3 شركات تغنيك عن متابعة الأسواق العالمية !!!

23/10/2012 43
د. أحمد المزروعي

قد يكون في العنوان بعض المبالغة لكن بالفعل هناك 3 شركات عالمية تعكس بصدق أوضاع الاقتصاد العالمي والسبب يعود الى نوعية هذه الشركات وارتباطها الوثيق بالصناعة حول العالم..

هذه الشركات هي التي تزود معظم العالم بالمواد الخام الرئيسية التي تحتاجها من خامات المعادن الرئيسية  كخامات الحديد والنحاس والنيكل والألمونيوم والتيتانيوم والقصدير والفحم  وغيرها من الخامات...

عندما يكون هناك نمو بالاقتصاد العالمي تنمو مبيعات هذه الشركات الثلاث وأسعار منتجاتها وعندما يتباطأ الاقتصاد العالمي تنخفض المبيعات وهكذا .. ونظرا لحجمها الضخم والتنوع الكبير لمنتجاتها فإنها تمثل مرآة لاتكذب حول الطلب العالمي ومستويات النمو ... لذلك شخصيا اقوم بين فترة وأخرى بمتابعة هذه الشركات وأسعار أسهمها بالسوق وقراء أخبارها لألقاء نظرة شاملة على مايدور بالعالم..

شركة "بي أتش بي بيليتون" الاسترالية (BHP)
أكبر شركة مناجم بالعالم ... تمتلك مناجم مختلفة من الألمونيوم الى الحديد الى الفحم والنيكل والذهب والنحاس ، وعمر الشركة 130 سنة تقريبا ... مبيعاتها تصل الى 80 مليار دولار سنويا والقيمة السوقية لها 190 مليار دولار..
 

شركة "فالي" البرازيلية (VALE)
تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 90 مليار دولار وتنتج العديد من الخامات وخصوصا الحديد والنحاس والألمونيوم كما تمتلك وحدة للأسمدة الفوسفاتية والنتروجين. وتصل مبيعات الشركة لقرابة الـ 50 مليار دولار (تقريبا مثل سابك).

شركة "ريو تنتو" البريطانية (ٌRIO)
أعمالها تمتد حول العالم من استراليا الى امريكا الشمالية الى امريكا الجنوبية وجنوب افريقيا وبالاضافة الى خامات المعادن المختلفة تنتج الألمونيوم واذا تذكرون فهي الشركة التي كانت شريكا لـ "معادن" في مشروع الألمونيوم ثم انسحبت بعد الأزمة المالية العالمية وتم استبدالها بـ "الكوا" الأمريكية من قبل معادن.

مبيعاتها السنوية حوالي 55 مليار دولار وقيمتها السوقية حوالي 100 مليار دولار وعمرها حوالي 140 سنة..

 

يميل الكثيرون لمتابعة مؤشر الداو جونز واسعار النفط كمؤشر على أوضاع الاقتصاد العالمي وبالرغم من أنهما مؤشران ممتازان للمتابعة اليومية والآنية وعلى المدى القصير إلا أنهما غير مقبولين للفترات الأكثر طولا (عدة اشهر الى سنة)..

 فالداو جونز يعتمد على ربحية وكفاءة 30 شركة أمريكية كبيرة أكثر من اعتماده على وضع الاقتصاد العالمي حيث يضم شركات استهلاكية وتكنولوجية وخدماتية ودوائية لا تتأثر أرباحها كثيرا بأوضاع الاقتصاد العالمي مثل "ماكدونالدز" و "جونسون آند جونسون" و "بروكتر آند جامبل" و "وول مارت" و "آي بي ام" و "امريكان اكسبرس" و "فايزر" وغيرها...

لاحظ التشارت أدناه لمؤشر الداو الذي لايوحي أبدا بأن هناك أي مشكلة أو تباطوء بالاقتصاد العالمي :
 

أما النفط فإن أسعاره تخضع لرفع سقف الانتاج أو تخفيضه من قبل أوبك فضلا عن التوترات السياسية بالاضافة للطلب العالمي ... أي أن الطلب العالمي ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على أسعاره..

هناك مستثمرون وصناديق تحوط عالمية يستفيدون من مثل هذه الظاهرة عبر تبديل المراكز في هذه الشركات وأمثالها بشراء اسهمها عندما يكون هناك تفاؤلا بتطورات الاقتصاد العالمي وبيعها بالشورت عندما تزيد المخاوف حول الاقتصاد العالمي ولا يحتاج ذلك للكثير من الأبحاث والجهد على عكس الكثير من الشركات الأخرى التي تتأثر بالعديد من العوامل المحلية والخارجية والمنافسة وما الى ذلك..