وقفات مع انهيار فبراير 2006

16/02/2023 2
بسام العبيد

مر 17 عاما على الذكرى التي شهد فيها المجتمع السعودي أكبر انهيار في تاريخ السوق السعودية الذي بدأ في 25 فبراير 2006، تلك الذكرى التي عاشتها شريحة كبيرة من المجتمع على اختلاف مستوياتها المعيشية والمعرفية، فما هي القصة وكيف بدأت وماذا استجد بعدها؟

بدأ المؤشر العام للسوق عند تأسيسه 1985 بألف نقطة وأغلق نهاية 1999 عند مستويات ألفي نقطة، ومنذ دخول الألفية الجديدة وبين 2001 ومطلع 2006 حدث تسارع كبير في صعود السوق فتضاعفت بأكثر من 800 في المائة. ووصلت إلى 21 ألف نقطة بفارق بسيط، ولهذا التسارع الكبير عدة أسباب سنذكر شيئا منها:

منها ارتفاع سعر برميل النفط تلك الفترة بأكثر من 200 في المائة وذلك من 20 إلى 70 دولارا ما رفع إيرادات الدولة وأسهم في ارتفاع الميزانية العامة وزاد من الإنفاق وتراجع الدين العام وارتفع حجم الاقتصاد بنسبة 100 في المائة. وبعد تحسن الاقتصاد وارتفاع دخل الفرد تم توسع البنوك بالإقراض وتضاعف حجم القروض الشخصية بسبب الاقبال على الاقتراض حتى تضاعفت أحجام القروض بأكثر من أربعة أضعاف فقد قفزت من ثمانية مليارات الى 36 مليار ريال وأغلب هذه القروض كانت تتدفق سيولتها إلى السوق. ومن الأسباب طرح بعض الشركات للاكتتاب العام وارتفاع أسعارها بعد التداول وتحقيقها مكاسب وقفزات سعرية كبيرة لفتت أنظار العامة إلى السوق بعد طرح شركات كبيرة للاكتتاب.

هذه المؤثرات زادت جاذبية السوق بالنسبة للأفراد دون إدراك للمخاطرعندما شاهدوا الأرباح والقفزات الكبيرة بالأسعار للشركات التي كانت تطرح للتداول بعد الاكتتاب وتضاعف عدد المحافظ الاستثمارية بشكل كبير عدة أضعاف بسبب إقبال كثيرين على التوجه نحو سوق الأسهم، وكانت البنوك تعج بالعملاء الجدد الذين يرغبون في فتح محافظ استثمارية من رجال ونساء على حد سواء وبسبب كثرة الطلبات والضغط والازدحام قررت البنوك فتح قناة جديدة للتداول من خلال شبكة الإنترنت والسماح للعملاء بالتداول والشراء والبيع من أي مكان دون حاجة إلى مراجعة العميل وحضوره لها، ما سهل لكثيرين اللحاق بركب من سبقوهم وبالتالي تضاعف عدد الملتحقين بالسوق بسبب سهولة فتح المحافظ والتداول من خلال الإنترنت، وكانت المنتديات والبالتوك مكانا لتبادل الشائعات والترويج للأسهم.

وبسبب قلة عدد الشركات المتداولة لاحتواء السيولة كانت النتيجة ارتفاع أسعار الأسهم بشكل قوي وتضاعفت القيمة السوقية أكثر من عشر مرات وتضاعفت سيولة التداول اليومية مئات المرات حتى تجاوزت 40 مليار ريال في اليوم حتى وصلت السوق 25 فبراير 2006 إلى 20966 نقطة ثم بدأ الانهيار وخسرت 25 في المائة من قيمتها خلال شهر وبنهاية العام خسرت ثلثي قيمتهت وأغلقت عند 7500 نقطة، وبعد الأزمة المالية العالمية 2008 هبطت السوق الى أربعة آلاف نقطة.

اليوم السوق السعودية طوت تلك الصفحة إلى غير رجعة بإذن الله بسبب التنظيمات والقوانين التي شرعتها هيئة السوق المالية من مضاعفة عدد الشركات بأكثر من 200 في المائة واستحداث قنوات استثمارية جديدة كتأسيس سوق نمو وصناديق المؤشرات والعقود المستقبلية والبيع على المكشوف وفتح الاستثمار للأجانب، وانضمت السوق إلى ثلاثة مؤشرات عالمية وأصبحت السوق ضمن أكبر عشر أسواق عالمية، وتجاوزت قيتها السوقية عشرة تريليونات ريال.

 
 
نقلا عن الاقتصادية