ارتفعت السوق السعودية خلال فبراير الحالي بنسبة 7.5 % بارتفاع قدره 850 نقطة، حيث ارتدت من 11,770 إلى مستويات 12,620 نقطة، وتعد المستويات الحالية مستويات مقاومة حيث تمثل 161 % فيبوناتشي، كما أنها تمثل منطقة مقاومة للاتجاه الصاعد المكسور، ولا شك أن السوق بعد وصولها إلى هذه المستويات تحتاج إلى تهدئة وعمليات جني أرباح مع بقاء 12,300 منطقة دعم مهمة خلال الفترة الحالية، كما أن فترة الإعلانات عن نتائج الشركات لا تزال تلقي بظلالها على تحركات السوق، خاصة مع انتظار إعلان شركة أرامكو وسابك عن نتائجهما عن العام الماضي، اللتين سيكون لهما دور في حركة السوق، وذلك بعد انتهاء القطاع المصرفي من الإعلان عن نتائجه عن العام الماضي 2023، الذي استطاع فيه القطاع تحقيق أرباح بنحو 70 مليار ريال، محققا زيادة بنسبة 12 % مقارنة بالعام الذي سبقه 2022.
كذلك تظهر على مؤشرات الأسواق الأمريكية - داو جونز ومؤشر إس آند بي 500 - بعض علامات الضعف والحاجة إلى عمليات جني أرباح وتهدئة للمؤشرات المتضخمة بعد وصولها إلى حالة التشبع الشرائي، بعد صعودها بشكل كبير وتحقيقها قمما تاريخية جديدة، استطاع خلالها "داو جونز" الاقتراب من مستوى 39 ألفا بفارق لا يتجاوز 70 نقطة، بينما استطاع "إس آند بي 500" الاقتراب من مستوى 5050 نقطة بفارق نقطتين، وتعد هذه الأرقام والمستويات تاريخية، حيث وصل إليها كلا المؤشرين للمرة الأولى في تاريخهما، ومن ناحية الدعم الحالي تعد منطقة 38,200 نقطة دعما للداو جونز تليها منطقة 38 ألفا، بينما تعد منطقة 5000 نقطة دعما لمؤشر إس آند بي 500 تليها منطقة 4920 نقطة، وأي كسر لمناطق الدعم الثانية قد يعني مزيدا من جني الأرباح وربما الدخول في حالة تصحيح، ما ستكون له تبعاته وآثاره في عموم الأسواق المالية.
من جهة أخرى لا تزال أسعار النفط لخام برنت تتداول أعلى من 80 دولارا للبرميل وتحافظ على دعمها عند 79 دولارا، ما يعني بقاء تجاوز النفط مستوى 84 لا يزال قائما، حيث تعد منطقة 84 مقاومة حالية تراجعت منها الأسعار سابقا إلى 76.66 دولار، لكن صعود النفط الأخير اتسم ببعض الزخم حيث وصل سعر خام برنت إلى 83.66 ثم تراجع بعدها إلى 82 دولارا، ولا يزال الزخم الصاعد موجودا طالما حافظت الأسعار على منطقة دعمها أعلى من 79 دولارا.
من جانب آخر يتداول المعدن الأصفر - الذهب - قريبا من مستويات 2030 دولارا للأونصة، محاولا تجاوز هذه المنطقة التي تعد مقاومة قوية حيث تمثل متوسط الأسعار لـ50 يوما، لكنه حتى الآن لم يستطع تجاوزها، ولا تزال الأسعار باتجاه هابط على المدى القصير، حيث دخل الذهب في عمليات تصحيح بعد تحقيقه قمة تاريخية جديدة خلال ديسمبر الماضي عند 2150 دولارا، وقد شهدت الأسعار ارتدادا من 1980 التي تعد منطقة دعم حيث تمثل 50 % فيبوناتشي ما يعادل نصف المسافة التي صعدت فيها الأسعار بنسبة 18 % من 1800 إلى 2150 دولارا منذ أكتوبر الماضي من 2023 ولا تزال أسعار الذهب باتجاه صاعد على المستوى الطويل، ما يعني أن الذهب مرشح لقمة جديدة أخرى، طالما كان يحافظ على اتجاهه الصاعد، والله أعلم بالصواب.
نقلا عن الاقتصادية