أكثر المضاربين يعيشون في قلق كأن تحتهم ريحاً عاتية عاصفة تقلّب عواطفهم وتعمّق مواجعهم وتقلقهم حتى في مضاجعهم، كأنما عنى الواحد منهم أبو الطيب المتنبي بقوله:
(على قلقٍ كأنّ الريحَ تحتي
تُسيّرني يمينًا أو شمالا)
والذي على ظهر الريح لا يستريح ولا يدري إلى أين المسير ولا ما المصير..؟ وهذا حال كثير من المضاربين خاصةً المفْرطين في المضاربة والأسوأ حالًا الأقوى قلقًا من يشترون بالديون..
كثير من المضاربين يقلقون ويضطربون إذا انخفضت أسهمهم أو حتى ارتفعت! في الانخفاض الاضطراب واضح وفي الارتفاع الأمر عجبٌ عُجاب لأن المضارب يخاف أن ينخفض سهمه إن لم يبع ويخاف أن يواصل الارتفاع إن باع! حالة! فوق هذا فإن ألم الخسارة أشد من فرح الربح، فرح الربح قطعة سُكّر تذوب سريعًا في الفم ثم ينتهي الطعم، وألم الخسارة (شاكوش يضرب في النافوخ) ومع أن التجارة ربح وخسارة إلا أن المضاربة في الأسهم (شكل ثاني) أقرب إلى المقامرة منها إلى المتاجرة، والمقامر ليس في عيشة راضية! والمضارب الممعن في المضاربة يحمل روح المقامر وإن لم يجلس يومًا على (الطاولة الحمراء) التي خدعوك فقالوا (الطاولة الخضراء)! فالقمار خراب بيوت ودمار!
نقلا عن الرياض
مضاربين الخشاش فعلًا
وأنا منهم
الإنسانُ مدفوعٌ بغريزتي الخوف والطمع !!!.. وقد قيل: أن سوق الأسهم هو المكان الذي تنقل فيه ثروات المتعجلين إلى الصابرين!!.. وأختمُ بقول الحقُّ سبحانه وتعالى: (لئن صبرتم لأزيدنّكم)... والسلام.
تصحيح: (لئن شكرتم لأزيدنّكم).