عادة ما يرتبط مفهوم النشاط الاستخباراتي بعمليات التخريب، أو الإطاحة بالأنظمة، وكان هناك تعاون كبير في الماضي،بين الحكومات، وشركاتها الكبرى، أبرز مثال له إطاحة الاستخبارات الأمريكية، وبالتعاون مع شركات النفط،بنظام رئيس الوزراء الإيراني مصدق، في عام 1953م. وبالمناسبة بعد سقوط شاه إيران في عام 1979م،شعرت الاستخبارات الأمريكية بأنها لم تبذل جهداً كافياً للتعرف على الدور الاقتصادي الذي دعم الحوزات الدينية من خلال الخمس الذي يدفع كزكاة، لا تتدخل في امره الحكومة. وهو ما أعطى الحوزات الدينية استقلاليةً، ثم تمويلاً كبيراً. وذات التدخل حدث في تشيلي في عام 1972م، عندما أسقطت وكالة الاستخبارات الأمريكية نظام الرئيس الليندي، بالتعاون مع شركة ATالجزيرةT، والجيش التشيلي.
ولم يقتصر أمر الاستخبارات الاقتصادية على الدول التي لديها خلافات، فقبل سنوات أكتشفت الحكومة الفرنسية أن المخابرات الأمريكية قد وضعت أجهزة تصنّت في الدرجة الأولى، ودرجة رجال الأعمال، لتسجيل ما يقوله رجال الأعمال الفرنسيين، القادمين، أو المغادرين من أمريكا.
تذكرت تلك الحوادث لأننا غير معصومين، أو مجنّـبـيـن شرور تلك الاستخبارات الاقتصادية،خصوصاً بعد أحداث سبتمبر،حيث رغب العالم أن يعرف المزيد عن المملكة في كل مناحي حياتها، ومنها الجانب الاقتصادي.
قبل ست سنوات استقبلت باحثاً ألمانياً، جاء إلى المملكة للقيام ببحثه لدرجة الدكتوراه، حول أداء الأجهزة الحكومية، مع التركيز على دور وزارتي المالية، والتخطيط.
ومؤخراً استقبلت باحثاً أمريكياً من جامعة برينستون، وقد جاء إلى المملكة ليعد بحثاً لدرجة الدكتوراه، وموضوعه هو عن العوائل التجارية بالمملكة، وكلا الباحثين يجيدان اللغة العربية، وقد قاما بالكثير من البحث، تمهيداً لقدومهما.
أنا لا اتهم الباحثين بأنهما بالضرورة جاسوسيين، ولكن العلاقة بين الجامعات الغربية، والمؤسسات الأمنية،والاقتصادية الغربية وثيقة،بحيث تمول الحكومات،الجامعات للقيام بأبحاث مختلفة، ومنها التعرف على مختلف جوانب الحياة في الدول التي تهمها، أو التي تعتبر أن معلوماتها عنها قاصرة.
هل ذلك أمر جيد، أو سيئ لنا؟! الواقع أنه ليس مهماً إبداء رأي إيجابي أو سلبي، فهم قادمون في كل الحالات،لأننا أصبحنا جزءاً مهماً في حياتهم، وخير مثال على ذلك التقارير التي بدأت تكتب تباعاً، والتي تتحدث عن استهلاكنا الداخلي لثرواتنا النفطية، من خلال نظام الإعانات لوقود السيارات، وأسعار الكهرباء، والماء... إلخ،حيث إن العالم يعتبر الطاقة ثروة عالمية، حتى ولو كان جزءاً منها ملكاً خالصاً لنا، فهم غير راضين عن أسلوب إدارتنا لتلك الثروة.
أخيراً: هل استقبالي لأولئك الباحثين، وإجابتي لأسئلتهم يعد أمراً جيداً، أو مسيئاً للوطن؟! مرة أخرى أعتقد أنه من المهم معرفة ما يحدث حولنا، كما أن بحوثهم ستكون أكثر استقلالية، وعلمية، عما يمكن أن يقوم به باحث محلي، يراعي حساسيات كثيرة، هنا وهناك!!
