التحول المناخي الأميركي السريع من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين يرسم أمامنا خارطة مجهولة الطرق والأماكن لمستقبل الطاقة.
في نداء استثنائي عاجل ومفاجئ دعا الرئيس بايدن رؤساء أربعين دولة مُختارة لاجتماع قمة افتراضية استثنائية في البيت الأبيض ليعرض عليهم بأنه سيجعل قضية المناخ على قمة استراتيجيته في التعامل مع دولهم.
الجدير بالملاحظة يبدو أن بايدن مٌناخي أكثر من المناخيين. فرغم أن اتفاق باريس يكتفي بخفض درجة حرارة المناخ درجتين مئوية فوق مستوى درجة حرارة المناخ قبل الثورة الصناعية. لكن بايدن يُطالب بخفض درجة المناخ بدرجة ونصف فقط فوق درجة المناخ قبل الثورة الصناعية. كذلك يعد الرئيس بايدن بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أميركا إلى 50 % بحلول العام 2030 عن مستوى انبعاثات أميركا لهذه الغازات في العام 2005. إضافة إلى أن أميركا ستلتزم بخفض انبعاث الكربون إلى الصفر بحلول العام 2050.
في تصريح لبعض المسؤولين في إدارة الطاقة الأميركية (أنقله أنا عن وكالة رويترز بتاريخ 24 أبريل) يقول التصريح أن البيت الأبيض يؤكد للدول الأخرى بأن أميركا تستطيع أن تفي بوعودها في تحقيق أهداف المناخ حتى لو جاءت إدارة أميركية جديدة لأن الصناعة الأميركية قد اتجهت الآن إلى الطاقة الأنظف والسيارات الكهربائية والمزيد من مصادر الطاقة المتجددة.
كذلك في تصريح لوزيرة الطاقة الأميركية (نقلاً عن رويترز أيضاً) تقول الوزيرة: التكنولوجيا النظيفة هي وسيلة انطلاقنا إلى عنان السماء وبأن إدارتها ستعلن عن أهداف جديدة تُحقق قفزات في تكنولوجيا الجيل القادم مثل حجز الكربون وتخزين الطاقة والوقود الاصطناعي.
ثم تستطرد الوزيرة فتقول: بالنسبة للدور الذي يُمكن أن تؤديه تكنولوجيا إزالة الكربون فلكي تستطيع أن تفي هذه التكنولوجيا بتحقيق أهداف المناخ العالمية فقد تم تأسيس منتدى جديد للمنتجين للبترول باسم (Net zero Producers Forum) يتكون الآن من خمس دول هي أميركا وكندا والنرويج وقطر والمملكة العربية السعودية. ويهدف هذا المنتدى إلى تبني استراتيجية طويلة المدى لتطوير واستخدام تكنولوجيا تحقق صافي صفر انبعاثات الكربون على نطاق العالم.
الأسئلة كثيرة حول سياسة الرئيس بايدن المناخية ومدى نجاحها في تحقيق بعض أو جميع أهدافها. هل سيتحقق هدف ارتفاع درجة حرارة المناخ 1.5 درجة مئوية فوق درجة حرارة قبل الثورة الصناعية؟ الصين والهند وروسيا حضروا اجتماع القمة وهم من أكثر المستهلكين للفحم أكبر مصدر لانبعاثات الكريون والميثان ولم يقدموا أي التزامات محددة.
كذلك كيف تضمن الإدارة الأميركية الحالية في حالة قدوم إدارة جديدة أن لا تُغير الإدارة الجديدة سياساتها وأهدافها المناخية؟ حتى لو أنه صحيح اتجهت فعلا الصناعة الأميركية إلى السيارة الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة والوقود الاصطناعي لكن الطريق لا زال طويلاً ويُحدث الله ما لا تعلمون خلال الثلاثين سنة القادمة.
نقلا عن الرياض