تعد الطاقة النووية إحدى مصادر توليد الطاقة الكهربائية في العالم لأنها طاقة لا تنضب «لا تنتهي» ورخيصة التكلفة في المدى البعيد، لكنها خطيرة إذا لم تتخذ الدول الإجراءات الأمنية الكافية التي تحد من تسرب الإشعاعات النووية إلى البيئة ما يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان والحيوان والنبات والمياه، يمتص جسم الإنسان التسربات الإشعاعية النووية مباشرة ما يؤدي إلى إصابته بمختلف أنواع أمراض السرطان. كذلك تمتص الحيوانات والنبات والمياه هذه الإشعاعات التي تصل إلى الإنسان عندما يعتمد عليها في غذائه وشربه.
تنقل الرياح الإشعاعات من مصدرها إلى ما حولها وبعيداً عنها من بيئة ومخلوقات، وتشير المعلومات إلى أن الطاقة النووية تساهم بنسبة بلغت حوالي 10 % في إنتاج الطاقة الكهربائية بالعالم ما ساهم في خفض انبعاث الكربون، وتعمل الكثير من الغواصات على الطاقة النووية ما يشير إلى رخصها في الأجل البعيد، لكنها تهدد الحياة البحرية بالنفايات النووية، فقد منعت الكثير من دول العالم الغواصات النووية من زيارة موانئها، وذلك لخطورتها.
لقد تباين المختصون في الطاقة النووية حول تكلفتها، فمنهم من يعتقد أنها عالية التكلفة من حيث إنشاء المفاعلات النووية والأمن والسلامة بينما آخرون ينظرون لها في المدى البعيد على أنها قليلة التكلفة، الطاقة الكهربائية الناتجة من الطاقة النووية أقل تكلفة من الطاقة الكهربائية النفطية في المدى البعيد لأن الوقود النووي رخيص، لكنها أخطر من حيث الأضرار الإشعاعية، لذلك أصبح الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الحصول على الطاقة الكهربائية مصدر خطر حقيقي على البيئة والإنسان والهواء والماء والحيوان والنبات، ولنا عبرة في انفجار المحطة النووية اليابانية المتأثرة بالزلزال في فوكوشياما والذي أحدث التسونامي الكبير في مقاطعة سنداي، وأيضاً نستعيد الذاكرة إلى ما حدث لمفاعل جزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في السبعينات الميلادية من القرن الماضي، حيث تسرب الإشعاع بنسبة عالية ما ألحق الضرر الكبير بالبيئة المحيطة والبعيدة نسبياً عن المفاعل وبالتالي تأثر الانسان منه.
ولا تزال تبعات كارثة مفاعل تشيرنوبل جلية ومؤثرة في تشيرنوبل والمناطق البعيدة عنها بالرغم من حدوثها قبل حوالي أربعة عقود، حيث تعاني نسبة عالية من المقيمين في المناطق القريبة والبعيدة نسبياً من موقع المفاعل المدمر نتيجة تسرب الوقود النووي.. وتتزايد الحاجة للطاقة النووية كل سنة لأن الطاقة النفطية ستنضب في منظور قريب، ونرى اليوم الارتفاع لسعر برميل النفط.
في حال تبني المملكة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، فإنه من المؤكد أننا بحاجة للضوابط الاحترازية الأمنية التي تحد من الإشعاع النووي في بيئة صحراوية مفتوحة تسهل انتشار الاشعاع بسرعة وقوة، بلا شك سنحتاج لتوليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية، بل نحتاجها في مجال الصحة والمياه والبحوث العلمية السلمية .
نقلا عن اليوم