إدمان شاشة الأسهم

19/03/2021 2
عبدالله الجعيثن

أصبح كثيرون مدمني التحديق في شاشة الأسهم من الافتتاح حتى الإغلاق، أي أكثر من ست ساعات في اليوم، لأن كثيرا منهم يتسمر أمام شاشة الأسهم قبل مزاد الافتتاح وبعد مزاد الإغلاق، فهي تقريبًا، وجبة الإفطار ورياضة الصباح! رياضة الجلوس الطويل الذي يصيب العضلات بالتهتك والأوجاع والعيون بالجفاف والإرهاق، وربما مسّ النفوس بالقلق والاكتئاب مع التوتر واضطراب الأسعار وكثرة الجلوس والتحديق وانشغال البال، بل ربما رفع الضغط والسكر وخفقات القلب مع دقّة المراقبة وطولها وشدة التأثر من سرعة تغيُّر الأسعار والأخبار، فانتشرت، حتى عند الشباب، آلام الرقبة والظهر والرسغ من كثرة الجلوس وتحريك الحاسب وطول التحديق والتدقيق الذي يصيب أيضًا بالتعب والسمنة والإرهاق وتمزق الأعصاب..

هذا من الناحية الصحية، والصحة أهم من المال، ومع ذلك فإن إدمان التحديق في الشاشة غالبًا ما يجعل المال أيضا ينقص ولا يزيد، ويصيب القرار بالعجلة والاضطراب، حتى إن بعض مدمني التحديق في الشاشة المراقبين بالتصاق لتقلبات الأسواق وسرعة تغير أسعار الأسهم أصبحوا كالدُّمى التي يتم تحريكها في المسرح بخيوطٍ غير مرئية أو كالكورة التي يتقاذفها اللاعبون، وهذا لمجرد التوضيح لا التشبيه فلهم كامل الاحترام فهم مجتهدون ولكن كثرة الحرص والاجتهاد اللحظي المفرط مع أسعار تتغير بأقل من دقيقة كثيرًا ما يصيب بالتأثر غير العقلي ولا الموضوعي واتخاذ قرارات فجة تصيب أصحابها بالندم والخسارة أو فوات كثير من الأرباح بخلاف ما يرجون من مراقبة لصيقة للشاشة..

الأفضل في نظري أخذ قرارات الشراء أو البيع وفق دراسة شخصية متعمقة لكل شركة من النواحي المالية والفنية ثم العزوف عن التحديق في الشاشة وترك الأمور والأسعار تأخذ مسارها العادل على المدى..

وفقنا الله وإياكم في الدنيا والآخرة.


نقلا عن الرياض