تحرك العملة الصينية يفشل في تحفيز السوق

27/06/2010 0
ساكسو بنك

شهدت أسعار السلع أسبوعاً مختلطاً ساعدها في مطلعه ارتفاع قيمة الرنمينبي الصيني، ولكنها ناضلت فيما بعد بينما تحولت الأنظار مجدداً إلى التعافي الاقتصادي العالمي الهش.

وقد أحاطت الشكوك بوتيرة التعافي الاقتصادي الأمريكي، فيما أظهرت مبيعات المنازل القائمة والجديدة أرقاماً أضعف كثيرا مما كان متوقعا في ظل البدء في إلغاء الحوافز الاقتصادية. وقد ترك مجلس الاحتياط الفيدرالي الأسعار الأساسية دون تغيير بينما كان التضخم يميل إلى الانخفاض، كما أعرب المجلس في الوقت نفسه وبطريقة غير مباشرة عن قلقه بشأن المشكلات المالية التي تشهدها أوروبا، وهو ما يبشر بقمة مثيرة للاهتمام لمجموعة العشرين في كندا خلال العطلة الأسبوعية المقبلة.

وتبين أن الأخبار المهمة الآتية من الصين- والتي تفيد بأن الدولة في طريقها نحو إنهاء ربط عملتها بالدولار الأمريكي، وهو الربط الذي مضى عليه عامان- مجرد أخبار لا إجراء فعلي، حيث لم يسفر الأسبوع الأول إلا عن تغيّر بنسبة 0.6 في المائة أمام الدولار الأمريكي. ويبدو أن هذا التحرك حلّ وسط بين استرضاء الحكومات الأجنبية وعدم تعكير صفو صناعة التصدير المحلية التي ستواجه منافسة زائدة مع ارتفاع سعر صرف الرنمينبي.

وحذر المراقب العام الصيني من إمكانية أن تؤدي مستويات الدين الحكومي المحلي إلى إخراج اقتصاد البلد عن مساره. وهذه هي المرة الأولى التي تفصح فيها الصين عن مستوى الدين الحكومي المحلي، بل إن البعض يمكن أن يكونوا في مواجهة متاعب أشد من اليونان. وهذا يعزز احتمال حدوث تباطؤ في الاقتصاد الصيني، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انكماش بعض الفقاعات التي تكوّنت وكبرت في الاقتصاد، ولا سيما في البنية التحتية والإنشاءات والإسكان.

وفي الوقت نفسه في أوروبا، عادت المخاوف بشأن الديون السيادية إلى صدر الصفحات الأولى مع اتساع الهامش بين سندات الحكومة الألمانية وسندات البرتغال وإيطاليا وأيرلندا واليونان وأسبانيا من جديد. وقد ارتفعت تكلفة تحوط ما قيمته مليون دولار من الدين السيادي اليوناني من خلال مقايضة العجز عن سداد قروض الائتمان أجل خمس سنوات إلى 500 112 دولار سنويا، وهو ما يدل على ارتفاع خطر العجز عن السداد.

نفدت القوة الدافعة لمؤشر جيفريز رويترز سي آر بي بعد أن بلغ علواً عند 267 نقطة يوم الإثنين عندما تداولت وسائل الإعلام أخبار الرنمينبي. أما الخاسر الرئيسي خلال الأسبوع فكان قطاع النفط بقيادة الغاز الطبيعي، في حين أن القطاع اللين، والذي يضم السكر والكاكاو والبنّ، أظهر مكاسب قوية وهو ما منع هذا المؤشر من أن يشهد مزيدا من الانخفاض. وأي تحرك دون مستوى 257 في مؤشر سي آر بي ينبغي أن يعيد قاع شهر مايو الماضي عند 247 إلى بؤرة التركيز.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية يوم الأربعاء أن أسواق النفط والغاز الطبيعي تبدو في حالة إمداد مفرط حتى عام 2015 مع توفر "طاقة احتياطية مريحة". وفي الوقت نفسه أظهرت بيانات التخزين الأسبوعية زيادة مفاجئة أخرى في المخزونات، مما يترك سوق النفط الخام معرضة للانخفاض.

