أتعبتنا يا أمير

04/09/2023 4
علي المزيد

من الصعب تتبع كل مشاريع السعودية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حتى وأنا أركز على المبادرات الاقتصادية تعبت من تتبعها، فكلما أُطلقت مبادرة وبدأنا نلتقط الأنفاس بعد تتبعها، إذا بمبادرة جديدة تُطلق ونحن نلهث في تتبعها مرة أخرى، ولعلّ آخر المبادرات، إن لم يطلق سموه مبادرة أخرى قبل نشر هذا المقال، كانت مبادرة «المناطق اللوجيستية» على مساحة 100 مليون متر مربع، وتساوي 100 ألف كيلومترمربع، وتمثل نحو 5 في المائة من مساحة السعودية، وهذا يعني أنها قدر مساحة لبنان العزيز عشر مرات، موزعة على 59 مركزاً، تشمل جميع مناطق السعودية، وإذا كنا بدأنا متأخرين للأسف فإنه ينطبق علينا المثل الحجازي الذي يقول «جاء يطل وسبق الكل»، لأنني أتوقع أن نصبح مركزاً لوجيستياً مهماً؛ لأننا نطل على البحر الأحمر والخليج العربي. ثانياً، لأن السعودية تربط بين ثلاث قارات. ثالثاً، القوة التي سننطلق منها مما يجعل السعودية مركزاً لوجيستياً يختاره المصدرون. رابعاً، أتوقع أن تتعدد خدمات هذه المراكز بحيث تشمل خدمات غير متوفرة في المراكز اللوجيستية الإقليمية.

وإذا كنا في السابق غير مبالين بقدرتنا، وغير مقدرين لموقعنا، ومتأخرين عن الاستفادة من جميع مميزاتنا، وإذا أردنا تلطيف الموضوع، فدعنا نقول إننا نسير سيراً سلحفائياً، ولكن مع مبادرات سمو ولي العهد السعودي بدأت مبادراته تنطلق صاروخياً وهو ما أتعبنا، بوصفنا صحفيين، في تتبعها، ومما يؤكد عزم السعودية على خلق مناطق لوجيستية مختلفة ومتطورة، ترؤس ولي العهد السعودي اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجيستية. الآن أطلق سموه هذه المبادرة وبقي التنفيذ، وأنا على يقين أن معالي المهندس صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجيستية وفريق عمله سيبذلون قصارى جهدهم وسيواصلون الليل بالنهار كما عودونا لتصبح هذه المراكز حقيقة واقعة، لا سيما أنه لا ينقصهم الدعم، وإذا كانت الخطة قد حددت 2030 ميلادية لإتمامها، فإنني أتوقع مع عزيمة المنفذين والدعم اللامحدود من القيادة أن نرى معظمها قبل هذا التاريخ.

مثل هذه المراكز اللوجيستية تولد وظائف منظورة ووظائف غير منظورة لأبناء وبنات المجتمع يفوق عددها ما توقعه المخططون، وستكون هذه المراكز اللوجيستية مصدر حياة للمناطق التي تنشأ فيها، فمن التفريغ إلى التخزين إلى التغليف، ثم إلى التوزيع والنقل وغير ذلك من الخدمات التي تقدمها المراكز اللوجيستية، ستُخلق وظائف غير منظورة يصعب حصرها، كما ستُخلق وظائف للطلبة بالنظام الجزئي لا حصر لها، لا سيما أن بعض هذه الوظائف لا يحتاج إلى تدريب طويل المدة، ناهيك عن الوظائف الدائمة التي توفرها مثل هذه المناطق، وقد استعدّت السعودية مبكراً لجعل هذه المناطق تؤدي عملها على أكمل وجه، وذلك عبر تطوير موانئها أولاً، ثم بتحديد حد أقصى للتفريغ لا يتجاوز الساعتين، كل ذلك يجعلنا متفائلين بالنجاح، لا سيما وأسباب النجاح متوفرة.

وفي الختام نقول، لقد أتعبتنا يا أمير بتتبع مبادراتك، ولكن استمر في إطلاق المبادرات وسنسير خلفك حتى وإن كنا نلهث لأن هدفنا بناء الوطن... ودمتم.

 

 

 

نقلا عن الشرق الأوسط