أخي الكريم .... سليمان المنديل ..... مقال رائع .... يلقي الضوء على جانب مهم جداً .... ولكن هل نحن كأفراد بسطاء نستوعب ذلك ...!!!! شخصياً اعتقد أن الكثير من المؤسسات المالية والصناعية الكبرى مخترقة بمثل هذا النوع الاستخباراتي خاصة أن أغلب شركات ومكاتب المحاسبة الكبرى العاملة بالمملكة هي شركات أجنبية قد تخدم أجنده خفية ...!!!! وأعيد وأكرر ... قد تخدم أجندة خفية قد لا نعرفها ولا نستوعبها .... فخذ على سبيل المثال .... ( المجموعة السعودية ... الشركة التي أنت تديرها ... ) .... يراجع حساباتها مكتب ارنست أند ينغ ... وعلى الرغم من أن الشريك السعودي هو من يوقع تقرير المراجعة ... إلا أن إتاحة ملف المراجعة لبعض الشركاء بالشركة الأم ( أي خارج الحدود ) .... يعطي مثار شك حول موضوع هذا المقال .... على الرغم من وجود أخلاق مهنية يمتاز بها مراجعي الحسابات إلا أن الشك وارد بهذا الخصوص .... وقس على ذلك ... البنوك السعودية وبعض المنشأت الحكومية الحيوية ... فمراجع الحسابات مخول أن يطلع على محاظر اجتماعات مجلس الإدارة وتكشف له أسرار نتائج تلك الاجتماعات ... والتي أيضاً هي مثار شك وفقاً لمفهوم موضوع هذا المقال .... ومن ناحية أخرى .... اتمنى أنك قد طلبت من زائريك الاطلاع على نتائج ابحاثهم ... ... ومرة أخرى شكراً على هذا الموضوع الرائع
لسنا في معزل عن هذا التجسس الاقتصادي, فمثلما الغرب يحاول شتى الطرق بالتجسس على الصين وروسيا فمن الطبيعي ان يتجسس على دوله مثل السعوديه,, حتى لو التجسس لغرض معرفة المشاريع المستقبليه وأي من شركات الدول الغربيه قد تفوز بها ومحاولة التأثير على القرار لتوجيهه لشركة من هذه الدوله او تلك,, وقد سبق ان تدخل وزراء خارجية امريكا للتأثير على صفقة تلفونات واطائرات مدنيه
- فى رأيى أن إستقبالك للباحثين أمر جيد ولايسىء للوطن ، فأخذ المعلومه من خبازها أفضل من أن يتوه الباحث فى الإفتراضيات والتأويل والمفاهيم الخاطئه . معرفة الحقيقه أمر جيد للحكم على الأشياء ، بصرف النظر إن كانت سلبيه أو إيجابيه . فلم يضرنا إلا قاعدة " كل شىء تمام ياأفندم " . شكرا أستاذ على المقاله .
مكاتب الحاسبة الدولية الأربعة المعروفة تستحوذ على جل الأعمال ذات العلاقة في المملكة ووكالات التقييم الدولية (تقريبا اربع أيضا) تستحوذ على كلها. كلاهما يطلعون على جميع الأسرار المالية للدولة والقطاع الخاص. العيب ليس فيهم ولكن فينا - سواء سعوديين أو خليجيين أو عرب - لم نستطع خلال عقود تكوين مؤسسات تعني بهذين الأمرين و تحظي بثقة دولية مماثلة لهذه المكاتب. والأمر ينطبق ايضا على الاستشاريين. قديما كانت مؤسسة النقد تدقق من مكتب الراشد أما الان فيدققها أحد الأربعة؟
المملكة كانت ولازالت شريك استراتيجي لامريكا، استطاعت الولايات المتحدة أن تحاصر الاتحاد السوفيتي اقتصاديا بإبقاء أسعار البترول منخفضة في الثمانينات بالرغم من الحرب العراقية الايرانية وما تخللها من تفجير لناقلات البترول وتهديد بإغلاق مضيق هرومز. ولم يكن ذلك ليحدث إلا بمساعدة المملكة.