اخترق عقد النفط تسليم شهر أغسطس المقاومة تحت مستوى 80 دولارا للبرميل مباشرة، وهو ما يمثل تصحيحا بنسبة 50 في المائة عن أسعار بيع التصفية التي تعود لمايو الماضي. وقد أدى اجتماع الزيادة في الإمدادات وقوة الدولار إلى إضعاف الدعم الأخير، مما أسفر عن انخفاض الأسعار.

وقد كاد أن يختفي المركز المضاربي الطويل في النفط الخام وسيط غرب تكساس في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مما يترك السوق في وضع محايد مؤقتا. ويمكن الحصول على الدعم عند مستوى 74.75 دولارا أمريكيا للبرميل يليه مستوى 71 دولارا أمريكيا للبرميل، في حين أن المقاومة هي المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند مستوى 77.15 دولارا أمريكيا للبرميل يعقبه مستوى 80 دولارا أمريكيا للبرميل.

سجل الذهب ارتفاعا قياسيا جديدا ليصل إلى مستوى 1265.30 دولارا أمريكيا للأوقية يوم الإثنين الماضي، وهو ما أدى بالتالي إلى نوبة أخرى من جني الأرباح. لقد تلاشى الدعم الآتي من الخوف من التضخم، ولكن أسعار الفائدة المنخفضة قياسيا والمخاوف المتعلقة بالديون السيادية ما زالت ماثلة وتواصل دعمها للأسعار.

وما زال إجمالي الأرصدة في صناديق الذهب المتداولة في البورصة فوق مستوى 2000 طن، بل وسجل ارتفاعا قياسيا جديدا خلال الأسبوع الماضي.

في ظل بقاء فكرة الملاذ الآمن، سوف يظل الذهب يجد مشترين جدد يريدون اللحاق بالركب. ولكن خطر حدوث تصحيح ازداد في ظل إثارة المزيد والمزيد من المستثمرين المحترفين المخاوف حول حركة الأسعار، وذلك خشية أن يتكرر بيع التصفية، الذي شهدناه في مايو، في مكان آخر فيجرّ معه الذهب إلى الانخفاض.

وسوف يواصل الذهب هذا الأسبوع متابعة وضعه المتذبذب وينبغي بالتالي أن يقتفي أثر التحركات التي تحدث في أسواق الأسهم وفي الدولار الأمريكي.

من منظور تقني، نجد أن الاتجاه الصعودي ثابت في محله وينبغي الحفاظ على المراكز الطويلة فوق مستوى 1195 دولارا أمريكيا للأوقية، والأهم من ذلك مستوى 1155 دولارا أمريكيا للأوقية.

الدعم على المدى القريب هو مستوى 1215 دولارا أمريكيا للأوقية في حين أن المقاومة هي مستوى 1268 دولارا أمريكيا للأوقية يليه مستوى 1300 دولارا أمريكيا للأوقية.

ومع اقترابنا من منتصف عام 2010، أرفق بهذا التقرير أداء مختلف السلع منذ بداية العام وحتى تاريخه. يخفي الانخفاض بنسبة 7.5 في المائة في مؤشر سي آر بي فوارق ضخمة في الأداء، ولكن بوجه عام نجد أن قطاعي الطاقة والحبوب شهدا معاناة كبيرة، في حين أن السلع اللينة (فيما عدا السكر) والمعادن الثمينة حققت أداء جيدا.

تقريبا، السلع اللينة والحبوب تأثر كلاهما بالدرجة الأولى بالأحوال الجوية في حين أن الطاقة والمعادن الثمينة جاء أداؤها هذا استجابةً للتطورات الاقتصادية العالمية.