ليس عدلاً

07/11/2023 0
علي المزيد

منذ أن وعيت على الدنيا والقيادة السعودية تسعى لخلق حالة من الرفاه لشعبها وهذا نلمسه من خلال المشاريع المتعددة سواء في التعليم أو الصحة أو البنية التحتية من طرق وصرف صحي وغيرهما، وللأمانة هذه المشاريع تُرصد لها مليارات الريالات وتنفذ فعلاً عبر جهات حكومية كل فيما يخصه، هذا خلاف صناديق التنمية التي سعت لخلق مشاركة مع القطاع الخاص لخلق اقتصاد قوي عبر إقراضه ليكون شريكاً في التنمية مثل الصندوق الصناعي الذي خلق قطاعاً صناعياً قوياً في السعودية، والصندوق الزراعي والصندوق العقاري وغيرها من الصناديق التي بعضها يقرض للزواج وترميم المنزل، مع استحداث صناديق جديدة مثل صندوق التنمية الثقافي وصندوق البنية التحتية وبإجمالي صناديق بلغت 12 صندوقاً جُمعت كلها تحت مظلة واحدة سُميت صندوق التنمية الوطني، وهذا تم بقيادة عراب الرؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك لتوحيد الجهود والسيطرة على الصرف منعاً للهدر، ناهيك عن الضمان الاجتماعي الذي يساعد المحتاجين، مشكلتنا تكمن في الجهات المشرفة على المشاريع التي كانت لا تؤدي دورها المطلوب كما يجب، عليَّ ألا أُسهب في هذا الموضوع وأقلب الصفحة باعتباره من الماضي.

وسأتحدث عن هذه الأمطار التي تفضح مشاريع الطرق من جدة إلى الرياض إلى مدن المنطقة الشرقية، ولن أبحث لمن تتبع صيانة هذه الطرق هل هي لأمانات المناطق أم لوزارة النقل؟، على أي حال الصيانة للطرق داخل المدن تتبع لأمانات المناطق، وأمانات المناطق تبذل جهداً تشكر عليه في مراقبة المطاعم والكافيهات والمحال التجارية وتفرض غرامات على المخالفين، وهذا من صالحنا نحن المجتمع السعودي للرقي بالخدمة المقدمة، لدرجة أنها أسندت موضوع الرقابة لشركة إجادة، ويبقى السؤال: لماذا لا تجتهد الأمانات في حل مشكلة السيول؟ مثل اجتهادها في فرض الغرامات ليتحقق العدل، أم أن الغرامات مصدر دخل للأمانات بينما حل أزمة السيول مصدر إنفاق غير مرغوب فيه، ألم أقل لكم إن هذا ليس عدلاً؟!!!!!!!!!

لماذا ليس عدلاً؟؟ لأن مثل هذه السيول تكلف اقتصادنا مبالغ طائلة عبر الإضرار بالمركبات والمباني والأنفس لا سمح الله، هذا مع تعطل الأعمال وعدم وصول العاملين إلى أماكن عملهم، وذلك لأن الطرق تغلق بسبب المطر مما يهدر ساعات عمل طويلة تلحق الأذى باقتصادنا وهو ما لا نريده، وبدلاً من أن نعيش المشكلة سنوياً ومع كل نقطة مطر دعونا نصلح أوضاعنا حتى وإن كلفنا ذلك كثيراً في بادئ الأمر، فهذا أفضل من أن نعيش المشكلة كل عام مطير، وحتى أكون منصفاً فإن بعض الأمانات تقوم بصيانة قنوات السيول قبل كل شتاء وتستعد بجعل الصهاريج جاهزة لنزح المطر من الطرق والأنفاق وهذا جهد يذكر فيشكر، ولكننا نريد حلاً جذرياً للمشكلة ونحن قادرون على ذلك ولكننا نريد العزم والإرادة من الجهات المسؤولة. ودمتم.

 

 

 

نقلا عن الشرق الأوسط