توقفت عند بائع متجول يعرض رماناً للبيع، أغرتني الجودة الظاهرة بالشراء، لكنني منذ جائحة كورونا لم أعد أحمل النقد، فسألته إن كان بالإمكان أن أدفع له بواسطة تطبيق StcPay فاعتذر بأنه لا يستخدمه، ثم بادر بوضع صندوق الرمان في السيارة وطلب أن أصور بطاقة حسابه في البنك وأحول له القيمة متى ما وجدت وقتاً لذلك!
أسعدتني ثقته، وفي نفس الوقت تساءلت كم من رصيد ثقة يملكه المجتمع اليوم بعد كل هذه التحولات والمؤثرات التي عصفت بصدق التعامل وأمانة التبايع، فاليوم باتت الثقة في التعاملات التجارية والمالية مهزوزة بعد أن زاد عدد المحتالين وقل عدد من يثقون في الآخرين!
في هذا العصر تغيرت الكثير من أخلاقيات التعامل في البيع والشراء وأداء الأعمال التي عهدتها في صغري، وباتت الثقة عملة صعبة في سوق يعج بالمحتالين واللصوص والمتساهلين بالوفاء بحقوق اللآخرين!
بائع الرمان الطيب أسعد يومي، وفي نفس الوقت أثار قلقي من أن يقع في فخ من لا يفي بحق ولا يؤدي أمانة، فمثله هامش ربحه قليل وهامش خسارته كثير، ويعتمد على صدق تعامل الزبائن!
باختصار.. ما زالت الدنيا بخير ما بقيت فيها الثقة!
نقلا عن عكاظ
لا ننسى نظرة البائع للزبون فهو الذي يعرف بنظرته الثاقبة ان هذا الزبون ليس مثل بعض الزبائن ولذلك فهو يثق بنظرته الثاقبة في البيع والشراء انه قد كسب الزبون وان حقه سوف يأتيه