«تاسي» ومناطق تشبع البيوع

15/12/2022 2
بسام العبيد

تراجعت السوق السعودية بداية تداولات الأسبوع الحالي إلى ما دون العشرة آلاف حيث انخفضت إلى 9950 نقطة، بضغط من عدة قطاعات على رأسها قطاع الطاقة والمواد الأساسية والبنوك، وكانت السوق قد كسرت قاع الموجة الصاعدة الفرعية عند 10600 نقطة التي بدأتها قبل عام وتحديدا في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، وبذلك تكون السوق قد محت كل مكاسبها خلال عام كامل، هذا التراجع كان بنسبة 29 في المائة ما يقارب أربعة آلاف نقطة خلال سبعة أشهر فقط.

هذا التراجع لم يكن حكرا على السوق السعودية، فقد شهدت الأسواق العالمية أيضا تراجعات مماثلة إلا أن السوق السعودية حققت قاعا جديدا خلال عام في ظل التراجع الأخير بينما حافظت الأسواق العالمية على قيعانها التي وصلت إليها هذا العام، وبحكم تراجع النفط "خام برنت" إلى مستوى 76 دولارا جعلت التراجع في السوق السعودية أكثر قسوة للعلاقة التاريخية التي تربط بينهما، لكن النفط الذي يتداول حاليا عند مستوى 79 دولارا للبرميل يشهد عملية ارتداد قد تدفعه إلى الوصول الى مستوى 85 دولارا بسبب مخاوف من نقص المعروض، حيث حذرت روسيا من أنها قد تلجأ إلى تخفيض إنتاجها من النفط في خطوة محتملة اعتبرتها روسيا ردا على دول الاتحاد الأوروبي لتدخلها وفرضها سقفا أعلى لمبيعاتها من النفط عند 60 دولارا، وهو ما يزيد المخاوف بشأن نقص المعروض ويعطي أسعار النفط بعض الدعم خاصة في ظل شتاء قارس تمر به دول الاتحاد الأوروبي، لكن لا يعرف بعد إلى أي مدى يمكن أن تتجه إليه خطوات وقرارات الأطراف المعنية بذلك.

كذلك يشهد مؤشر الدولار تراجعا حادا حيث كسر مستوى 104 الذي لم يزره منذ منتصف يونيو الماضي، واستمرار تراجع الدولار يعني فسح المجال لبقية الأسواق من الأسهم والسلع ببعض الارتفاع بينما يعول الكثير على عدم كسر مؤشر الدولار مستوى 100 حيث يعد دعما من الناحية الفنية والنفسية خاصة أن الفيدرالي سيرفع نسبة الفائدة عليه هذا الأسبوع بما لا يقل عن نصف نقطة ما يعزز من تماسك الدولار.

وعودا على الحديث عن السوق السعودية فإنه من المعتاد عند كسر أي منطقة دعم تاريخية ومهمة تعود السوق لاختبارها على الأقل، لذلك فالسوق مرشحة من الناحية الفنية لإعادة اختبار قاعها الذي تم كسره الشهر الماضي عند 10600 وقد يمتد هذا الارتفاع إلى منطقة 10900 وربما أكثر من ذلك إذا استمر تراجع الدولار الذي يمنح النفط والأسهم مجالا للصعود.

من الناحية الفنية، أغلب المؤشرات الفنية للرسم البياني للسوق السعودية على الفاصل اليومي بمناطق تشبع بيعي ما يعني انتظار أي انعكاس لها خلال الفترة المقبلة، فلو نظرنا إلى مؤشر القوة النسبية (RSI) نجده أقل من 30 ومؤشر الستوك استك (Stochastic) أقل من 20 وهذه المناطق فنيا تعد مناطق تشبع بيعي (oversold)، ويبقى أي انعكاس لها مجرد ارتداد حتى يتم اختراق الترند "المسار" الهابط، ويعد اختراق مستوى 11300 للسوق السعودية اختراقا للمسار الهابط بينما يعد تجاوز منطقة 12200 شرطا للتحرر من الموجة الهابطة ككل.

 

 

نقلا عن الاقتصادية