من مأثورنا الشعبي أن فيه صديقين: الأول تاجر غني والثاني بائس فقير.. فكان الغني يعطي صديقه من المال ما يستر الحال..
وحدث أن اشترى الغني بكل حلاله بضائع كثيرة من الهند، وتم شحنها على سفينة، ولكن السفينة غرقت بمن فيها وما فيها، ولم يكن في ذاك الزمان تأمين، فافتقر الغني وصار على الحديدة وجاء ربعه يعزونه، وحين انصرفوا بقي معه صديقه القديم الفقير يخفف وحدته ويؤنس وحشته، فقال له صديقه الذي كان غنياً ثم افتقر في غمضة عين:
كنت يا صديقي تشكو لي من الفقر.. الآن لا تشكُ لي ولا أشكو لك.. صرنا سواء..
قال رفيقه الفقير:
كلا يا صديقي! لسنا كذلك ولن نكون! أنت سنام وأنا غارب! السنام يسمن مع الأيام.. والغارب لا يسمن ولا بعد ألف عام!
وفعلًا لم تمض سنة حتى تحسنت أحوال التاجر الذي افتقر، بسبب خبرته في السوق وحسن سمعته عند التجار الذين صاروا يبيعونه على التصريف حتى استعاد كثيراً مما خسر، وامتلأ دكانه بالبضائع والزبائن، بينما ظل صديقه مقيمًا على فقره لأنه لا يملك الحس التجاري ولا الخبرة، وعاد يأخذ من صديقه المعونة ويردد:
قلت لك إني غارب وأنت سنام يسمن مع الأيام ولا يسمن الغارب مهما كان..
ومن الأدب العربي يقول الأصمعي:
تمر على الأعراب سنوات قحط وجدب تساوي غنيهم بفقيرهم..
فإذا جادت السماء وجاءت الأمطار وزانت الأرض وكساها العشب وعمّ الخصب عاد الأغنياء أغنياء وظل الفقراء فقراء..
هذه ليست قانونًا ولا قاعدة ولكنها ظاهرة، فالقدرة الذاتية، مع الصبر والمثابرة، بعد توفيق الله عز وجل، تبقى مع الإنسان في كل الأحوال، أما مجرد الثروة الورقية من ورث ونحوه فإنها تذهب مع الريح إذا اتصف الوارثون بسفه أو حماقة..
نقلا عن الرياض
ليت مطافيق سوق الاسهم يقرون هالمقالة
قصة معبرة.. شكرًا استاذي الكبير عبدالله الجعيثن
لغارب هو أعلى مقدم السّنام في البعير، ويُضرب المثل عند منح الحرية الكاملة، من دون قيد أو شرط. وكانت العرب إذا طلّق أحدهم امرأته، في الجاهلية، قال لها: حبلك على غاربك، أي خليت سبيلك، فاذهبي حيث شئتِ. وقال الأصمعي: وأصل المثل أن الناقة إذا رعت وعليها خطامها، أُلقي على غاربها، وتُركت ليس عليها خطام، لأنها إذا رأت الخطام لم يهنها المرعى، وكذلك إذا أُهمل البعير طُرح حبله على سنامه، وتُرك يذهب حيث شاء. منقول https://ejaaba.com/%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A8
وتبقى الأيام دول بين الناس
يا بلاغة العرب !!