هل ما يزال الذهب مخزن للثروة

26/11/2009 3
خالد الرويس

صعد سعر الذهب في الآونة الأخيرة لمستوى قياسي متجاوزاً 1160 دولار للأونصة بعد أن أدت المخاوف المتزايدة بشأن التضخم والغموض الاقتصادي العالمي لصعود سعره إلى هذه المستويات .الأمر الذي يدعو للقلق من أن أمراً ما سيحدث فهذا المعدن الأصفر لا يرتفع إلا في الأزمات الاقتصادية أو السياسية.

فلو رجعنا للتاريخ بحثاً عن القمم العليا والهابطة لأسعار الذهب لوجدنا انه قد بلغ ذروته في العام 1980 م والذي جاء كرد مفاجئ وقصير للاحتلال السوفيتي لأفغانستان ولقرار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب فيما يعرف بنهاية النظام المالي بريتون وودز ، بعدها دخل الذهب في فترة الثمانينيات والتسعينيات البيات الشتوي ولم يعد في دائرة اهتمام المستثمرين والمحللين الماليين.

وعاد الاهتمام بالمعدن الأصفر النفيس في العام 2002م بعد نهاية فقاعة شركات الانترنت وحلول فترات الضغط السياسي والمالي ( بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م ) وتأرجح أسواق المال. واتجهت أنظار المستثمرين والمحللين الماليين للذهب بشدة عندما تجاوز سعر الذهب منتصف عام 2007م بنسبة تقارب 33% عن أسعاره منتصف 2006م مما أدخل بعدها الذهب دائرة الاهتمام وعرف فيما بعد بالملاذ الأمن.

ومع حدوث الأزمة المالية العالمية الأخيرة أصبح الذهب هو فعلاً الملاذ الأمن للمستثمرين فالذهب ليس كسندات مالية تتدهور حين إفلاس المصدر للسند وليس كالأسهم له علاقة بفساد إدارة الشركة أو صعوبة التنبؤ بالأرباح المستقبلية، فعلى مر العصور احتفظ  الذهب بقوته الشرائية وبما ويوفره من حماية للانخفاض في قيمة النقود وخسائر صرف العملات فضلاً عن حماية الثروات من الصدمات السياسية والاقتصادية المفاجئة.

ولكن مع ارتفاع أسعار الذهب لهذه المستويات يبدو السؤال الأكثر إلحاحاً هو هل ستقدم البنوك المركزية للدول الأكثر تضرراً في الأزمة المالية لبيع جزء من احتياطياتها من الذهب للحصول على الأموال اللازمة لها مما يخل بقاعدة العرض والطلب ومن ثم الهبوط المفاجئ للذهب أم هل سيودى ارتفاع الذهب لهذه المستويات في زعزعت الدولار كعملة عالمية. ما نزال بانتظار ما تسفر عنه هذه الارتفاعات في المعدن النفيس مع أن ما من شي يرتفع قيمته بسرعة إلا سيهوي بشدة أكثر قاعدة أصبح كثير من صغار المستثمرين يدركونها جيداً.