منذ ثورانه يوم الأربعاء الماضي وللمرة الثانية خلال شهر، من تحت نهر ايجاف جالاجوكول (Eyjafjallajokull) المتجمد، تسبب البركان الإيسلاندي في تصاعد الدخان الرمادي لارتفاع يصل حتى11 كيلومترا في الغلاف الجوي أو مايزيد؛ ولأن دخان البركان يتكون من جزيئات صغيرة من بقايا الصخور والزجاج والرمال، بات ذلك محل خطر إذا دخلت هذه الجزيئات لمحركات الطائرات؛ حيث انّها كافية لتعطيل محركات الطيران وإيقافها، وهو الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على الملاحة الجوية وعلى الطائرات والمسافرين؛ ما استدعى الدول الأوربية إلى غلق أجوائها الجوية وفرض حظر للطيران.
وبحسب وكالة أكيو ويذر للأرصاد الجوية بأمريكا، فإن سُحب رماد بركان ايجاف جالاجوكول تتواجد في منطقة تتسم بضعف الرياح، وبالتالي من غير المرجح أن تنتقل هذه السحب لمكان بعيد في وقت قصير، كما يُتوقع أن تصبح السحب أكثر تركيزا يومي الثلاثاء والأربعاء مما يُشكل خطرا أكبر على الملاحة الجوية، وهو ما يهدد بتفاقم خسائر شركات الطيران.
وحتى وإن خمد البركان، يتوقع المختصون أن تبقى الأجواء غير آمنة للطيران حتى تصفو من جزيئات السحب الرمادية وقد يحتاج ذلك ليومين على الأقل.
وفي ظل هذه الظروف الطبيعية، وجدت شركات الطيران الأوربية والعالمية ايضا نفسها أمام هاجس الخسائر في وقت لم تتعاف فيه بعد من المعاناة جراء تبعات الأزمة المالية العالمية، حيث تعتبر هذه الإضطرابات الأسوأ من نوعها في قطاع النقل الجوي منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد قدرت إيايتا خسائر شركات الطيران بـ 250 مليون دولار يوميا، واشارت تقديرات المجلس الدولي للمطارات (ACI) إلى 136 مليون يورو خسائر المطارات الأوربية، كما قدّر محللون بأنّ خسائر قطاع السفر إجمالا (شركات الطيران والمطارات وغيرها) قد بلغت 1.5 مليار دولار وهي أرقام مرشحة للإرتفاع متى ما إستمر دخان البركان.
هذا وقد بدات بعض شركات الطيران مثل بروسيلز ايرلاين بطلب الدعم الحكومي كي تستمر في نشاطها، وإلى جانب ذلك فقد تأثرت حركة السياحة الأوروبية بشكل كبير جراء توقف حركة الطيران التى تسببت فى عرقلة تنقلات السائحين وإلغاء الحجوزات، حيث توقع خبراء السياحة ان تتكبد صناعة السياحة الأوروبية خسائر تصل قيمتها إلى مابين 1.5 و 2 مليار يورو.
ومازاد الطين بلة هو إستبعاد تغطية التأمين لجزء من خسائر شركات الطيران، حيث قالت عدد من شركات التأمين في أوربا انّ السياسات المعتادة في تأمين الطيران لا تغطي الخسائر الناجمة عن البراكين، ومايمكن أن تغطيه هو خسائر الطائرات التي تطير في دخان البركان، غير انّ ذلك لم يحدث ولم تطر طائرات في أجواء الدخان لأن الرحلات موقوفة في المطارات الأوربية.
هذا ويجدر بالذكر أنّ اسهم شركات الطيران الأوربية لم تكن هي الأخرى في منأً عن بركان إيسلندا، وتأثرت متراجعة بنسب متفاوتة كما يظهر في الشكل أدناه والذي يمثل نسب التراجع بحسب الإغلاق الأخير للأسواق الأوربية قبل عطلة نهاية الأسبوع.
وفيمايلي جدول يلخص التقديرات الأخيرة لخسائر بعض شركات الطيران والتي تم الإفصاح عنها، في حين لم يتم الإفصاح عن خسائر الكثير من شركات الطيران الأوربية والغير أوربية، ذلك انّ الرحلات لاتزال متوقفة وبالتالي فالأرقام تقديرات ليست بدقيقة ومرشحة للإرتفاع.
هذا وبعد خطط إنقاذ البنوك بسبب الأزمة المالية العالمية، بات مسؤولون أوربيون يفكرون في خطط لإنقاذ شركات الطيران من "أزمة ايجاف-جالاجوكول".
ربما المقصود خسائر غير محققة! اذا كانت كذلك فلن يكون هناك ازمة
راااائع جدا ومفيد هذا التقرير شكرا للاخت هدى
شكرا للاخت هدى