي تأخر إجراءات المواطنين الأمريكيين للحصول على تأشيرة سياحية لزيارة المملكة، حيث أشار إلى تزايد رغبة شريحة من الأمريكيين زيارة المملكة.
جاءت المفاجأة على جبهتين، المفاجأة الجميلة تزايد في رغبة الاستطلاع والتعرف على المملكة وزيارتها سياحيا وهذا رائع، والمفاجأة الثانية أن سفارات المملكة في أنحاء العالم لم تكن معتادة على استقبال طلبات السواح وخصوصا الذي يخططون لزيارة البلاد كسياحة عادية وليست في مواسم الزيارات الدينية، لذلك من المصلحة أن تتوسع دائرة التعاطي بين وزارة الخارجية وهيئة السياحة في دول العالم حتى لو توسع هذا التعاطي ليكون هناك ممثلون للهيئة في الدول التي يستقطب لفت انتباه زوارها وسياحها إلى البلاد حتى نتمكن من خلق فرصة في القطاع السياحي، فإن لم تستطع هيئة السياحة كبح جماح السعوديين عن المغادرة خارج البلاد في إجازاتهم فمن الأولى فتح الباب الآخر بمحاولة استقطاب سائحين من دول أخرى للتعرف على المملكة وأرجائها وطبيعتها المتنوعة.
يحتاج القطاع السياحي وهيئته إلى أن يكون أكثر عنفوانا وإقداما، ولماذا لا تتجه الهيئة للاستثمار المباشر في القطاع كخطوة أولية حتى يتحفز القطاع الخاص لتوسعة خارطة استثماره في السياحة المحلية؟ لأنه وكما يقال «رأس المال جبان» وحتى نخرج هذه الأموال من خنادقها لابد وأن يعزز هذا باستثمارات حكومية على أن تكون عبر صندوق حكومي خاص يدعم صناعة السياحة على غرار الصندوق الصناعي وغيرها من الصناديق الداعمة ليضمن المستثمر قدرة التمويل بشكل أكبر من ما يتاح في الاتفاقيات الحالية, فصناعة السياحة اليوم تحتاج العنفوان والإقدام لتنعش وتنتعش.
في تقرير سابق على قناة «سي إن إن» الإخبارية أشير فيه إلى تجاوز عدد زوار دبي العام الماضي زوار مدينة نيويورك وهذه سابقة للمدينة. وأعلنت حكومة دبي عن مشروع مدينة محمد بن راشد الضخم والذي يضم سوقا تجاريا يعد الأضخم عالميا وكذلك حديقة تتجاوز مساحتها حديقة «هايدبارك» الملكية في لندن وفنادق يتجاوز عددها 100 فندق جاء هذا المشروع في الوقت الذي أظهرت تقديرات حكومية صينية تنامي عدد السياح من الصينيين حيث كان عدد من غادر في إجازة خارج الصين في العام 2011م ما يزيد عن 18 مليون سائح، وتشير التقديرات إلى أنه في العام 2015م سيتجاوز عدد السياح من الصين كل سنة 100 مليون سائح يضافون إلى ما يزيد على 220 مليون مسافر جوا بشكل يومي حول العالم, هذا يدفعنا إلى البحث عن حصتنا من الكعكة السياحية العالمية، فالسياحة إحدى القنوات الاقتصادية المهمة وتلعب دورا في التنوع الاقتصادي.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
كلام جيد, ولكن قبل التفكير في استقطاب السياح المفترض تحسين البنيه التحتيه السياحيه لدينا والبيئه السياحيه ككل وكمثال بسيط جدا محطات البنزين على الطرق السريعه واستراحاتها ومطاعمها ودورات المياه فيها كل ذلك يعتبر حاليا طارد للسياحه ,فما الفائده انك تجلب سياح الى بيئه او مقومات سياحيه بدائيه .