«التأسيس» وترسيخ الجذور والقيم السعودية

22/02/2023 0
طلعت بن زكي حافظ

يجسد الأمر الملكي الكريم الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام، يوماً لتأسيس الدولة السعودية الأولى، رمزاً إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسسها الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون عريقة (1139 الموافق 1727)؛ حيث قد أسس كياناً سياسياً حقق انطلاقة للوحدة والاستقرار والازدهار. وفي هذا اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، التي بتأسيسها تم ولله الحمد إرساء الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفُرقة وعدم الاستقرار، ويُعد يوم التأسيس، ذكرى وطنية عظيمة نستذكر ونحتفي فيها بالجذور الراسخة للدولة السعودية، بما في ذلك الُمثل والقيم التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى واستمرت حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -يحفظهما الله-. كما ويُعد يوم التأسيس امتدادا تاريخيا أصيلا لدولة قامت على الوحدة قبل ثلاثة قرون، ما يحتم علينا كمواطنين الاعتزاز بقادتنا الذين أرسوا قواعد الخير والوحدة والاستقلال لبلادنا الطيبة وتوارثوا على حكمها بنفس المُثل الأولى.

ويهدف يوم التأسيس إلى تعزيز قيم الفخر بالانتماء الوطني واستمرار الدولة السعودية ونهجها الأول حتى عصرنا الحالي، وإلى لفت الانتباه إلى الارتباط التاريخي النادر بين قيادة وشعب بنوا وطناً مزدهراً، وإلى غرس الفخر والانتماء لدى الأفراد باعتزازهم بالوطن وقادته وما حققوه في سبيل أن يكون الوطن آمناً ومستقراً، إضافة إلى إحياء دروس وعبر من الدولة السعودية الأولى في الأجيال الشابة. فلأكثر من ثلاثة قرون والدولة السعودية تثبت رسوخها رغم ما واجهته من تحديات، إلا أنها بقيت صامدة -ولله الحمد- حتى يومنا هذا وستظل كذلك بإذن الله إلى أن تقوم الساعة، وبالذات بعد أن قيض لها الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- في عام 1309 (1891) بعد انتهاء الدولة السعودية الثانية بعشر سنوات ليؤسس للدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932 لتبدأ انطلاقة جديدة لكيان سياسي أكثر رسوخاً وصلابة وقوة حقق للمملكة الوحدة والاستقرار والازدهار تحت لواء التوحيد وكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وقد سار على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز، القويم والسليم أبناؤه الملوك البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -يرحمهم الله- وصولاً للعهد الزاهر في يومنا هذا، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، الذي يسير على نفس نهج المؤسس لتشهد المملكة تطوراً حضارياً واقتصادياً مذهلاً غير مسبوق، وبالذات منذ انطلاقة رؤيتها المباركة في عام 2016، بقيادة عرابها وقائدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. فمنذ انطلاقة الرؤية في ذلك العام، والمملكة تعيش في سباق ماراثوني لتحقيق منجزات حضارية متسارعة أبهرت العالم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، سيما وأنها منجزات غير تقليدية أو مستنسخة وتحاكي العصور والأجيال القادمة وليس عصرنا الحالي فقط، والتي من بين أبرزها مشروع الدرعية التابع لصندوق الاستثمارات العامة Public Investment Fun - PIF إلى جانب مشروعات أخرى عملاقة؛ مثل مشروعات نيوم والبحر الأحمر والقدية وروشن، التي تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الصندوق، بما تمتلكه من إمكانيات لاستحداث منظومات جديدة يمتد آثرها الإيجابي على دعم جهود التنوع والتطور الاقتصادي في المملكة. مثل هذه المشروعات العملاقة التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة وغيرها من المشروعات كمشروع المكعب الجديد وتروجينا وجزيرة سندالة وذا لاين وشركة سير وغيرها من المشروعات، سيمتد آثرها الإيجابي على دعم جهود التنوع والتطور الاقتصادي في المملكة، إلى جانب خلق الوظائف للمواطنين من الجنسين التي تجاوز عددها الـ 500,000 وظيفة طموحاً للوصول إلى 1,800,000 وظيفة خلال الأعوام القادمة من خلال تأسيس شركات في قطاعات واعدة التي تجاوز أعدادها منذ الإعلان عن استراتيجية الصندوق الجديدة الـ 70 شركة تعمل بعشرة قطاعات اقتصادية واعدة.

 

نقلا عن الرياض