بشكل عام الاستخبارات هي لحماية المصالح سواء تنافسيه او بسط نفوذ واللذي لفت انتباهي في المقال الجزئيه : " إن العالم يعتبر الطاقة ثروة عالمية، حتى ولو كان جزءاً منها ملكاً خالصاً لنا، فهم غير راضين عن أسلوب إدارتنا لتلك الثروة." فهي تحتاج التوقف عندها والتأمل فهل هم محقين؟ وماهو الاسلوب الصحيح لادارة الثروه؟
نحن لسنا بمعزل عن ذلك وطبيعتنا الطيبه ربما يستغلها الاخرون فى تحقيق أهدافهم المشروعه والغير مشروعه
ما عندنا شي يتجسسون عليه جالسين يضيعون وقتهم و مالهم ولاكن الحذر واجب على كل مواطن مخلص يحب وطنه الإبلاغ عن اي شي يشك فيه .
يجب ألا يكون موضوع المقال لدينا فى ذيل الإهتمامات والانشغال فقط بالتحديات المتراكمة أمام الجهات المهتمة ،، فمثل تلك القضايا تمس سيادة الدولة !! تلك التحديات والأولويات لا تمنح تلك الجهات الفرصة لرصد مثل تلك التقارير والاستفادة منها إجتماعياً وعلمياً وإقتصاديا ً، قد يكون فى الكثير منها إنذار بمشكلة ما أو توضيحاً لظاهرة تؤثر على المجتمع الداخلي وعلى الآخرين خارجه ، فبعد أحداث 11 سبتمبر المشؤومه أصبح الإهتمام بالواقع المحلي جزء لا يتجزأ من مهام الاستخبارات الغربية عموماً والامريكية خصوصاً ، ولن تسمح تلك الدول بإعادة سيناريو مشابه مهما كانت التضحيات !! وجود جزئيات فى تلك النقارير تدرس جوانب لها علاقة غير مباشرة وتمس حياة وأمن ورخاء المواطن من المفترض أن يستفاد منه وأن يكون له الأولوية فى الدراسة ،، فالنقد من الخارج عادةً فى كل مكان له مصداقية وقبول أكثر خاصة من دول غربية لا زال الكثيرون يشعرون لها بالولاء !!
انشأت امريكا بقرار صريح ايام ريجان فرع للإستخبارات معني بالشئون الإقتصادية واعلنت الخبر وتناقلته وكالات الأنباء على مستوى العالم .... المهم هل هناك من يتابع بعض الجوانب التجارية لدينا وهل هناك دول تدعم هذا التوجه.... انا لا اشك ابدا في ذلك ولكن الذي اشك فيه وبقوة ان لدينا نحن اهتمام واضح بهذه الأمور من قبل اجهزتنا المعنية.
بالنسبة لنا لا يحتاجوا للتجسس علينا فالمبادلات الاستخباراتية تكفيهم وتكفينا ,,فتأكد تماماً ان مايجهلونه عنا يتم ارساله لهم عن طريق الاستخبارات السعودية وكذلك مانجهله عنهم يتم ارساله لنا عبر مبادلات استخباراتية متفق عليها مسبقاً وخصوصا انه ليس لدينا امور كبيرة تخفي عنهم او لدينا صناعات عسكرية ذات جدوى كبيرة او اختراعات صناعية تجارية كبيرة
ما صعب على الغربيين من الحصول عليه بالطرق التجسسيه العاديه قد يحصلونعليه من خلال(ميد) او ( مسبار) او (رويترز) او من فروع شركات ومكاتب ( استشاريه) بدبي او ببيروت) وبغيرهما من المدن