الغاز الطبيعى ... نظره فنيه

30/08/2009 1
خالد أبو شادي

انخفضت اسعار الغاز الطبيعى كغيرها من السلع فى الفتره السابقه على اثر الهزة العنيفه التى تعرضت لها اقتصاديات العالم , فمنذ اوائل يوليو 2008 الى الشهر الجارى فقد الغاز ماقيمته 78% من قيمته السوقيه من اعلى سعر حققه خلال عام 2008 عند 13.60 تقريبا - ومن المعروف ان اعلى سعر وصل اليه الغاز الطبيعى على الاطلاق كان فى اواخر عام 2005 عندما اقترب من 16 دولارا.

والحقيقه فان هذا الانخفاض الذى تعرضت له اسعار الغاز الطبيعى ربما لايبتعد فى قيمته عن الانخفاض الذى تعرض له البترول والذى قارب 77.48% ويكمن الاختلاف فى الفارق الزمنى لهبوط الاسعار. حيث وصل البترول الى اقل سعر سريعا عند 33.15 فى منتصف يناير 2009 بينما وصل الغاز لاقل اسعاره فى شهرنا الجارى اغسطس 2009 وبالطبع فان ذلك يعكس اهميه البترول الاقتصاديه والسياسه فى آن معا وتفاعله الآنى والمتزامن مع الاحداث.

ورغم ان البترول قام بتصحيح سعرى ناهز 126% من اقل قيمه وصل لها خلال الشهور السبعه المنصرمه حين شارف 75 دولارا عند سعر 74.90 فى 25 من اغسطس2009 الجارى لكن تبقى حركات الغاز التصحيحيه لاعلى اقل حده واقصر عمرا ولم تتجاوز 40% فى احسن حالاتها وحقيقه فان اسعار السلع جلها عانت من تذبذبات واضحه عكست "عدم استقرار" نفسيه المستثمرين فى تلك السوق والتى ربما يبررها انعدام الثقه فى بدايات الانتعاش الجزئى التى باتت تلوح فى الافق هنا وهناك .

واذا نظرنا الى شارت الغاز الطبيعى فسنجده قد اخذ قناه سعريه هابطه وواضحه المعالم منذ اواخر يوليو2008 بعد ان خفت حده "الهبوط المظلى" خلال نفس الشهر –يوليو 2008- واستمر سير الغاز محصورا ومحددا اقامته داخل تلك القناه السعريه تسعه شهور كامله بعد ان فقد حوالى عشره دولارات خلال تلك الرحله ليدخل قناه سعريه اخرى ...لكن قناه عرضيه هابطه هذه المره ليتذبذب سعريا بين ثلاثه الى اربعه دولارات ونصف الدولار تقريبا. فنيا الغاز الطبيعى ما زال ضعيفا على الشارت ومازالت لديه مقاومات فى الطريق تعوق تحويل مساره الهابط الى صاعد واول هذه المقاومات هى الحد العلوى للقناه السعريه الحاليه التى يسير فيها والموضحه باللون الاحمر يليها منطقه 4.50 الهامه فنيا والتى يمثل تخطيها نقله نوعيه فى اتجاه اسعار الغاز الى مستويات اعلى جديده

 نحن مهيئون على الشارت للوصول الى اسعار اعلى من اسعار الايام الحاليه ان شاء الله ويبقى هذا التطلع الى مناطق سعريه اعلى قائما و لكن يبقى ايضا بالتوازى مع ذلك الضعف الكامن فى ترند الغاز الطبيعى حاجزا لهذا التطلع.. وباختصار يبقى حل اللغز فى الخروج من تلك القناه السعريه بحدها العلوى عند 4 دولارات والتى يؤكدها شارت الغاز الاسبوعى ايضا.