الأطراف

28/02/2023 0
علي المزيد

احتفلنا، الأربعاء الماضي، بيوم تأسيس الدولة السعودية التي امتد عمرها لثلاثة قرون، نحن الآن نعيش في عصر الدولة السعودية الثالثة، وفي رؤية جديدة للوطن، وقد انتقدنا البعض لأننا نركز على تطوير المدن الحضرية الكبرى، ووفق ما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن خيار تطوير مدينة الرياض مثلاً لأن بنيتها التحتية قد أنجز منها الكثير، وسينجز الباقي، ولأنها مدينة ستعج بالفرص، وتركز انتقاد أولئك بأن السعودية بلد واسع وحواضره قليلة بحكم أنها صحراء، وتفريغ الحواضر يُعد من المخاطر الأمنية، كما أن تجميع الناس في مدن كبرى يساعد على تفشي الجريمة بجميع أشكالها، وكل ما صغرت الحواضر خفّت الجريمة، لأن الناس تعرف بعضها وتستحي من بعض فتتقلص الجريمة، وإذا حيّدنا الفوائد الاجتماعية الناتجة عن المدن الصغرى، فإن هناك فوائد أخرى، منها سهولة الحياة، وعدم وجود اختناقات مرورية تذكر، وتقلص الحوادث، إلى غير ذلك.

هذه مآخذ تؤخذ بعين الاعتبار لوجاهتها، ولكننا نقول إن السعوديين لم يهملوا الأطراف، فلدينا العُلا، ولدينا نيوم، ومشروعات البحر الأحمر، وغيرها من المشروعات، أتذكر في هذا السياق، أنه منذ سنين، بُعيد سؤال وزير سعودي، لماذا مشروعاتكم في شمال السعودية محدودة خاصة في منطقة الحدود الشمالية؟ فكانت إجابة الوزير السعودي في حينه أن منطقة الحدود الشمالية لا يسكنها سوى 1.5 في المائة من سكان السعودية، لذلك نحن نتأنى في مشروعات هذه المنطقة.

قد تكون إجابة الوزير مقبولة في حينه، ولكن مع الرؤية الجديدة، أطلق ولي العهد السعودي وفي الأيام القليلة الماضية المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الحدود الشمالية، لينفض عنها غبار الإهمال الذي طالها لفترة طويلة، وليعيد الحيوية لمنطقة مهمة في السعودية، وليؤكد أن القيادة تهتم بجميع مناطق السعودية، وفي هذا السياق، هل من الممكن أن نطلق مشروعات تطويرية في تبوك وبريدة، ولم أذكر الأحساء لأن هناك هيئة مستقلة أعلن عنها أخيراً وشكل مجلس إدارتها لتطوير المنطقة.

الأمر الآخر، هل من الممكن تطوير المزايا النسبية لكل مدينة؟ لنجعل كل مدينة لدينا تتميز عن غيرها بطعمها ولونها الخاص. ودمتم.

 

نقلا عن الشرق الأوسط