يخدع بعض الشباب بعض البنات بمعسول الكلام وأمطار المديح فتحبه البنت وتحلم به كفارس أحلام فإذا تزوجته انكشف المستور وبان واتضح أنه مجرد حمار أحلام..
كذلك ينخدع بعض المتداولين بتوصيات قوية على سهم من مئات الأسهم فيعتقد أنه فرحة أيامه وفارس أحلامه فيندفع للشراء فيه ثم ينكشف واقعه فإذا هو ينهال عليه بالخسائر والآلام بدل الأرباح وتحقيق الأحلام..
المرأة التي (طارت في العجة) مع سماعها معسول الكلام وصدقت الوعود الوردية التي نمقها لها خاطب عاثر كاذب، أغراها بمجرد كلام وأغرقها في الخيال بسيل المديح الذي صبه عليها في كل مكان، أحبته وهي لا تعرف أخلاقه ولا تسبر أعماقه ولا تدرس سلوكه ولا تطيع أهلها في رفضه بل قد تخيرهم بين الزواج منه أو الانتحار، يشبه موقفها ومقلبها المأساوي المتداول الذي يحب سهم شركة و(يطير في عجته) ويصير ما يشتري غيره، لأنه هو الآخر استسلم للذي كال المديح الشديد لذلك السهم وقدّم الوعود البراقة بنسب متوالية، وربما تدبيلات، فاندفع بتأثير ذلك المديح وتلك الوعود ليشتري السهم الممدوح الموعود بصعود صاروخي، اندفع دون أن يعرف واقع تلك الشركة التي يشتري سهمها ولا وضعها المالي وتاريخها، فقد أغرته التوصيات وأغوته الوعود، فإذا اشترى فيها الكثير وتعمق في الشراء ثم انهار سعر السهم بعد أن انجلى الضباب وبان أن فارس الأحلام ليس حصانًا أصيلًا بل هو حمار هزيل:
(ستعلم حين ينجلي الغبارُ * أفرس ٌ تحتك أم حمارُ)
هنا لا يفيد العلم وقد تعلق الذي صدّق من شعره وعرف أنه انخدع بكلام (لا يودي ولا يجيب) بل قد يودي في داهية..
لا تثق في أكثر التوصيات ولا تصدق كل ما يُقال..
نقلا عن الرياض
كلام سليم واللي ما ياكل بيده ما يشبع، العلم نور