من ستين عامًا على وجه التقريب كان سوق الديرة في الرياض (أظن الاسم جاء من أهل القرى الذين توافدوا على العاصمة بحثًا عن الرزق) يضم (المقيبرة والجفرة وحراج ابن قاسم والصرافين وسوق السدرة) وغيرها، سوق يشمل كل شيء تقريبًا.. المقيبرة وحدها مثل (جراب الحاوي) فيها شيء من كل شيء: الفاكهة والخضار واللحوم في (المقصبة) والغنم والإقط والسمن والتمر والفقع والضبان في الساحة، تحيط بها دكاكين الرز والسكر والقهوة والهيل وحولها حاجات المزارعين من بذور وسموم وسماد كيمائي ونحو ذلك، وفيها (قيصرية الحساوية) تحوي أشياء مختلفة من (المكانس والمساحي) إلى (الحلويات والآيسكريم).
المقيبرة سوق عجيب يختلف عن أي سوق رأيته في حياتي فهو يجمع المتناقضات ويعج بالحياة ويغص بالناس بين باعة ومشترين ودلالين، وتوجد فيه حيوانات أشكال وألوان من غنم وضبان وحمير وقليل من بغال إلى جانب مختلف الطيور، واسم المقيبرة، فقد دلالته الأولية الموحشة وصار رمزًا لسوق حي زاخر وتجارة هائلة وناس يموج بعضهم في بعض، وهذا حال اللغة إذا أطلق اسم لا يدل على المحتوى واشتهر الأخير اكتسب الاسم معنى آخر وصار له وقع يختلف عن معناه الحرفي.
شمال المقيبرة بأمتار سوق الجفرة الذي يشبه البنك (لي عنه مقال مطول بعنوان.. الجفرة أو البنك الحادي عشر).
مظهر الجفرة كئيب ودكاكينها فيها رجال كرام جادون، وخياش وقطم رز وسكر وطاقات دوبلين لزوم التديين (التورق) وفي وسط الجفرة مجموعة حمير جاهزة لتحميل الأكياس، بعضها تجر عربات وبعضها مفردة تحمل على ظهرها، فإذا حانت (ظهرة السوق) مع أذان الظهر (شترت حمير القايلة ورفعت آذانها وسارت مسرورة عارفة أنها ذاهبة لأحواشها ترتاح وتأكل وتختلط بالأتانات.. "أناثي الحمير" تعمل ما تريد وتمارس التمرغ والنهيق)!.
ومع نهضة المملكة بشكل مذهل سريع يدعو للإعجاب العظيم اختفى سوق المقيبرة وما حوله من أسواق وحل مكانها أسواق على أحدث طراز وأجود معمار وحولها ساحات رحبة فازت بجوائز عالمية كأجمل ساحات في وسط مدينة.. ولكن هذه الساحات الواسعة الرائعة تفقد مع الأسف المقاهي والمطاعم والتشجير مع أنها مهيأة لذلك وجاذبة للزوار والسواح.. المملكة تشبه قارة وبيئتها صعبة (أكثرها صحراء جرداء وجبال صماء) ورغم ذلك شهدت أعظم وأسرع تنمية ونهضة في فترة وجيزة تُعتبر في أعمار الأمم لحظة أو ومضة، ولا يزال المستقبل أفضل وأجمل بإذن الله ثم بقوة مرتكزات رؤية المملكة (2030) بهمّة حتى القمّة.
نقلا عن الرياض
مقارنة ممتعة
.... إقتباس (( مظهر الجفرة كئيب ودكاكينها فيها رجال كرام جادون، وخياش وقطم رز وسكر وطاقات دوبلين لزوم التديين (التورق) . إنتهى الإقتباس ... هل كان الراجحي من ضمن تلك الدكاكين ؟ .... الله يرحم أيام شارع الثميري والوزير اللي كانوا ع مقربة من الديرة .
.... الرياض في ذاك الزمن : الديرة ، الثميري ، والوزير ، والبطحاء ، وشارع الخزان اللي يربط بين البطحاء والشميسي ... حتى الناصرية وعليشة كانت تُعتبر في ذاك الوقت بعيدة !!!! أما الآن : ماشاء الله