أخي القارئ العزيز : تجد نفسك عندما تذهب إلى مطعم، هذا المطعم لأول مرة تذهب إليه، فإنك حتماً ستصدر حكماً نهائياً على هذا المطعم عند مغادرتك له، وقد تصدر الحكم وأنت بداخله، فإما أن تقول إن هذا المطعم سيئ للغاية،( وتوبة أرجع له مرة ثانية ) أو ستقول هذا المطعم رائع وسأكرر الزيارة له.
أنا لا أعتقد أن الشريحة الكبرى ستكتفي بإصدار الحكم لنفسها، بل سيذهب بها الأمر لترويج الحكم للآخرين،فتجده صاحبنا يقول لأهله - لإخوته - لأصدقائه - لزملائه في العمل – لجارهـ ( يافيه مطعم رووووووعة لايفووووتك ) أو على النقيض من ذلك ( فيه مطعم تعبااااااان ). كما أنني أجزم أن الغالبية من هؤلاء يصل بهم الأمر إلى مقاومة أحكامهم، فعندما يمتدح أحداً أمامه ذلك المطعم وهو يراه غير ذلك فستجده يقاوم ويعطي المبررات، والعكس كذلك لو خرج بإنطباع رائع عن المطعم، ويأتي من يقدح في ذلك المطعم فإنه سيعمل على إقناعه بأن المطعم رائع. لماذا أقول ذلك ؟ نحن في المجتمع العربي وبخاصة السعودي ( سمعيون ) نحكم على الآخرين أفراداً كانوا أومنشآت بمجرد سماعنا عنهم ؟ أسألك أيها القارئ العزيز: عندما تقرأ إعلانا لمطعم في صحيفة معينة، وأنت بجانب زميل لك في العمل ثم قال لك ( لا يهمك ) ( اتركه عنك ) يا أخي ذهبت له مرة جلست ساعة وأنا أنتظر الوجبة. أو قال لك طهيهم سيئ ( وما فيه طعم ). أو رأيت النظافة عندهم منعدمة ( وسخين ) أو غير ذلك؟ أسألك هل ستذهب للتحقق أم ستقول سأجرب أم ستصرف النظر عن هذا المطعم ولن تذهب إليه ؟ أعتقد أن الخيار المطروح أمامك هو الأخير. هذا المطعم لم يحرص على أن يترك إنطباعاً جيداً لعملائه فخسر رجوع العميل له مرة أخرى، وخسر أناساً كانوا سيكونون عملاءاً له لولا هذا العميل الذي خرج بانطباع سيئ. الشأن ينطبق على مؤسساتنا المالية والعقارية والصناعية والاتصالات وجميع القطاعات، إذا خرج العميل من مؤسستك المالية بإنطباع سيئ بأنكم أصحاب ( لف ودوران ) أو مماطلة فالخسارة عليكم، خسرتموه هو، وخسرتم كل من له احتكاك بذلك العميل. لذا ينبغي على الإدارات العليا في المنشآت أيّاً كانت وبمؤازرة فريق التسويق لديها وضع استراتيجية وخطة عمل واضحة المعالم لجميع ( أقول لجميع ) منسوبي المنشأة من شأنها تثبيت صورة رائعة للعملاء. واستراتيجية الانطباع يجب أن تطول حتى المنشآت ذات الشراكات، فمثلاً قد يترك العميل بنكاً بسبب تعامل مشين من قبل رجل أمن الذي ينتمي أصلاً لشركة أخرى. لذا فإن رسم إنطباع رائع ومميز لدى العملاء الكرام من أهم عناصر العملية التسويقية الحديثة. والأهم من هذا كله العمل على استمرارية الصورة الرائعة والتي ثبتت في أذهان العملاء. أنا سجلت وتشرفت أن أكون كاتباً في أرقام بسبب صديق عزيز علي خرج بانطباع رائع عن هذا الموقع ومصداقيته.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
أشكرك أخوي داود على هذا المقال لاحظت أن أكثر الناس اذا اراد شراء سلعة ما فإنه يسأل زملاءه عن هذه السلعة و مميزاتها و بناء على ذلك يقرر الشراء أم لا؟ و تأثير رأي الناس على المشتري أقوى من تأثير الاعلانات
أشكرك أخي محمد الفيصل على تفاعلك المميز. وما ذكرته صحيح وهو في التسويق ما نسميه العنصر المؤثر الذي ينبغي التركيز عليه
انا ايضا لدي صديق نصحني بمتابعة مقالاتك الرائعة فعلا فوضعتك ضمن قائمة الكتاب اللذين اتابعهم ... تعجبني طريقة عرضك للموضوع وبساطتها وسلاستها اعتقد ان ادارات شركاتنا لا تزال تعمل بالاسلوب القديم إلا من رحم ربي ويعتقدون ان العميل هو في حاجتهم وليسوا هم في حاجته، لذلك تجد قلة الشركات التي هي ناجحه مثلا في قطاع الاتصالات عندك موبايلي تحترم عملائها بعكس الاتصالات في مجال الغذاء لاحظ كيف المراعي تهتم باحتياجات عملاءها بعكس نادك، في مجال القرطاسية والمكتبات شوف جرير كيف توفر احتياجات عملاءها مقارنة بالعبيكان والمكتبة والامثله كثيره على هذا
اخى العزيز / داوود اتفق معك كثيرا فى عرضك ولكن فى دراسات السلوك الانسانى فى المنظمات.... يعتبروا ان من اكثر الاخطاء الادراكية وقوعا ( الانطباع الاول ).... نظرا لان الانسان اذا حكم على الامر من انطباعه الاول وبالتالى لا يتغير الحكم على الامر من هذا الانطباع ... فالاحتمال الاكبر ان يكون الانطباع الاول خطأ...والحكم على الامور تصبح خطأ...!!! اكرر شكرى على المقال الممتع ... وللجميع تحياتى د. جمال شحات
أفلاطون الأسهم ... أشكر لي صديقك الذي شرفني بك متمنياً أن أقدم لك ولأعزائي القراء ما ينفعهم د. جمال الواقع يناقض المفترض فالواجب على كل أحد أن لايحكم بمجرد السماع من آخر ... هذه ثقافة مجتمع
اشكرك اخي داود على هذا المقال الجميل .. والذي يوصلنا إلى أن من اهم اسباب التسويق.. أنك كيف تترك الإنطباع الجيد لدى المستفيد.. كذلك التسويق بالعين .. واقصد بذلك نظافة المكان وترتيبة واخراجه بصوره حسنة تقبلها العين يؤدي لترك انطباع جيد لدى الناس وبعد ذلك يقومون بالتسويق الفعال لدى مجتمعاتهم الصغيرة ...وهذا النوع من التسويق فعال جداً محبك
الاخ داوود اعتقد انك اغفلت السعر السعر هو اهم شى فلو كانت خدماتك سيئه ولكن السعر ارخص من غيرك فانك لن تخسر العميل او اتك تتعامل وفق الشريعه الاسلاميه وغير لايمتلك هذه الميزه وجزاك الله كل خير
ابو ناصر أبادلك المحبة ... صحيح كلامك ... فنظافة المكان وحسن الاستقبال من أكثر العوامل المؤثرة في الانطباع الأولي الأخ فهد السعر من الأشياء التي تترك انطباعا لدى العميل العزيز ولأهميته فسأتناوله عندما اتحدث عن المزيج التسويقي